آلاف المرضى سيحصلون على أول لقاح للسرطان في العالم

يستخدم اللقاح تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA نفسها المستخدمة في لقاح فايزر المضاد لفيروس كوفيد-19.

تسرّع خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) قبول المرضى في تجارب اللقاح المضاد للسرطان القادمة، وسيُخصّص كل لقاح وفقًا لاحتياجات كل فرد.

كما ذكرت صحيفة الغارديان، يحتاج المرضى الذين يستوفون معايير الاستحقاقية فقط إلى الموافقة على أخذ عينات من دمهم وأنسجتهم للحصول على الوصول الفوري إلى تجربة اللقاح، الذي سيستخدم تقنية mRNA المتطورة لتخصيص كل جرعة حسب الحمض النووي للأشخاص الذين يحصلون عليها.

و أفادت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) للصحيفة أن العشرات من الأشخاص قد سُجّلوا بالفعل في البرنامج، الذي يسمى “منصة إطلاق لقاح السرطان”، وسيتمكن الآلاف من المشاركة في التجارب في 30 مستشفى حول المملكة المتحدة. وستبحث في البداية، عن مرضى يعانون من سرطانات المثانة، القولون والمستقيم، الكلى، الرئة، الجلد والبنكرياس، ولكن ستضاف أنواع أخرى مع تقدم البرنامج.

وقد أوضحت أماندا بريتشارد، رئيسة هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) في إنجلترا: “مع انطلاق المزيد من هذه التجارب في المستشفيات في جميع أنحاء البلاد، ستضمن خدمة المطابقة الوطنية لدينا أن يحصل أكبر عدد ممكن من المرضى المؤهلين على فرصة الوصول إليها”.

أٌُعلن عن البرنامج قبل انعقاد مؤتمر الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريري (Asco) في شيكاغو، ويعمل برنامج هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بالتوازي مع شركة اللقاحات الألمانية BioNTech، التي مهدت لقاحاتها mRNA المضادة ل COVID-19 الطريق لتطبيق هذه التقنية على جميع أنواع الأمراض.

و من المقرر أيضًا أن تقدم BioNTech في الموتمر أدلة أوّلية على أبحاث تشير إلى أن فحص الحمض النووي المتداول للأورام يمكن أن يساعد في الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، الذي تسبب في حوالي 930,000 حالة وفاة على مستوى العالم في عام 2020 فقط.

المريض الأول في البرنامج، إليوت فيبفي البالغ من العمر 55 عامًا، يعاني أيضًا من سرطان القولون والمستقيم. وفقًا لتقرير صحيفة The Guardian، لم يكن لدى الرجل أي أعراض واكتشف أنه مصاب بالمرض خلال موعد روتيني مع الطبيب.

خضع فيبف لعملية استئصال للورم السرطاني وجزء من أمعائه الغليظة، وتلقى العلاج الكيميائي قبل انضمامه إلى البرنامج التجريبي ل NHS، وحصل على أول جرعة من نوع لقاح mRNA ذاته الذي استُخدم في لقاح فايزر وبيونتيك لكوفيد.

وأفادت فيكتوريا كونيني، المشرفة الرئيسية على التجربة، لصحيفة “ذا غارديان”، إنه من المبكر جدًا معرفة ما إذا كان سرطان فيبف قد عولج بالكامل، لكنها تشعر بتفاؤل شديد بشأن النتائج.

قالت كونيني للصحيفة: “بناءً على البيانات المحدودة التي لدينا حاليًا عن استجابة الجسم للقاح، يمكن أن يكون هذا تطورًا كبيرًا وإيجابيًا للمرضى”، وأضافت: “لكننا ما زلنا بحاجة إلى المزيد من البيانات ونواصل استقطاب المرضى المناسبين للتجربة لتأكيد ذلك بشكل أكبر”.

أما بالنسبة ل إليوت فيبفي، فقد بدا هذا المحاضر الرائد متحمسًا لفرصة المساعدة في علاج السرطان وصنع التاريخ في الوقت نفسه.

قال فيبف بحماس: “كان الانضمام إلى هذه التجربة قرارًا مهمًا جدًا في حياتي، سواء لي أم لعائلتي، فبعد المرور بصعوبة التشخيص والعلاج الكيميائي المضني، كان شعورًا رائعًا أن أتمكن من المشاركة في شيء قد يؤدي إلى طريقة جديدة لعلاج السرطان، وإذا كان بإمكان الآخرين الاستفادة مما قد تكتشفه التجربة، فهذا رائع أيضًا”.

  • ترجمة: ريم حلمي
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1