حقنة واحدة من الخلايا الجذعية تقلل خطر حدوث الجلطات القلبية والدماغية بمعدل 58%

يقلل العلاج الجديد بالخلايا الجذعية خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية بمعدل أكثر من النصف، هذا الاكتشاف الذي قد يعطي الأطباء طريقة جديدة كلية في علاج القصور القلبي.

قال ايميرسون بيرين وهو باحث رئيسي في مؤسسة تكساس للقلب لشبكة CNN “لقد قمنا بخطوة كبيرة لنكون قادرين على تسخير القوة الحقيقية للخلية الجذعية البالغة في علاج القلب، وهذه إشارة حقيقية لعصر جديد”.

الفشل القلبي: يعاني أكثر من 6 مليون أميركي من القصور القلبي المزمن، وهو يحدث نتيجة عدم قدرة القلب على ضخ الدم كما يجب، وهذا يعني بأن بقية أعضاء الجسم لن تحصل على كمية الأوكسجين اللازمة لعملها والذي قد يؤدي بدوره إلى حدوث ضرر وقد يسبب الموت.

يستطيع الأطباء تأكيد الفشل القلبي عبر النسبة المئوية لخروج الدم من القلب في كل ضخة وهذا يسمى “ضخة البطين الأيسر LVEF” فالمعدل الطبيعي هو 55_70%.

إذا كان المعدل أقل من 40% فإن المريض يشخص بالقصور القلبي مع انخفاض معدل ضخ جزئي HFrEF.

يعاني أكثر من 6 مليون أمريكي من القصور القلبي المزمن،

ليس له علاج نهائي، إذا كان الوضع حرجًا قد يحتاج المريض لعملية زراعة قلب لكن المتبرعين بالقلب نادرين.

من ناحية أخرى، فإن الأدوية، تغييرات نظام الحياة، الجراحة كلها قد تساهم في إبطاء التدهور وتحسن الأعراض.

قال أخصائي القلب روبيرتو بولي والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة ل USA اليوم “يمكننا تحسين الأعراض لدى المرضى لكن لاتزال النتائج غير مؤكدة على المدى الطويل، وقد تزداد سوءًا يومًا بعد يوم”.

الهدف: يرتبط الالتهاب بقصور القلب، ويحدث ذلك عندما يرسل جهاز المناعة خلايا لتحارب المرض والجروح، وبينما يعد ذلك حدثًا مؤقتًا إلا أن الالتهاب المزمن في القلب قد يكون خطيرًا.

يقول إيرين ميشو وهي مدير أمراض القلب الوقائية لجونز هوبكنز والذي أيضًا لم يشارك في الدراسة “على المدى القصير يعد الالتهاب مفيدًا للجسم، لكن المستويات المنخفضة والمستمرة من الالتهاب تهيج الأوعية الدموية، قد يحفز الالتهاب تطور اللويحات، وتخفيف اللويحات في الشرايين، و تحفيز حدوث الجلطات التي تعد السبب الرئيسي للسكتات القلبية والدماغية”.

الخلايا الجذعية في القلب: تقوم شركة الطب التجديدي ميزوبلاست بتطوير علاج القصور القلبي الذي يستهدف الالتهاب بشكل مباشر.

وهو يتضمن نوع من الخلايا الجذعية المعروفة بتأثيرها المضاد للالتهاب والتي تسمى خلايا السلائف المتجددة MPCs، وهي تأتي من نقي العظم لدى الأشخاص المتبرعين البالغين الأصحاء وتتمايز لخلايا مختلفة في المختبرات وذلك بطرق متعددة.

قال بيرين “هذه الخلايا تستهدف الالتهاب بشكل مباشر، ولديها مستقبلات قليلة لهذه المواد الالتهابية يسمى بعضها بالانترلوكينات ويوجد أيضًا أنواع أخرى”.

،تتفعل الخلايا الجذعية عندما نقوم بوضعها في القلب المصاب بالالتهاب، نحن بحاجة للاستجابة، فالقلب يكون بمثابة منزل مشتعل وعلينا إخماده “.

انخفض خطر حدوث السكتات القلبية أو الدماغية لدى المشاركين بنسبة 58%.

المحاكمة: قامت ميزوبلاست بتجريب العلاج المسمى “rexlemestrocel-L” في تجربة عشوائية، والتي تقول أنها أكبر عملية تجرى على الخلية لدى مرضى القصور القلبي. نشرت النتائج في صحيفة الكلية الأمريكية للقلب.

أثناء هذه المحاكمة، تلقى حوالي 537 مريض بال HFrEF حقنة من 150 مليون خلية من السلائف المتجددة مباشرة في النسيج العضلي للقلب أو علاج دون حقن. تلقى جميع المشاركين أيضًا علاجًا للفشل القلبي كالمعتاد خلال وقت الدراسة.

كانت معدلات الحدث متشابهة بين المجموعات التي تتلقى العلاج أو البلاسيبو (وهو علاج وهمي)، و أولئك الذين تلقوا العلاج بالخلايا الجذعية لم تظهر لديهم أي أعراض متعلقة باستجابة الجهاز المناعي لهذا العلاج، وهذا يؤكد أمانه وتحمله الجيد.

لسوء الحظ، لم تصل المحاكمة لنقطة النهاية والتي هي تقليل تواتر الاستشفاء لاضطرابات القصور القلبي، وهذا يعني بأن قلوبهم لم تعد تعمل، باتباع العلاج _الظروف كانت متشابهة لدى المجموعتين المتلقية للعلاج وللبلاسيبو.

الأخبار الجيدة بأنها لم تلتق بنقطة النهاية المحددة قبل التجربة “المحددة مسبقًا” وهذا يعني بأن الأهداف التي تم تحديدها مسبقًا قبل التجربة قد بدأت، اذ لم تكن النتائج محددة بعد الحقيقة عندما توافرت البيانات للتحليل.

إحدى الأهداف المرجوة كانت تقليل خطر السكتات والجلطات.

على مدى 30 شهر، وجد أن المشاركين انخفض لديهم الخطر حتى 58% مقارنًة بالخاضعين للعلاج الوهمي.

و انخفاض الخطر كان حوالي 75% لدى المرضى الذين لديهم مؤشر دموي عالي للالتهاب.

زيادة LVEF هو هدف آخر، وخلال أول 12 شهر من العلاج شهد المشاركون الذين تلقوا حقن MPC تحسنًا ملحوظاً .

أيضًا، كان التأثير أكثر وضوحًا لدى المشاركين الذين لديهم معدلات التهاب عالية.

قال بيرين في مقابلة أوروبية صيدلانية “في بادئ الأمر، اكتشفنا أن الخلايا الجذعية يمكنها أن تعالج الالتهاب الذي يحدث نتيجة القصور القلبي بنجاح”.

التطلع نحو المستقبل:

صممت معظم التجارب السريرية لتؤكد هدف معين، وإذا حققت أهدافًا أخرى _كما في الدراسة السابقة_ فإن النتائج تعتبر مولدة للفرضية وهذا يعني بأنها لاتزال بحاجة للتأكيد عبر دراسات أخرى جديدة.

كتجربة لم يعلن عنها بعد، لكن الرئيس التنفيذي لشركة ميزوبلاست سيلفيو اتيسكو قال: الشركة متحمسة جدًا للنتائج ويحرص بيرين على الاستمرار في تجارب العلاج بالخلايا الجذعية “.

واضاف “مع تأكيد التجربة، نستطيع جلب هذا النوع من العلاج وجعله أساسيًا، نستطيع علاج الفشل القلبي بشكل مختلف كليًا. لدينا سلاح جديد ضد القصور القلبي وهذه الدراسة ستفتح أبوابًا ستقودنا لطرق جديدة للوصول لأهدافنا”.

  • ترجمة: سنى صهيوني
  • تدقيق علمي ولغوي: حلا سليمان
  • المصادر: 1