ما الذي يسبب طنين الأذن، وهل يمكن علاجه؟

يمكن أن يصبح هذا الرنين الذي يمكنك فقط سماعه مزعجًا حقًا إذا استمر. إليك ما يسبب طنين الأذن، بالإضافة إلى كيفية إدارة الحالة.

يعاني الكثير من الأشخاص من طنين أو أزيز أو صوت هدير في آذانهم من حين لآخر، ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن، تستمر هذه الأصوات الوهمية، غالبًا لعدة أسابيع أو أشهر.

لكن ما الذي يسبب الطنين؟ وهل هناك طرق لإدارة الأعراض؟

قالت سابرينا لي، أخصائية السمع المرخصة لدى شركة HearUSA، وهي شركة تبيع أدوات السمع، لموقع Live Science: “إن مسببات الطنين مختلفة، ولكن ليس من المستغرب، أن التعرض للضوضاء هو عامل خطر رئيسي”. على سبيل المثال، تكون هذه الحالة أكثر شيوعًا عند الأشخاص الذين يحضرون الحفلات الموسيقية الصاخبة بشكلٍ متكرر، وعند الأشخاص الذين يتعرضون للضوضاء المفاجئة، مثل الانفجارات.

قالت لي إن الباحثين ما زالوا غير متأكدين من التغيرات التي تحدث في الجسم والتي تؤدي إلى طنين الأذن، وتعتقد أن الدماغ هو عادةً الجاني، لأن الأذنين نادرًا ما تُظهران علامات الخلل لدى الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن، ويمكن أن تحدث هذه الحالة عند الأشخاص الذين يتمتعون بسمع مثالي.

كما تشير بعض الأبحاث إلى أن الطنين قد ينجم عن فقدان السمع الخفيف الذي لا يمكن اكتشافه في الاختبارات القياسية والذي يدفع بالدماغ إلى التعويض عن طريق تعزيز نشاط الخلايا العصبية.

ومع ذلك، غالبًا ما يرتبط فقدان السمع القابل للاكتشاف بالطنين، وترتبط التغيرات الجسدية في الأذن بالأصوات الوهمية عند بعض الأشخاص.

وتشمل هذه التغيرات شمع الأذن المتراكم ومرض مينيير (وهو تراكم السوائل في الأذن الداخلية مما يؤثر على التوازن والسمع).

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتآكل ‘الخلايا الشعرية’ التي تستقبل الموجات الصوتية الموجودة في الأذن الداخلية بمرور الوقت وتقلل من السمع.

وقالت لي: «إنها غير قادرة على إرسال إشارات إلى الأعصاب والدماغ كما فعلت من قبل وبالكفاءة نفسها».

وكما هو الحال مع فقدان السمع الأكثر دقة، يتوقع الدماغ تلقي مدخلات صوتية من هذه الخلايا العصبية الحسية في الأذن، وعندما لا يستقبلها، فإنه قد يعوّض عن طريق توليد إشارات وهمية.

ما مدى انتشار طنين الأذن، وكيف يتم تشخيصه؟

يعاني حوالي 14% من البالغين من طنين الأذن في مرحلة ما من حياتهم. بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تتحسن الأعراض أو تختفي مع مرور الوقت، ولكن بالنسبة للآخرين، فإنها تبقى مستمرة.

في كثير من الأحيان، لا توجد علامات يمكن اكتشافها للطنين في الأذن، لذلك يعتمد التشخيص بدلًا من ذلك على الأعراض التي يصفها المريض نفسه.

ولكن غالبًا يفحص الأطباء ما إذا كان الطنين مرتبطًا بالتغيرات الجسدية في الأذن أو الدماغ التي لها علاقة بفقدان السمع، وقد يُجري الأطباء اختبار السمع من خلال سماعات الرأس، إذ يبلّغ المرضى عن تحديد الأصوات بترددات مختلفة، أو قد يقيسون الموجات الصوتية التي تمر عبر الأذن لتحديد ما إذا كانت الخلايا الشعرية تعمل بشكل طبيعي.

ما هي العلاجات المجربة والحقيقية لطنين الأذن؟

لا يوجد علاج لطنين الأذن، ولكن هناك العديد من الممارسات البديلة المتاحة لمساعدة الأشخاص على التعامل مع هذه الحالة. إذ تذكّر لي المرضى بأننا «لا نسعى للتخلص من طنين الأذن، ولكننا نسعى إلى إرساله إلى الخلفية».

يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد العلاجات التي قد تساعد في تخفيف الأعراض، وهو نوع من العلاج الذي يتحدى فيه الأشخاص أنماط التفكير غير المفيدة لإحداث تغييرات في السلوك أو المزاج، وفي حالة طنين الأذن يمكن أن يساعد هذا العلاج الأشخاص على التفكير بشكل أكثر إيجابية حول الحالة وتطوير استراتيجيات للتعامل معها.

غالبًا ما يكون الطنين أكثر وضوحًا في الصمت التام، كما هو الحال عندما نحاول النوم، لذلك يمكن أن يساعد العلاج الصوتي على التأقلم. إذ يتضمن العلاج الصوتي الاستماع إلى الضوضاء أو الأصوات المحيطة التي تخفي الطنين.

وبالطريقة نفسها التي يمكن بها سماع دقات الساعة في غرفة صامتة ولكن ليس في ملعب مزدحم، يمكن لأصوات التشغيل أحيانًا أن تطغى على الأصوات الوهمية المزعجة.

ما هي علاجات طنين الأذن التي لا فائدة منها؟

لقد حذّرت لي من علاجات طنين الأذن التي نجدها عبر الإنترنت، فليست كلها مشروعة، وقالت: «أقضي يومي بمشاهدة ما يُنشر على TikTok، وكمية الأشياء التي أراها هناك هائلة».

تُعتبر قطرات الأذن التي لا تستلزم وصفة طبية والتي تُسوّق لعلاج طنين الأذن أحد هذه العلاجات الزائفة غير المستندة على أي دعم علمي، إذ أوضحت: «يبدو أن الكثير من طنين الأذن موجود في الدماغ، وعندما تضع قطرة من هذا السائل في أذنك، فإن أقصى ما يمكن الوصول إليه هو طبلة الأذن فقط. إنه لا يصل إلى نظام الدماغ، وبالتالي فإن قطرات الأذن هذه لا تحدث أي تغيير كبير».

لقد حاول الأشخاص أيضًا النقر بشكل متكرر على عظم الخشاء (وهو العظم الكبير الموجود خلف الأذن مباشرةً).

وقالت لي إن هذا قد يخفي الأصوات الوهمية مؤقتًا، لكن الراحة التي يجلبها تتلاشى بمجرد توقف النقر، وأضافت: «سيكون لدى الكثير من الناس تقارير مستقلة تقول إن كل هذه الأشياء يمكن أن تنجح، والسبب في ذلك هو أن طنين الأذن أمر شخصي للغاية، إن هناك أسبابًا لا تعد ولا تحصى قد تجعل الناس يشعرون بالارتياح أثناء استخدام هذه التقنيات».

قد يقنع تأثير الدواء الوهمي الناس بأنهم تعافوا، أو قد يخضعون للعلاج السلوكي المعرفي أو العلاج الصوتي في الوقت نفسه، أو قد يختفي الطنين بشكل طبيعي.

تأمل لي أن تحدّد التجارب السريرية الرسمية علاجات أكثر فعالية لهذه الحالة، وقالت: «إن عالم طنين الأذن مفتوح على مصراعيه للابتكار، وأعتقد أن هناك الكثير مما يمكن تقديمه لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن؛ كل ما نحتاجه هو المزيد من البحث للوصول إلى هناك».

  • ترجمة: عبير ياسين
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1