لماذا شهر مارس/آذار أفضل الشهور لرؤية ظاهرة الشفق القطبي

وهنا نستكشف لماذا يُعد شهر مارس/آذار أفضل شهر للشفق مع اقترابنا من الاعتدال الربيعي.

واحد من أكثر الاسئلة المطروحة حول ظاهرة الأورورا: ما هو أفضل وقت لمشاهدة الأضواء القطبية أو كما تسمى ‘الأورورا’؟

تعد الأورورا حدث مثير للجدل ومن الصعب توقع سبب حدوثه بدقة، لكن هناك أدلة تشير أن شهر آذار/مارس هو أفضل أشهر السنة لرؤية هذه الظاهرة.

تحدث ظاهرة الشفق القطبي أو ستائر الأورورا نتيجة تحرر طاقة شمسية ومرورها بعدة عوامل، مثل: الرياح وجزيئات الطاقة الأمطار، وتعد هذه أسبابًا فعالة لتغييرها.

عندما تصطدم جزيئات هذه الطاقة الذرية بكوكب الأرض فإن المسارات الجيومغناطيسية تحولها إلى الأقطاب؛ وهذا ما يفسر سبب حدوث ظاهرة الشفق القطبي أو الأورورا في القطب الشمالي والجنوبي أيضًا، عندما تعكس هذه الجسيمات إلى أقطاب الأرض، فإنها تتفاعل مع الغلاف الجوي لتنتج هذه الألوان الخاطفة.

أظهرت دراسة أجراها عالم الطاقة الشمسية المتقاعد بوكالة ناسا ‘ديفيد هاثواي’ أن شهر آذار/مارس هو أكثر شهر نجد فيه الأيام نشطة جيومغناطيسيًا أكثر من أي شهر آخر في السنة، ويأتي شهر أكتوبر في المرتبة الثانية بعده، وفقًا ل http: //spaceweather.com/ فإن كوكب الأرض يشهد ستة أيام كحد أقصى للنشاط الجيومغناطيسي في شهر آذار/مارس مقارنةً بشهر ديسمبر الذي يشهد ثلاثة أيام فقط.

لماذا يشهد شهر آذار نشاطًا جيوجيومغناطيسيًا أكثر من غيره من الشهور؟

وفقًا ل http: //spaceweather.com/، يحدث الاضطراب الجيومغناطيسي مرتين تقريبًا في فصلي الربيع والخريف مقارنةً بالشتاء والصيف، وهذا ما أشار إليه ‘راسيل ميكفورن’.

في عام 1973 فسّر ‘كريستوفر راسيل’ و’ميكفورن راسيل’ أن السبب يعود إلى المجال الجيومغناطيسي للشمس والأرض وكيف يؤثر كل منهما على الآخر.

يعني انحراف المجال الجيومغناطيسي نحو الأرض أنه يوجد جزء كبير منجرف مع مجال الشمس والذي بدوره يتسبب في إنتاج طاقة الرياح الشمسية لتتشتت بعيدًا عن الكوكب، ولكن بفعل تعاقب الليل والنهار فإنه عندما يتساوى طول الليل مع النهار -وهذا يعود لانحراف حركة كوكبنا أثناء دورانه حول الشمس- فإن أقطاب كوكب الأرض تصبح عمودية تجاه الشمس، مما يسمح بمرور كمية أكبر من طاقة الرياح الشمسية وهذا ما يؤدي إلى إنتاج نشاط جيومغناطيسي يؤدي إالى حدوث ظاهرة الأورورا، ستحدث ظاهرة تساوي طول الليل مع النهار في التاسع عشر من شهر آذار/مارس في عام 2024.

يشهد مُحبي ظاهرة الأورورا موسمًا حافلًا لرؤيتها بفضل ازدياد نشاط الطاقة الشمسية بالاقتراب لأقصى مستوى لها، ويصل أقصى مستوى نشاط للطاقة الشمسية أثناء دورة الشمس لنحو إحدى عشر سنة لدورانها حول محورها،

ومن المتوقع حدوثها من نهاية عام 2023 لأوائل عام 2025 جاعلةً من هذه الأيام فرصةً لاغتنام مشاهدة الأورورا.

وفقًا لموقع http: //spaceweather.com/، فإن النشاط الجيومغناطيسي في شهر آذار يمثل أملًا منشودًا لخبراء تقييم CME.

من الممكن أن يضعف المجال الجيومغناطيسي للأرض في الثاني من آذار الذي يمكن أن يؤدي لحدوث عاصفة جيومغناطيسية صغيرة من النوع G1.

والذي بدوره يؤدي لظهور ستائر الأورورا الجذابة.

إذًا، فلمَ الانتظار؟ إذا كنت تفكر في رحلة، فهذا هو الوقت الأنسب للقيام بها! فشهر آذار وقت مثالي لزيارة قطبي الأرض، حيث يكون ثلج الشتاء في ذروته وتصبح أيام النهار أطول بشكل ملحوظ، إذ يميل الجو إلى أن يكون أكثر دفء، ويقل الغطاء السحابي ليلًا في منطقة حدوث ظاهرة الأورورا.

إذا كنت تود أن تقرأ أكثر عن أفضل وقت لمشاهدة الأورورا في الأراضي السويدية، كتبتُ تقريرًا مختصرًا عن مغامرتي الأخيرة مع الأروروا في منتزه ‘أبيسكو المحلي’.

جمعنا أفضل كاميرات الويب الخاصة بالشفق القطبي، والتي تستطيع من خلالها مراقبة ظاهرة الأروروا وأنت في منزلك.

  • ترجمة: منار عبد المعطي
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1