خطّة مجنونة لنقل رأس بشريّ من جسد لآخر: هل هي أغبى فكرة على الإطلاق؟
ضمن فيديو مروّع ومثير للسّخرية، وكأنّه مشهد من فيلم رعب حيويّ أخرجه ديفيد كروننبرغ، يقترح عالم أحياء أنّ الأطبّاء في المستقبل سيتمكّنون من إزالة رأس بشريّ من جسم ما وربطه بجسم آخر مُستخدمين تقنيات روبوتيّة مُتقدّمة.
يعرض هاشم الغيلي، وهو عالم أحياء وصانع أفلام، في الفيديو تصوّرًا مثيرًا للدّهشة عن كيفيّة تنفيذ هذه التّجربة الغريبة، يتخيّل الغيلي روبوتين متطابقين، كلّ منهما مزوّد بأذرع متعدّدة، يعملان بشكل متزامن على جسم متبرّع سليم ميّت دماغيًّا وجسم آخر متهالك من المفترّض أنّه المصدر للرّأس والدّماغ.
يتصوّر الغيلي، تحت اسم العلامة التّجاريّة الجذّابة «جسر الدّماغ (براين بريدج) – BrainBridge»، أنّ هذه العمليّة ستتمّ كأنّها على خطّ تجميع؛ حيث يقوم الرّوبوت الأوّل بإزالة رأس المتلقّي بالكامل جراحيًّا، بينما يقوم الرّوبوت الآخر بنفس المُهمّة للمتبرّع، ثمّ تنقل منصّة متحرّكة رأس المتلقّي إلى جسم المتبرّع السّليم وتخيط هذين الجزئين المتباينين معًا.
كما يتخيّل الغيلي أنّ الرّوبوتات ستقوم بإزالة وجه المتبرّع الأصغر سنًا، وربطه بجمجمة المتلقّي، ممّا يضيف طبقة أخرى مذهلة لهذه الكارثة المرعبة.
يبدو أنّ الفيديو حقيقًة مُجرّد علم تخيّليّ محض؛ لأنّه غير مدعوم بأيّ أبحاث منشورة في مجلّات علميّة محكمة، لكنّه بالتّأكيد يُقدّم مشاهد تجذب الانتباه.
قام الغيلي، الّذي اعتاد على إنتاج مقاطع فيديو سريعة الانتشار، سابقًا بإنتاج فيديو عن مصنع أرحام اصطناعيّة افتراضيّة حيث سينمو الأطفال المستقبليّين، وهذا خدع حتّى بعض المعلّقين السّياسيّين ليعتقدوا أنّ المُنشَأة حقيقيّة.
وهل ذكرنا أنّه حاصل على درجة الماجستير في علم الأحياء فقط؟
رغم الفيديو الصّادم، تكهّن العلماء بإمكانيّة إجراء عمليّات زرع رؤوس كاملة، وحتّى أنّهم جرّبوا زراعة رؤوس قِرَدة.
لكن، مثلما هو الحال في مجال التّجميد الحيّ، بقيت هذه الأفكار في الغالب ضمن نطاق الدّجّالين والمحتالين، صحيح أنّ هناك تقدُّمًا في الرّوبوتات والذّكاء الاصطناعيّ، لكنّ الجراحين لم يتمكّنوا بعد من نقل أعضاء مُعدّلة وراثيًّا من الخنازير إلى أجسام بشريّة بنجاح.
وذلك دون الخوض في مسائل الأخلاقيّات الحيويّة لمثل هذا الإجراء حتّى وإن كان ممكنًا، مثل هذه العمليّة قد تتيح إمكانيّة الاقتراب من الخلود، لكنّها ستتطلّب أيضًا توفير أجسام شابّة صحّيّة ميّتة دماغيًّا لصالح المرضى الأثرياء، ولا يمكننا إلّا أن نتخيّل إلى أين قد يقودنا ذلك.
- ترجمة: نِهال عامر حلبي
- تدقيق علمي ولغوي: الأيهم عبد الحميد
- المصادر: 1