المغنيسيوم: ما يجب عليك معرفته عن هذه الفيتامينات الدقيقة
تمّ الحديث عن أهمية معدن المغنيسيوم كمكمل غذائي بكثرة في الأشهر القليلة الماضية على وسائل التواصل الاجتماعي ويشير الكثيرون إلى أعراض مثل النوم المتقطع، توتر العضلات والطاقة المنخفضة بأنها مؤشرات نقص في مخزونه وضرورة تناولك له.
نتيجةً لذلك يعاني الكثير منّا من نقص بالمغنيسيوم، ووفقاً للأبحاث لا تستهلك الغالبية الكمية الموصى بها من هذا المعدن لتلبية حاجات أجسادنا وإن نسبة 10-30% من سكان الدول النامية يعانون من نقص طفيف منه.
يعتبر المغنيسيوم أحد المغذيات الدقيقة التي يحتاجها الجسم للبقاء سالماً لدوره في مساعدة أكثر من 300 انزيم في تنفيذ عمليات كيميائية ضخمة منها الأنزيمات التي تقوم بإنتاج البروتينات، لتحافظ على قوة العظام وتضبط كل من سكر الدم وضغط الدم وتحافظ على العضلات والأعصاب سليمة، كما يعمل المغنيسيوم كناقل كهربائي يضبط نبضات القلب وانقباض العضلات.
نظراً لأهمية المغنيسيوم للجسم فإن عدم الحصول على الحصة الكافية منه يؤدي إلى مجموعة من المشاكل الصحية، وعلى الرغم من إمكانية تعرض أكثرنا لنقص بالمغنيسيوم لكن هذا لا يعني إننا بحاجة للجوء إلى المكملات كي نتأكد من حصولنا على الجرعة الكافية، بل بإتباع الخطة الصحيحة يستطيع معظمنا الحصول على حاجتنا له من الطعام الذي نتناوله.
مؤشرات النقص
لا يتم تشخيص معظم حالات الناس بنقص المغنيسيوم لأن مستوياته في الدم لا تعطي بدقة مخزونه في خلايانا، بينما يٌظهر تدني مستوياته مع الوقت أعراضاً مثل فقدان الشهية، شحوب الوجه، غثيان وإقياء. وتتعين الأعراض التي تعاني من شدتها بحسب تدني نسبة المغنيسيوم ومع التأخر في فحص نقصه تنشأ مخاطر متزايدة لبعض الأمراض المزمنة كأمراض القلب والأوعية الدموية، هشاشة العظام، داء السكري من النوع الثاني، الصداع النصفي ومرض ألزهايمر.
في أوقات يكون فيها أي شخص عرضة لنقص المغنيسيوم هناك مجموعات محددة تتعرض أكثر من غيرها لنقصه من أطفال ومراهقين وكبار السن ونساء بعد دخولهن سن اليأس.
وفي حالات مثل أمراض الاضطرابات الهضمية ومتلازمة الأمعاء الالتهابية تجعل من عملية امتصاص الجسم للعناصر الغذائية أمراً صعباً بشكل يبقيك أكثر احتياجاً للالمغنيسيوم حتى مع وجود نظام غذائي سليم، وأكثر الناس عرضةً لنقص مستويات المغنيسيوم هم مرضى السكري من النوع الثاني ومدمني الكحول.
بالإضافة إلى أن الغالبية العظمى من سكان الدول النامية يعانون من نقص المغنيسيوم بسبب الأمراض المزمنة وبعض الأدوية بموجب وصفات مثل مدرات البول والمضادات الحيوية التي تستنزف مستوياته في النظام الغذائي الغني بالأطعمة المصنّعة.
تستطيع أن تحصل على حصتّك من المغنيسيوم من خلال نظامك الغذائي.
بعد الاطلاع على جملة المشاكل الناتجة عن انخفاض مستويات المغنيسيوم، يتعين الحصول على المقدار الكافي منه من نظامك الغذائي للرجال بين 19- 51 عام ما يعادل 400-420 ملغ والنساء مابين 310-320 ملغ بشكل يومي، فالكمية المنصوح بها لكل فرد تبعاً لعمره وسلامته.
تحتوي الفواكه والخضروات هذه الأيام على نسب المغنيسيوم أقل مما كانت عليه منذ 50 عام ومع التقدّم زالت نسبة 80% من كمياته المتوفرة في أغذيتنا، مع إمكانية الحصول على احتياجاتك الكاملة من الغذاء المدروس بعناية.
إن أطعمةً مثل المكسرات، البذور، الحبوب الكاملة، الفول، الورقيات الخضراء (الكرنب أو البروكولي، الحليب، اللبن والأغذية المقوّية تعتبر مصادر مهمة للالمغنيسيوم، وما يعادل أوقية من اللوز وحدها تحوي على 20% من حاجة الكبار اليومية له.
مع أن غالبيتنا يحصل على مايحتاجه من هذا المعدن من أطعمتنا، إلا أن مجموعات محددة (مثل كبار السن) وأولئك ذوي الحالات الصحيّة الخاصة تكون بحاجة إلى تناول مكملات المغنيسيوم بتوصية من الطبيب.
ويجدر بنا أخذ المقدار الموصى به من جرعاته الآمنة لأن تناول كميات كبيرة منه له آثار جانبية معيّنة مثل الإسهال، سوء المزاج، انخفاض ضغط الدم مع مراعاة عدم تناول مرضى الكلى لهذا الفيتامين دون وصفة طبيّة، فالمغنيسيوم له تأثير على العديد من الأدوية مثل مضادات الجراثيم، مدرات البول وأدوية القلب جنباً إلى جنب مع مضادات الحموضة وملينات الأمعاء من دون وصفة.
لا تُعد مكملات المغنيسيوم حلاً سريعاً فهي غير قادرة على معالجة الأسباب الجذرية لحاجتك له بل هو ضرورياً في بعض الأوقات.
و يجدر بنا أن نركّز اهتمامنا على إتباع نظام حياة صحيّة من ممارسة للرياضة ونوم كافي مع نظام غذائي متوازن، مع الإشارة إلى أن امتصاص أجسادنا للمعادن والفيتامينات يكون أفضل عندما تكون مصادره قادمة من كل أصناف الأطعمة.
- ترجمة: لينا شعبان
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1