ماذا يرى الناس عندما يموتون؟

يخبر المرضى الذين توقف قلبهم وتم إنعاشهم كيف كان الموت، يجد بحث جديد ما يمكن أن يتذكره الناس بعد النجاة من السكتة القلبية.

لم يكن لدى البشر أي فكرة عما يحدث عند الموت. تصف “هاملت” الموت: بأنه بلدٌ غير مكتشف، لا يعود منه مسافره. ولكن ظهور الإنعاش القلبي الرئوي أصبح يعود الناس منه أو من حدوده على الأقل مع حكايات يمكن سردها.

ماذا يرى الناس عندما يموتون؟

تتشابه روايات الأشخاص الذين مروا بما يُعرف شعبيًا بتجارب الاقتراب من الموت (NDE) بشكل ملحوظ: وجود شخصية بيضاء متوهجة والشعور بالسلام والهدوء وظهور أفراد الأسرة المتوفين وتجارب الخروج من الجسد وذكريات من الحياة بما في ذلك ما يسميه البعض بمراجعات الحياة.

ليست كل التقارير ممتعة، أبلغ بعض العائدين عن شعورهم بالرعب والعزلة والألم، تسبب هذه الأوصاف تجارب الاقتراب من الموت في تكهنات جامحة تتضمن ادعاءات بإثبات الحياة بعد الموت.

أبحاث تجربة الإقتراب من الموت

جذبت هذه الأبحاث اهتمام العلماء الجادين مثل مدير أبحاث الإنعاش القلبي الرئوي في كلية الطب بجامعة نيويورك ومدير مشروع الوعي الإنساني في جامعة ساوثامبتون في المملكة المتحدة سام بارنيا الذي لسنوات لاختبار صحة هذه الادعاءات.

دراسة واعية:

كان “بارنيا” الباحث الرئيسي في مشروع بحثي يفحص الذكريات والوعي أثناء السكتة القلبية والذي يدعى AWARE منذ عام 2008 وحتى عام 2012.

قامت دراسة AWARE بتقييم وصف المرضى لتجارب الاقتراب من الموت باستخدام علامات موضوعية مثل التحقق من تجارب الخروج من الجسم. يقوم الباحثون بوضع الأشياء على رفوف عالية لمعرفة ما إذا كان المرضى الذين يتذكرون أنهم كانوا يطوفون بالقرب من السقف يمكنهم التعرف على الأشياء الموجودة على الرفوف.

دراسة AWARE II

نشر بارنيا وزملاؤه نتائج دراسة AWARE-II وهي دراسة متعددة المراكز ومتعددة الجنسيات (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة) تم إجرائها على 567 مريضًا بالسكتة القلبية. فحصت الدراسة الجديدة المؤشرات الحيوية للوعي أثناء السكتة القلبية والإنعاش القلبي الرئوي.

الكشف عن علامات الوعي

كانت نتائج الدراسة الأولى ملتبسة. ومع ذلك، وجدت الدراسة الثانية إشارات كهربائية واضحة (إشارات دماغية المرتبطة عادة بالوعي مثل إيقاعات دلتا وثيتا وألفا وبيتا) وراء تجارب الاقتراب من الموت هذه. يقول الباحثون أنه أثناء السكتة القلبية حتى عندما لا تكون هناك علامات واضحة للوعي قد يكون لدى المرضى وعي وتجارب معرفية.

ماذا عاش الناجون من السكتة القلبية؟

في AWARE-II، قام الباحثون أيضًا باستجواب الناجين حول ما مروا به أثناء إصابتهم بالسكتة القلبية والذي يفضل بارنيا تسميته تجربة الموت المتذكرة (RED). أبلغ الناجون عن العديد من التجارب النموذجية للأشخاص الذين مروا بتجربة الاقتراب من الموت.

الهدوء والسلام

قال أحد الأشخاص: «أتذكر دخولي إلى نفق. كانت المشاعر التي مررت بها أقوى بكثير من المعتاد. كان الشعور الأول هو الشعور بالسلام الشديد إذ اختفت جميع مخاوفي وأفكاري وآرائي. كانت شدة الهدوء غامرة لدرجة أنه لم يكن هناك خوف مما كنت اختبره. لم يكن لدي أي خوف بشأن المكان الذي سأذهب إليه وما أتوقعه عندما وصلت إلى هناك. ثم شعرت بالدفء ثم كانت هناك الرغبة في العودة إلى المنزل».

ما الذي يسبب تجربة الاقتراب من الموت؟

هناك العديد من التفسيرات لهذا النوع من التجارب التي لا تتطلب الإيمان بالحياة الآخرة أو التجارب الصوفية أو غيرها من المعتقدات.

التشابه في الدماغ:

قال الفيلسوف في جامعة كاليفورنيا والمؤلف المشارك لكتاب تجارب الاقتراب من الموت جون مارتن فيشر: «إن أوجه التشابه الغريبة في تجارب الأشخاص الذين اقتربوا من الموت يمكن أن تكون نتيجة لأوجه التشابه بين عقول ونفوس البشر». وأشار طبيب الأعصاب في المركز الطبي بجامعة كنتاكي كيفن نيلسون إلى أن الإغماء يمكن أن يسبب تجارب مماثلة.

تضيف نتائج AWARE-II إلى الأدلة المتزايدة بالفعل على أن الوعي يمكن أن يوجد حتى عندما يكون غير قابل للاكتشاف سريريًا، وتشكك في الاعتقاد بأن الدماغ يموت بعد خمس إلى 10 دقائق من الحرمان من الأكسجين. قد لا يخبرنا هذا كثيرًا عن الحياة الآخرة لكنه قد يساعد في تطوير علاجات جديدة للحفاظ على الدماغ وإعادة الناس إلى الحياة بوعي كامل.

  • ترجمة: مجد علي
  • المصادر: 1