هذا المكمل الغذائي يقلب سمات الشيخوخة ويسعى نحو شيخوخة صحيّة

وجدت الأبحاث أن تزويد كبار السن بالحمض الأميني ال GLYNAC وهو – خليط من الغلاسين مع ال إن أسيتيلسيستين – يقي من العديد من مظاهر الشيخوخة ويحافظ على صحة الأشخاص لدى تقدّمهم في السن. وليس ذلك فحسب، إذ يبدو أيضاً أن كبار السن يظهرون أكثر رشاقة وقوة بدنية مع خصر أنحف بعد تناول مكمل الGLYNAC.

قام العلماء في كلية بايلور للطب بدراسة تأثير مكمل الGLYNAC على 24 فرد من كبار السن و12 فرد من الشباب في تجربة سريرية وعشوائية على البشر، كما ورد في الدراسة حيث وجد بعد 16 أسبوع أن مكمل ال GLYNAC مرتبط بجملة من الفوائد المفتاحية لعلامات الشيخوخة والعيوب المرتبطة بالعمر من إجهاد تأكسدي، نقص الغلوتاثيون، خلل ميتوكوندريل الوظيفي، التهاب ميتوفاجي، مقاومة الأنسولين، خلل وظائف الخلايا البطانية، التلف الجيني والشيخوخة الخلوية بينما لم تٌسجل حالات تحسّن بين أولئك الذين يتلقون العلاج الوهمي.

بالمقابل حصل كبار السن ممن تناولوا جرعات الGLYNAC على عضلات أقوى وضغط دم أقل وصغر في قياس الخصر وأظهرو القدرة الكافية على ممارسة الرياضة مع زيادة في سرعة المشي وهو مؤشر بشكل مدهش على مقياس الاعتلال والصحة في سن الشيخوخة.

يشرح الباحثون أهم فوائد ال GLYNAC التي تكمن في قدرتها على استعادة صحة الميتوكوندريا وإصلاح الإجهاد التأكسدي.

تُنتج الميتوكوندريا “بيت الطاقة للخلية” كما تسميها الكتب المدرسيّة – معظم الطاقة اللازمة لتزويد الخلايا بالتفاعلات الكيميائية الحيّة.

على أية حال كلما تقدمنا في العمر تصبح هذه الخلايا أقل كفاءة في إنتاج الطاقة، كما أوضحت دراساتهم السابقة على الفئران. أظهرت هذه التجربة السريريّة أن مكملات GLYNAC ترفع وظيفة الميتوكوندريال لكبار السن إلى مستويات موجودة لدى فئة الشباب.

ويصف الاجهاد التأكسدي العملية التي يتضرر فيها الجسم من المستويات العالية من النٌفايات السامة والمعروفة باسم أنواع الأوكسجين التفاعلي أو الشوارد الحرّة مؤديةً إلى انهيار الخلايا وتلف الحمض النووي DNA، لمواجهة هذا الضرر تنتج أجسامنا مضاد أكسدة طبيعي – الغلوتاثيون – وتنحدر مستوياته مع تقدمنا في العمر.

أظهرت أحدث التجارب أن مكمل ال GLYNAC يساعد في علاج نقص الغلوتاثيون ويقلل من الإجهاد التأكسدي عند كبار السن، كما يبدو أن له بعض التأثيرات الحقيقية على صحة ورفاه حياة المشاركين، فكبار السن الذين استخدموه تمتعوا بتحسّن بقوة العضلات وزيادة قدرتهم على ممارسة الرياضة مع تقدم واضح في سرعة المشي والذي بدا مرتبطاً بفرص متزايدة للبقاء على قيد الحياة لدى كبار السن.

“إن احد الأسئلة المثيرة للاهتمام من هذه التجربة هي سبب حدوث العديد من التحسينات باتجاه تعزيز الصحة، نعتقد أن سبب ذلك يعود إلى الجهد المشترك لثلاث مكونات منفصلة الغلاسين، السستين، والغلاتوثيون وليس بسبب الغلوتاثيون وحده فقط.

علاوةً على أهمية الغلاسين والسستين لصحة الخلايا كما يزود ال GlyNAC كلاً منهما كما أوضح الدكتور رجا غوبال الكاتب والبروفيسور في كلية بايلور للطب في دراسة مماثلة وشرحها في بيان.

أضاف أن: “الغلاسيين والسستين هما اللبنتان الأساسيتان في تشكيل الغلوتاثيون والذي له بدوره فوائد صحيّة، نعتقد بأن التحسينات في هذه التجربة وفي دراساتنا السابقة هم نتيجة تأثيرات مختلطة لكل من الغلاسين وال GlyNAC والغلوتاثيون ونٌشير إلى هذا الخليط على أنه” قوة ال 3 “.

مع أهمية تطور الشيخوخة بالنسبة للجميع إلا أن معرفة العلماء عن آليتها مازالت ضئيلة ومن خلال تجارب سريرية كمثلها أصبحنا نستطيع المساعدة في كشف بعض غموضها ونجد طرقاً لضمان نمو حياة أكثر سعادة وصحة بسكان أكبر سناً حول العالم.

وأضاف الدكتور سيخار: “إن هناك اعتقاداً بأن تصحيح علامات الشيخوخة يمكن أن يساعد الأشخاص على التقدم بالسن بطريقة صحيّة.”.

على أية حال لا نفهم تماماً سبب ظهور هذه العلامات في المقام الأول حيث لم تكن هناك حلول مثبتة من خلال التجارب السريريّة على البشر ليحسن أو يصحح من علامات السمات المميزة لشيخوخة البشر.

  • ترجمة: لينا شعبان
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدلله
  • المصادر: 1