عقار مبتكر قد يكون له القدرة على عكس تأثير الجرعات الزائدة من المواد المخدرة
تتزايد في السنوات الأخيرة مخاطر الجرعات الزائدة من المواد المخدرة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي قد تودي بحياة الملايين بحلول عام 2029، ومن أجل تدارك حالة الطوارئ الصحية العامة هذه، قدّمت الدراسة التي أجراها الباحثون في جامعه ستانفورد وجامعه واشنطن في سانت لويس دواءً جديدًا يدعى 368، الذي استطاع تعزيز قدرة عقار النالكسون على إنقاذ حياة الفئران بشكلٍ كبيرٍ. يُعتبر عقار النالوكسون الذي يسمى تجاريًا ناركان أحد أكثر علاجات الجرعات الزائدة من المواد المخدرة شيوعًا كما أنه متاح في الولايات المتحدة الأمريكية دون وصفةٍ طبيةٍ. بدلًا من أن يُنشط هذا الدواء المستقبلات في الدماغ والحبل الشوكي والجهاز العصبي المحيطي، يعمل على تعطيلها. ورغم أن الدواء يمكن حقنه أو إعطاؤه عن طريق الأنف بفعالية عالية لحجب هذه المستقبلات، إلا أنه لا يعمل على تعطيلها إلا لمدة ساعتين من الزمن أما الفينتانيل فيمكن أن يبقى ضمن مجرى الدم لمدة تصل لثمانِ ساعاتٍ. لذا، قد يكون المركب 368 هو الحل الذي يبحث عنه العلماء.
عزز المركب هذا قدرة عقار النالوكسون على إبطال مفعول مستقبلات المواد المخدرة بمقدار 6 الى 7 أضعاف في الخلايا البشرية. كما حافظ على ارتباط عقار النالوكسون بهذه المستقبلات لمدة أطول بعشر مرات. يقول طبيب التخدير سوسروتا ماجوندار من جامعة واشنطن في سانت لويس: “يحتاج العديد من الأشخاص الى أكثر من جرعة واحدة من النالوكسون في حال تناولهم جرعات زائدة من المواد المخدرة قبل أن يتجاوزوا المرحلة الحرجة. تعد هذه الدراسة دليل على قدرتنا على جعل عقار النالوكسون يعمل بشكلٍ أفضل ويدوم لفترة أطول، وكذلك رفع فعاليته عبر إعطائه مع جزيء آخر يؤثر على استجابة المستقبلات الأفيونية.
اُكتشف المركب 368 في مكتبة تحتوي على 4.5 مليار جزيء بعد أن بحث العلماء عن المركبات القادرة على الارتباط بمواقع أخرى على مستقبلات المواد المخدرة في الجسم عندما يكون النالوكسون موجودًا بالفعل.
بالاستعانة بالمجهر الالكتروني أظهر فريق من العلماء أن هذا المركب يرتبط بموقع من المستقبل بجوار النالوكسون لتثبيطه وتعطيله.
وضح أيضًا مؤلف الدراسة بقيادة عالم الكيمياء الحيوية أيضًا اوبرين في جامعة ستاند فورد أن المركب 368 يعمل بوجود جرعات منخفضة من النالوكسون لعكس ومنع التأثيرات المميتة للمورفين والفنتانيل كانخفاض معدلات التنفس بشكلٍ كبير، وحين حُقن المركب 368 لوحده في الفئران الحية بعد إعطائها جرعة عالية من المورفين لم يكن لهذا الدواء تأثير كبير ولكن حين دُمج 368 مع جرعة منخفضة من النالوكسون وحُقنوا ضمن الفئران، خفضّ التأثيرات الناجمة عن المورفين بشكل معتدل، أما مقارنةً بالفنتانيل وهو مادة مخدرة أقوى من المورفين بنحو 100 مرة، يُظهر هذا المركب الجديد قوة أكبر.
توصل مؤلف الدراسة ألى أنه بغض النظر عن جرعة النالوكسون فإن العلاج بالعقار الجديد ذو المسمى 368 أدى إلى تعزيز كبير لقدرة النالوكسون على عكس التأثيرات الناجمة عن عقار الفينتانيل وليس من الواضح بعد ما إذا كان الأمر نفسه ينطبق على المواد الأفيونية المختلطة أم لا. واكتشف الباحثون مؤخرًا أن المخدرات الشائعة في الولايات المتحدة الأمريكية تحتوي على تركيبات من الفينتانيل والهيروين ومهدئ للخيول يسمى زلازين. حين يُستخدم الزيلازين والفنتانيل معًا يزداد خطر الجرعة الزائدة بشكلٍ كبيرٍ.
لا زال المركب 368 يحتاج الى اختبارات على البشر ولكن تقترح عالمة الأعصاب كاثرين كهلم من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس التي لم تشارك في الدراسة في مراجعة نشرتها مجله nature أن هذا يعتبر تقدمًا كبيرًا، كما أنه يفتح آفاقًا جديدة ومهمة للبحث عن حلول لأزمه المواد المخدرة.
- ترجمة: وداد عنتر
- تدقيق علمي ولغوي: عهد محروقة
- المصادر: 1