التغير المناخي قد يقلل من متوسط العمر المتوقع

تبلغ كلفة تغير المناخ تقليص متوسط ​​عمر الإنسان ستة أشهر، وذلك وفقًا لدراسة نُشرت في 18 كانون الثاني/يناير 2024 في مجلة الوصول المفتوح PLOS Climate التي أجراها أميت روي من جامعة شاه جلال للعلوم والتكنولوجيا والمدرسة الجديدة للبحوث الاجتماعية.

تتسبب درجة الحرارة ومعدل هطول الأمطار، وهما أكثر مؤشران يؤثران على التغير المناخي، في عدد لا يحصى من المخاوف التي تتعلق بالصحة العامة سواءً بشكل مباشر (مثل الكوارث الطبيعية كالفيضانات وموجات الحرارة) أو بشكل غير مباشر ويعد خطير (مثل مشاكل التتفس والأمراض العقلية).

وبالرغم من أن هذا النوع من التأثيرات يبدو واضحًا وموثقًا بشكل جيد، إلا إن البحوث الحالية لم تثبت وجود صلة مباشرة بين التغير المناخي ومتوسط العمر المتوقع.

ولتوضيح هذه العلاقة، قيّم المؤلف متوسط درجات الحرارة، هطول الأمطار، وبيانات متوسط العمر المتوقع من 191 دولة للفترة من 1940-2020، باستخدام الناتج المحلي الإجمالي للفرد بهدف التحكم في الاختلافات الجذرية بين البلدان.

وبالإضافة لقياس التأثيرات الفردية لدرجة الحرارة وهطول الأمطار، صمّم المؤلف مؤشرًا مركبًا لتغير المناخ يجمع بين هذين المتغيرين، وهو الأول من نوعه، لقياس مدى خطورة التغير المناخي.

تشير نتائج الدراسة إلى إن ارتفاع درجة الحرارة عالميًا بمقدار درجة واحدة مئوية يرتبط بنقصان في متوسط العمر المتوقع بمقدار 0.44 سنة، أو بمقدار ستة أشهر وأسبوع. إن زيادة 10 نقاط في مؤشر تغير المناخ المركب، والذي يأخذ بعين الاعتبار كلًا من درجة الحرارة وهطول الامطار، يقلل متوسط الأعمار بمقدار ستة أشهر. ويتأثر النساء والأفراد في البلدان النامية بشكل أكبر بذلك.

بالإضافة لنتائج هذه الدراسة، كاندكتور روي متفائل بأن المؤشر المركب للتغير المناخي سيعمل على توحيد الحوار العالمي حول التغير المناخي؛ , ويأمِل أن يصبح مقياس لاستخدامه من قبل الفئات غير العلمية؛ كمايشجع على التعاون وحتى التنافس الودي بين الدول لمكافحة آثار تغير المناخ. ويقول المؤلف إن التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع البيئة المتغيرة لها أهمية خاصة.

وفي سعي لإكمال هذا النهج واسع النطاق، يقترح المؤلف إجراء دراسات مستقبلية محلية تأخذ في الاعتبار أحداثًا مناخية قاسية (مثل حرائق الغابات وأمواج تسونامي والفيضانات)، والتي لا يمكن تحديد آثارها بشكل كامل من خلال تحليل درجة الحرارة وهطول الأمطار وحدهما.

ويضيف الدكتور روي: «إن التهديد العالمي الذي يشكله تغير المناخ على حياة المليارات يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجته باعتباره أزمة صحية عامة، كما كشفت هذه الدراسة، مع التأكيد على أن جهود التخفيف للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتدابير الاستباقية ضرورية لحماية متوسط ​​العمر المتوقع وحماية صحة السكان حول العالم».

  • ترجمة: سجى مبارك
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1