دواء جديد فريد أكثر فعالية من الOzempic لفقدان الوزن
بحث لDUANE MELLOR نشر في THE CONVERSATION
تم الموافقة على استخدام دواء جديد لعلاج مرض السكري من النوع 2 في المملكة المتحدة. Tirzepatide (المباع تحت الاسم التجاري Mounjaro) سيصبح متاحًا للبيع بوصفة طبية بأوائل عام 2024 في حال توفره.
Mounjaro هو علاج قابل للحقن يساعد الجسم على التحكم في جلوكوز الدم بعد تناول الوجبات وينظم الشهية.
الأبحاث التي أجريت على الدواء أظهرت أنه أكثر فعالية في السيطرة على نسبة السكر في الدم ويؤدي إلى زيادة فقدان الوزن مقارنة بأدوية السكري من النوع 2 المباعة حاليًا بوصفات طبية.
يشتق ال Tirzepatideمن بروتين له بنية مماثلة لهرمون “GIP” (glucose-dependent insulinotropic peptide)، والذي يحفز إطلاق الأنسولين.
لكن ما يميز ال Tirzepatide أنه يرتبط بمستقبلات هرمون آخر يسمى GLP-1 (glucagon-like peptide 1)، والذي يطلق الأنسولين أيضًا.
وهذا يجعل من ال Tirzepatide أول “هرمون ناهض مزدوج”، وهو دواء يرتبط بمستقبل الهرمون وينشطه، اما الSemaglutide والذي تم الموافقة عليه لعلاج مرض السكري من النوع 2 (والمباع تجاريًا تحت الاسم Ozempic) يستهدف ال GLP-1 فقط.
كيف يعمل؟
يتم إنتاج هرمونات الGLP-1 والGIP بواسطة خلايا متخصصة في أمعائنا الغليظة والدقيقة، وتقوم الامعاء الدقيقة والغليظة بإطلاق الGLP-1 والGIP استجابة لارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام.
يعمل كل من الGLP-1 والGIP على زيادة إنتاج البنكرياس لهرمون الأنسولين الذي يخفض نسبة السكر في الدم، كما أنهما يقللان من إنتاج الGlucagon، والذي يؤدي عادةً إلى زيادة مستويات الجلوكوز لدينا عندما يكون منخفضًا جدًا، ويُعتقد أن كوننا أقل قدرة على تنظيم مستويات الجلوكوز بعد الوجبات هو سبب اصابتنا بمرض السكري من النوع 2.
يبطئ الGLP-1 أيضًا من سرعة إفراغ المعدة من الطعام مما يجعلنا نشعر بالشبع لفترة أطول، وعند دمج كل هذه الفوائد في خفض مستويات الجلوكوز في الدم، ثُبت أن هذه التأثيرات تؤدي إلى فقدان الوزن أيضًا.
تدوم تأثيرات الGLP-1 والGIP التي ينتجها جسمنا طبيعيًا حوالي دقيقتين فقط، لكن الTirzepatide عدّل في بنية هذه الهرمونات بحيث جعلها تتحلل بشكل أبطء وذو فاعلية أطول (تستمر لحوالي الخمسة أيام)، وهذا يعني أن الTirzepatide يجب أن يؤخذ مرة واحدة فقط في الأسبوع.
ما مدى فعالية ال Mounjaro؟
ولأن الTirzepatide يحاكي تأثيرات نوعان من الهرمونات، لذلك ليس من المستغرب أن التجارب البحثية وجدت أنه أكثر فعالية من الSemaglutide والذي يعمل فقط على هرمون الGLP-1.
قارنت تجربة مدتها 40 أسبوعًا على جرعات 5 ملغ، و10 ملغ، و15 ملغ من الTirzepatide (التي تم الموافقة عليهم جميعًا للاستخدام) مقابل 1 ملغ من الSemaglutide.
وجدت التجربة أن جميع جرعات الTirzepatide كانت أكثر فعالية من الSemaglutide في خفض متوسط مستويات السكر في الدم -حيث تمكن أكثر من 80% من أولئك الذين تمت معالجتهم بالTirzepatide من تحقيق أهدافهم المتعلقة بالوصول لنسب الجلوكوز المناسبة في الدم.
من المهم أن نذكر هنا أن جرعة الدواء تتعلق بالكمية الفعالة، لذا فإن مستويات الجرعات من الأدوية المختلفة لا يمكن مقارنتها.
ووجدت دراسة منفصلة استمرت لمدة عام أن جرعة 15 ملغ من الTirzepatide كانت ذو فعالية في التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم مثل الأنسولين.
فائدة أخرى للTirzepatide للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 هو أنه يدعم فقدان الوزن، حيث أظهرت الأبحاث أن أولئك الذين يتناولون الTirzepatide لعلاج مرض السكري من النوع 2 فقدوا ما بين 8.5% و13% من وزنهم، بينما فقد أولئك الذين يتناولون الSemaglutide حوالي 7%من وزنهم.
وحوالي بين 80% و90% من المصابين بداء السكري من النوع 2 إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وحتى وقت قريب، كانت الأدوية المستخدمة لعلاج هذا المرض لا تؤدي إلى فقدان الوزن أو حتى المرتبطة بزيادة الوزن.
غيرت أدوية مثل الSemaglutide والTirzepatide التي تخفض الجلوكوز في الدم وفي نفس الوقت تدعم فقدان الوزن طريقتنا في علاج مرض السكري من النوع 2.
فقدان الوزن يمكن أن يساعد في التحكم بمرض السكري من النوع 2 ويمكن حتى أن يؤدي إلى الشفاء منه، وذلك لأن زيادة وزن الجسم، وخاصة الوزن الزائد بالمنتصف (البطن والخصر) يؤدي إلى تقليل فعالية الأنسولين ويتم إنتاجه بكميات أقل.
ويمكن استخدام الTirzepatide أيضًا بأمان جنبًا إلى جنب مع أدوية السكري الأخرى مثل الMetformin إذا لم يتم التحكم بمرض السكري والوصول إلى المعدلات المطلوبة.
هل سيتم استخدام الMounjaro في فقدان الوزن؟
مع انتقال الSemaglutide من كونه علاجًا لمرض السكري من النوع 2 فقط إلى دواء للتحكم بالوزن، يتساءل الكثير من الناس عما إذا كان الشيء نفسه سيحدث مع الTirzepatide.
هناك أدلة قوية تشير إلى أن هذا قد يكون هو الحال. وفي دراسة واسعة استمرت ل72 أسبوعًا، شملت مرضى يعانون من السمنة المفرطة ولكن لا يعانون من مرض السكري، وتبين أن أولئك الذين استخدموا الTirzepatide فقدوا ما بين 15% و20%من وزنهم، بينما فقدت المجموعة التي استخدمت الدواء الوهمي (Placebo) 3.1% فقط من وزنهم.
وجدت تجربة أخرى طويلة الأمد أن حقنة واحدة أسبوعيًا من الTirzepatide أدت إلى فقدان 20% من متوسط وزن الجسم للأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن ولا يعانون من مرض السكري من النوع 2.
على الرغم من عدم وجود دراسات قارنت بشكل مباشر بين الSemaglutide والTirzepatide، إلا أن الانخفاضات في الوزن لTirzepatide أكبر من تلك التي تم الإبلاغ عنها في الدراسات التي استخدمت الSemaglutide.
ولكن في حين أن الTirzepatide لديه إمكانيات كعلاج للتحكم بالوزن الزائد، إلا أنه لم تتم الموافقة عليه بعد لهذا الاستخدام في المملكة المتحدة، وأوروبا، والولايات المتحدة، بل تمت الموافقة عليه حاليًا فقط للتحكم بمرض السكري من النوع 2.
نظرًا لمشكلات توفره مع نظائر الGLP-1 على مستوى العالم، فمن الضروري إعطاء الأولوية لهذه الأدوية للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2.
ولكن الآن وبعد أن تم الموافقة على استخدام الTirzepatide في المملكة المتحدة، يمكنه أن يساعد في تقليل النقص الذي حصل مؤخرًا للSemaglutide.
- ترجمة: منى أعجاز
- تدقيق علمي ولغوي: سفوك حجي
- المصادر: 1