الرضاعة الطبيعية من المفترض أن تُضعِف العظام، لكن هناك هرمون دماغي قد يحميها

قد تؤدي النتائج الجديدة التي تم التوصل إليها في الفئران يومًا ما إلى إيجاد علاجات لهشاشة العظام.

ولادة الطفل ورعايته قد تكون قاسية على عظام الأم. هرمون الاستروجين الذي يساعد في تنظيم نمو العظام ينخفض بشكلٍ حاد بعد الولادة، والرضاعة الطبيعية تستنزف الكالسيوم من الهيكل العظمي. ومع ذلك، تستطيع الأمهات المرضعات بطريقةٍ ما الحفاظ على عظام قوية وكثيفة. قد يكون هرمون يفرز من الدماغ هو السبب، كما تشير دراسة على الفئران.

عندما تنخفض مستويات الإستروجين بعد الولادة، قد يتولى الهرمون CCN3 تعزيز نشاط خلايا جذع العظام؛ مما يؤدي إلى زيادة إنتاج الأنسجة، وفقًا لما أورده الباحثون في 10 يوليو في مجلة Nature. ينشأ هذا الجزيء في منطقة تحت المهاد، وهو بنية في الدماغ تساعد على تنظيم الشهية ودرجة حرارة الجسم. وبالاضافة إلى احتمال حل لغز قوة عظام الأمهات المرضعات، يمكن أن يشير هذا الاكتشاف إلى طريقة أفضل لشفاء الكسور ومكافحة فقدان العظام في الشيخوخة.

ويقول (سونديب خوسلا) الباحث في العظام في عيادة مايو في روتشستر بولاية مينيسوتا، والذي لم يشارك في الدراسة: «تحدد الدراسة حلقة مباشرة جديدة بين منطقة ما تحت المهاد والعظام، وهو أمر أعتقد أنه غير متوقع على الإطلاق».

في البحث الجديد، سعى العلماء لتحديد سبب ارتفاع كثافة العظام بشكلٍ خاص لدى الفئران الإناث عند حجب مستقبلات الإستروجين في منطقة ما تحت المهاد. ويقول عالم الأحياء الجذعية توماس أمبروسي من جامعة كاليفورنيا، ديفيس، إن الفئران المتحورة كانت لديها “زيادة كبيرة للغاية في عدد خلايا جذع العظام” مقارنة بالفئران العادية.

بما أن منطقة ما تحت المهاد تلعب دورًا رئيسيًا في الشهية، قام الباحثون بدراسة النظام الغذائي لمعرفة كيف يؤثر ذلك على كثافة العظام والهرمونات المنتجة. وقد وقع الباحثون على قطعة مهمة من اللغز عندما وجدوا أن الفئران المتحورة التي وضعت على نظام غذائي عالي الدهون عادت إلى امتلاك كثافة عظام طبيعية. وقالت (موريل بيب) طبيبة الغدد الصماء في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، إن تحليل العوامل المعززة للعظام التي انخفضت لدى تلك الفئران سمح للفريقِ بتضييق قائمة المرشحين المحتملين من المئات إلى عدد قليل فقط.

ثم أضاف العلماء هذه المواد إلى خلايا جذعية للفأر في طبق بتري واكتشفوا أنه عند العلاج ب CCN3 تتشكل أجزاء من العظام. كما وجد الفريق أن مستويات CCN3 ارتفعت بشكلٍ كبير في الفئران الإناث أثناء الرضاعة؛ مما يشير إلى أن CCN3 يلعب دورًا في دعم قوة عظام الأم أثناء الرضاعة، عندما تنخفض مستويات الإستروجين.

بعد ذلك، قام فريق أمبروسي باختبار CCN3 على فئران مسنة مصابة بكسر في العظام، والتي عادة لا تلتئم جيدًا. أدّى تطبيق رقعة هيدروجيل تحتوي على الهرمون على مواقع الإصابة إلى تحفيز تكوين العظام؛ مما سمح بوقت تعافي أسرع. إذا كان الهرمون يعمل على الخلايا الجذعية الهيكلية البشرية بطريقة مماثلة، فقد يؤدي ذلك إلى علاجات جديدة لهشاشة العظام.

على الرغمِ من وجود العديد من الأدوية لمنع فقدان العظام، يقول خوسلا: «ما زلنا محدودين من حيث الأدوية التي تحفز تكوين العظام، وخاصة القيام بذلك بطريقة مستدامة ليس فقط لعدة أشهر ولكن على مدار سنوات».

نظرًا لخصائصِ بناء الأنسجة في CCN3 يمكن أن تؤدي الأدوية المستقبلية القائمة على هذا الهرمون إلى زيادة تجديد العظام المحتمل.

يقول المؤلف المشارك (ويليام كراوس) وهو عالم صيدلة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو: «تسلط الدراسة الضوء على مدى أهمية علم الأحياء وعلم وظائف الأعضاء أثناء مراحل الحياة الإنجابية. هناك الكثير من جوانب علم الأحياء التي لا تزال بحاجة إلى الدراسة».

  • ترجمة: زينة المراد
  • تدقيق لغوي: فاطمة قائد
  • المصادر: 1