يصرِّح علماء الفلك بأن كوكبين جليديَّين عملاقين قد تصادما، تاركَين حطامًا على شكل حلقة مثل كعكة الدونات

اصطدم كوكبان جليديان ضخمان في نظامٍ نجمي بعيد، مما أدى إلى طمس بعضهما البعض، وتشكيل سحابة حمراء شديدة الحرارة على شكل كعكة الدونات.

ومما أسعدَ علماء الفلك أنهم قد ألقوا نظرةً خاطفةً على الحادثة، وهي المرة الأولى على الإطلاق التي يتم فيها رصد الآثار المباشرة لاصطدام كوكبين.

إن النتائج التي توصَّل إليها العلماء، والتي نُشرت حديثًا في مجلة Nature، من الممكن أن تلقي الضوء ليس فقط على الاصطدامات العنيقة بين الكواكب، بل ربما أيضًا على إمكانية أن تؤدي إلى تكوين كواكب جديدة.

قال المؤلف المشارك Matthew Kenworthy، عالم الفلك في جامعة ليدن في هولندا لصحيفة الغارديان (The Guardian): «سيكون الأمر مذهلًا للغاية، إذ أن طاقة الاصطدام ستحوِّل البقايا إلى شيءٍ ما يشبهُ النجم، وهو أكثر خفوتًا من النجم الرئيسي في النظام، ولكن حجمه أكبر بحوالي سبع مرات، ويمكن رؤيته في بقية النظام النجمي».

لقد اكتشف علماء الفلك هذا الحدث لأول مرةٍ في عام 2021، وذلك عندما لاحظوا أن الضوء المرئي للنجم المسمى ASASSN-21 qj، كان يتضاءل بشكل كبير مرارًا وتكرارًا.

اتُّضح أن هذا لم يكن التغيُّر الأول للنجم، حيث كشف البحث في عمليات الرصد السابقة، أنه في السنوات الثلاث التي سبقت الخفوت، قد تضاعف سطوع النجم ASASSN-21 qj في طيف الأشعة تحت الحمراء.

أثار ذلك سؤالاً محيرًا، ألا وهو: كيف يمكن لنجمٍ أن يبدو ساطعًا في طيف واحد بينما يتلاشى في طيف آخر؟

وقال Kenworthy لمجلة New Scientist: «لقد مررنا بسلسلة كاملة من الأفكار المحتملة، إذ أن الحادث الذي يبدو أنه يتناسب مع جميع البيانات المتوفرة لدينا، هو اصطدام اثنين من الكواكب الجليدية العملاقة».

وفقًا لنظرية Kenworthy، كان حجم هذه الكواكب الجليدية العملاقة قريبًا من حجم نبتون، الذي تزيد كتلته عن كتلة الأرض ب 17 مرة.

عند التصادم، قام الكوكبان بتبخير بعضهما البعض، مما أدى إلى ظهور سحابة شديدة الحرارة من الحطام على شكل كعكة الدونات، وتُقدَّر حرارة تلك السحابة بحوالي 1300 درجة فهرنهايت، مما يفسر سطوع الأشعة تحت الحمراء.

بعد ذلك، مع استمرار دوران تلك السحابة المتكونة حديثًا حول ASASSN-21 qj، فإنها سوف تمر في النهاية ما بين النجم والأرض، مما قد يحجب ضوءها عن علماء الفلك.

إنه تفسير محتمل، لكنه ليس كاملًا. إذ لا يزال علماء الفلك لا يعلمون ما هو سبب تقاطع مسارات الكواكب.

فعلى الرغم من أن التصادم الكوكبي هو الاحتمال الأكثر ترجيحًا بناءً على الأدلة، إلا أنه لا يزال نادرًا بشكل عام. إذ يُقدَّر عمر النظام النجمي ب 300 مليون سنة، ومن المفترض أن يكون مكتملًا بحيث لا يمكن حدوث تصادمات كوكبية.

وفي كلتا الحالتين، فإن السنوات القادمة ستكون مثيرة للاهتمام للغاية. ومن المفترض أن تساعد المزيد من عمليات الرصد في إثبات حدوث الاصطدام، ولكن الأمر الأكثر إثارةً هو أن علماء الفلك يعتقدون أن هذه السحابة يمكن أن تُكوِّن في النهاية كواكب وأقمارًا جديدة.

وقال Kenworthy لمجلة New Scientist: «توقعاتي هي أنه في غضون خمس إلى عشر سنوات سنبدأ في رؤية ضوء إضافي من النظام يرتدُّ من سحابة الغبار، وأنه إذا لم يحدث ذلك، فإن شيئًا آخر سيحدث».

  • ترجمة: آلاء محمود
  • تدقيق لغوي: خلود يوسف
  • المصادر: 1