بكتيريا السيلان تستخدم الهرمونات الجنسية لتقاوم هجوم الصادات الحيوية

بكتيريا السيلان (النيسيريا البنية) بإمكانها استخدام الهرمونات الجنسية، بما فيها الموجودة في مانعات الحمل الفموية، للمساعدة في مقاومة الصادات الحيوية.

هل رأيت التحذير الموجود على عبوات مانعات الحمل الفموية القائل بأنها لا تمنع العدوى بالأمراض المنقولة عن طريق الجنس؟ في حالة السيلان، البكتيريا المنقولة عن طريق الجنس التي تسبب هذا المرض بإمكانها أن تستخدم هذه الهرمونات، لتساعدها في المقاومة على الصادات الحيوية.

وكغيرها من العديد من البكتيريا، فإن هذه الجرثومة، النيسيريا البنية، تملك مضخات لدفع المادة القاتلة خارج الخلية. لكن الأمر الفريد بالاستناد لدراسة أجراها Duke وEmory هذا الأسبوع في صحيفة Nature Communications، أن هرمونات القناة التناسلية تسمح للبكتيريا بتصنيع هذه المضخات واستخدامها بشكل أكبر في محاربة مضاداتها الطبيعية والصادات الحيوية الموصوفة.

كشف الباحثون هذه الآلية في أثناء فحص عامل نسخ (بروتين يرتبط بمواقع محددة على الحمض النووي ال DNA الجرثومي ويبطئ من إنتاج مضخات الدفع التي تحمي الجرثومة).

بقيادة Grace hooks، طالبة الدراسات العليا في جامعة Duke، ومعلمها Richard Brennan، رئيس قسم الكيمياء الحيوية، استخدمت الدراسة مجموعة متنوعة من الأساليب لوصف شكل ووظيفة عامل النسخ.

ولسوء الحظ، فقد وجدوا أنّ عامل النسخ هذا، المسمى ب MtrR، يملك ألفة للارتباط بالهرمونات الستيروئيدية البروجسترون، الاستروجين، والتستوستيرون والهرمون المصنع إيثينيل إستراديول. عامل النسخ هذا يصبح أقل فاعلية في كبح إنتاج المضخات لدى البكتيريا عندما يرتبط مع هرمون.

حسب Hooks، فقد ظهر أن البكتيريا قادرة على الإحساس بالبيئة الهرمونية المحيطة بها وانتظار الوقت المناسب في الدورة الشهرية للأنثى لتكثيف استعمارها.

يرتفع تركيز هرمون الأستروجين بشكل كبير في الأسبوع السابق للإباضة، وهرمون البروجسترون يبلغ قمة تركيزه في الأسبوعين ما بين الإباضة والطمث، ويُعتقد أن هذه التقلبات مسؤولة عن تثبيط جهاز المناعة، وبالتالي منح النطاف والبيوض فرصة للنجاة في القناة التناسلية، ولكن هذه الفرصة ذاتها تشكل ضعفًا ضدّ هذه العدوى.

وقالت Hooks: «إنه شكل من أشكال الاستغلال لنظام الحساسية لمعرفة مرحلة الدورة الشهرية هذه والتوقيت المثالي للاستعمار». «إنها قادرة على الحياة في جسم مضيفها -الإنسان- فقط، ولا يمكنها النجاة خارجه، لذلك يجب أن تكون جيدة جدًا في الإحساس بمراحلها والوقت الأفضل للاستعمار».

يساعد عامل النسخ MtrR أيضا في إرسال إشارة للجرثومة لتحمي نفسها ضد الأنواع النشطة من الأوكسجين. وقال Brennan: «ما يفعله هذه البروتين هو نظام مزدوج لحماية النيسيريا البنية».

لقد وُجد السيلان في البشر قبل وجود الصادات الحيوية بكثير، إذ ظهر في كتابات يصل قدمها ل 2600 ق. م، وكان له ظهور معروف في فيالق يوليوس قيصر الرومانية وحرب القرم.

قديمًا أم لا، يَعدُّ مركز السيطرة على الأمراض السيلانَ تهديدًا عاجلًا للصحة العامة، لأنه الآن مقاوم على جميع الصادات الحيوية عدا واحد فقط، السيفترياكسون. ولكن مؤخرًا تم التعرف على سلالات مقاومة عليه في آسيا وأوروبا.

السيلان غير المعالج المعروف تاريخيًا وبالعامية ب “التصفيق” أو “the clap”، يمكن أن يسبب التهابات في الحوض وعقم عند النساء، كما يمكن أن ينتقل من الأم إلى الرضيع عند الولادة.

تقول Hooks: «في حين العدوى تكون واضحة عند الرجال أكثر من النساء، فإنها تكون أقل حدة، لأن الرجال لا يمرون بالتغيرات الهرمونية، والقناة التناسلية لديهم أقل تعقيدًا وعمقًا». وأضافت: «مازال الرجال يملكون الهرمونات نفسها التي يرتبط بها عامل النسخ».

ويجب أن تزدهر هذه البكتريا بالطبع عند النساء والرجال، كي تصبح مرضًا منقولًا عن طريق الجنس ناجحًا.

قال Brennan: «النيسيريا البنية هي متطفل إجباري على البشر، لا نعلم أين تكون باقي الوقت».

عندما قدمت Hooks بياناتها في اجتماع مخبري، سألت زميلتها الخريجة Emily Cannistraci، من المخبر المجاور Schumacher، عما إذا كان الهرمون المصنع الإيثينيل استراديول المستخدم من قبل النساء لمنع الحمل فمويًا يملك تأثيرًا مماثلًا، وعندما تحققت Hooks، وجدت أنه يملك هذا التأثير بالتأكيد.

الفكرة الرئيسة هي أن التحذير على عبوات مانعات الحمل الفموية لا يعني فقط أنها لن تمنع العدوى بالأمراض المنقولة بالجنس، ولكن في هذه الحالة، يمكن أن تجعلها أسوأ.

  • ترجمة: زينة العلي
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1