سبعة نصائح لعلاقة صحية مع الهاتف المحمول

كم من الوقت نقضيه يوميًا محدقين إلى شاشة هاتفنا المحمول؟ وفقًا لأحد التقارير يقضي الشخص العادي حوالي سبع ساعات يوميًا أمام الشاشات المتصلة بالإنترنت. وقد يزداد هذا الوقت إذا كان عملك مرتبطًا بشكل أساسي بشاشة الكمبيوتر.

يُفرط معظمنا في استخدام الأجهزة الرقمية، ويقضي وقتًا طويلًا في العمل أو اللهو على الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو حتى سماعات الواقع الإفتراضي. إذ نُعتبر متهمون بإدمان التكنولوجيا وعلينا الحذر من مخاطرها على صحتنا الجسدية والعقلية.

من إحدى المفارقات هنا أننا غالبًا ما نلجأ إلى العالم الرقمي هربًا من ضغوطات الحياة والعالم المادي. ولكن ينتهي بنا الأمر بتراكم أنواع ضغوطات رقمية وجسدية أخرى على المدى البعيد.

وكوالد أصبحت قلقًا منذ عدة سنوات من الطريقة التي تؤثر بها حياتي الرقمية على عملي وعائلتي. إذ أجريت بعض الأبحاث بنفسي وغيّرت طريقة استخدامي للأجهزة الرقمية حتى ألّفت كتابًا عن مخاطر ما أسميته «الجحيم الرقمي».

نُشرت مؤخرًا دراسات مطولة طويلة الأمد في السنوات الأخيرة حول هذه القضية، وتشتمل هذه الدراسات مجتمعة على مجموعة متنامية وهامة من المعرفة، والتي يصعب تجاهلها أو التغاضي عنها: الكثير من التكنولوجيا تسبب المشاكل للبشر.

وحتى نكون واضحين، توفر الأجهزة الرقمية فوائد كثيرة مثل التواصل والتعليم والترفيه. لكن يكمن الخطر عندما يصبح الإفراط في استخدامها يؤثر سلبًا على صحتنا.

من وجهة نظر شخصية، فإن إجهاد العين وألم الرقبة وقلة النوم والقلق وإصابات العضلات المتكررة بجميع أنواعها وضعف وظيفة اليد، ليست إلا بعض الأعراض التي عانيت منها بسبب الإفراط في استخدام الشاشات والأجهزة. ويُظهر البحث أنني لست وحدي في هذا.

إذا كانت إحدى هذه الأعراض تصفك أو تصف أحدًا تعرفه، أو إذا كنت تشعر بأن التحديق في الشاشة يستهلك جزءًا كبيرًا من حياتك، فقد تجد نصيحتي حول كيفية استعادة السيطرة على التكنولوجيا الخاصة بك مفيدة.

طرق قد تساعدك في استعادة السيطرة:

1- تمرن على وضع أجهزتك الرقمية جانبًا

ضعها بعيدًا عن نظرك وبعيدًا عنك عند عدم حاجتك لها في فترة الليل. أبعدها عن غرفة النوم، واشترِ منبهًا (حتى لا تستخدم منبه هاتفك) وسوف تنام بشكل أفضل دون قضاء الليل وأنت تتصفح هاتفك. حاول التخلص من عادة مشاهدة التلفاز وهاتفك بجانبك. جرب التركيز على مهمة واحدة في كل مرة بدون مقاطعة من قبل شاشة جهاز آخر.

2- ضع وقتًا محددًا لجلوسك أمام الشاشة

إن قضاء وقت طويل أمام الشاشة يسبب لك صداعًا. كن واعيًا بطريقة استخدامك لأجهزتك الإلكترونية وحاول الاستفادة من ميزات الجهاز مثل الملاحظات الصوتية التي تتيح لك البقاء على اطلاع دائم بالاتصالات من دون أن تضطر إلى التحديق بالشاشة لوقت طويل.

3- توقف عن السماح للإلهاء الرقمي

إن التشتيت المستمر يمكن أن يسبب الإرهاق الجسدي والعقلي. أوقف تشغيل الإشعارات والتنبيهات عندما تريد التركيز بشكل كامل على مهمة ما، وأبقِ هاتفك بعيدًا عن طاولة جلوسك. لقد أظهرت الأبحاث أن وضع الهاتف بالقرب من مكان الجلوس حتى لو لم يكن يصدر صوتًا أو حتى لو كان مقفلًا، فإن مجرد وجوده سوف يؤثر على أدائك.

4- ضع وقتًا كافيًا للتحرر من الوقت الرقمي

يعتبر الاكتئاب والقلق من نتائج الوقت الرقمي الزائد. لذا فإن الابتعاد عن عالمك الرقمي لفترة يعد أمرًا ضروريًا. لذا فإن الذهاب في جولة في الطبيعة أو قراءة كتاب ما أو حتى ركوب الدراجة من الأمور التي يمكن أن تساعدك في الابتعاد عن الشاشات الذكية لفترة من الوقت.

5- حاول جعل الشاشة أكثر راحة للعين

إن الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يلحق الضرر في العين ويؤثر على حاسة البصر أيضًا. لذا حاول عدم استخدام الشاشة الصغيرة للقيام بعمل يحتاج إلى شاشة أكبر مثل شاشة الكمبيوتر المحمول. قلل من حساسية الضوء الأزرق على الأجهزة وحاول الاستفادة من جميع ميزات إمكانية الوصول المساعدة الأخرى. ابدأ بتقليل سطوع الشاشة وتأكد من أن مستوى الصوت لا يسبب الأذى لطبلة أذنك.

6- حاول السيطرة على فوضى المعلومات

قم بتنظيم هاتفك والكمبيوتر والهاتف اللوحي الخاص بك حتى تتمكن من استخدامها بكفاءة أكبر. هناك بعض تطبيقات الهاتف التي تساعدك على تولي مسؤولية حياتك والعمل بهدوء وفعالية أكبر. إذ تقيس تطبيقات تتبع الوقت مقدار الوقت الذي تقضيه (أو تهدره) على شاشتك، استعد للرعب! فنحن نستعيد السيطرة على أجهزتنا الرقمية عندما نصبح أكثر استباقية في استخدامها.

7- اجلس جيدًا عند انخراطك بالعالم الرقمي

إن الانحناء على الهاتف أو الكمبيوتر المحمول الخاص بك سيؤذي رقبتك وظهرك. اجلس في وضع مستقيم ومارس تمارين التمدد بانتظام وداوم على ممارسة الرياضة بدون استخدام هاتفك.

كن صاحب القرار الرقمي

من المفترض أن تساعدك هذه النصائح السبعة في استعادة التحكم بحياتك الرقمية. بالنسبة لي، يتعلق الأمر كله بالنوم والاستيقاظ بشكل أفضل بعد ترك هاتفي في الطابق السفلي. كما يتعلق الأمر بتحديد وقت رقمي مخطط له عندما لا يكون للهاتف مكان في ما أفعله.

ومع ذلك فإن الأمر يتعلق أيضًا بالاستمتاع بهذه المعجزات التقنية بطريقة صحية أكثر واستخدامها بوعي أكبر. أحب نفسي الآن أكثر إذ أنا المحدد الرقمي الآن ولست مجرد ضحية رقمية أخرى.

  • ترجمة: غزل عزام
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1