YR4 2024: كُويكب في طريقه إلى الأرض، هل هو تهديد حقيقيّ؟

تعمل البشرية على إيجاد طرق لتغيير مسار الكُويكبات الخطرة، لكنّها على الأرجح لن تحتاج إلى ذلك.

أندرو غريفين

كُويكب في طريقه نحو الأرض، لكن لا داعي للذّعر حتى الآن.

ففي الأيام الأخيرة، تزايد القلق بشأن ظهور كُويكب YR4 2024، والذي ما زال في مساره محلقًا نحو الأرض بحلول عام 2032، لكن فرصة اصطدامه بالأرض تبلغ حوالي 2.3%.

من بعض النواحي، يُعتبر الكُويكب YR4 2024، أحد أكثر الكُويكبات المُقلقة التي واجهناها على الإطلاق. فقد حصل على تصنيف 3 حسب مقياس تورينو لتقييم الأخطار والثاني أعلاهم؛ ذلك لأنه يشكل تهديدًا من حيث تأثيره وحجمه الكبير نسبيًا.

لكن حامل هذا الرقم القياسي يُفضي برسالة تذكيرية مفيدة وهي أنّ الكُويكبات لا تميل إلى أن تصبح مرعبة كما تبدو في البداية. يُسجّل أعلى تصنيفٍ لكُويكبٍ يسمى «أبوفيس»، وهي شخصية مُدمرة في الأساطير المصرية وهو ما لم يضف إلى سُمعته وحصل على أعلى تصنيفٍ عام 2004، لكنّه سُرعان ما هبط تصنيفه عندما اكتشف العلماء المزيد عن مساره وحسبوا أنّهُ لا يُمثّلُ خطرًا في الواقع.

لو اصطدم كُويكب 2024 YR4 بنا، فهذا معناه أنّه سوف يصبح حدثًا مألوفًا عن سابقه من الكويكبات التي تسببت في هلاك الديناصورات، على سبيل المثال. لكن لو ضرب إحدى المدن الكثيرة التي يُعتقد أنها ضمن مساره، فهذا يمكن أنّ يتسبب في حدوث وفاة ونزوح عشرات الملايين من البشر، غير أنّ ثمة أسبابًا عديدةً لا تستدعي الحاجة إلى القلق بشأن أيِّ احتمال للاصطدام، أهمُّ هذه الأسباب أنّه بالتأكيد لن يحدث ذلك.

يكمنُ جزء من الخوف بشأن هذا الكُويكب في تضاعف عدد فرص اصطدامه بالأرض تقريبًا في الآونة الأخيرة. فعند اكتشافه للمرة الأولى، أي في نهاية العام، كان يُعتقد أنّ لديه فرصة بنسبة 1% لضربنا، لكن مع مرور الوقت أصبح ذلك حوالي 2.3%، إلّا أنّ العلماء سارعوا إلى التنبيه بصدد هذا الرقم الذي من الممكن أن ينخفض مجددًّا نتيجة لتعرف الباحثين على المزيد حول هذا الكُويكب؛ مما أصبحوا قادرين على تعديل التقديرات، ومن ثمَّ تقلُّ احتمالية الاصطدام.

لكن ثمة أشياء أخرى تستدعي القلق. فعلى الرغم من أنّ YR4 2024 يحظى بتقييمٍ مرتفع نسبيًا حسب مقياس باليرمو للمخاطر، فإنّه لا يزال يُصنَّف بتقييمٍ سلبييّ، مما يعني تزايد فرص اصطدام أرضنا بشيء غير معروف وهو المذكور آنفًا.

لكنّ ذلك لا يعني وجود سبب للاّمبالاة. تُوجّه وكالات الفضاء معدّات مثل تليسكوب جيمس ويب الفضائيّ نحو الكُويكب، على أمل معرفة المزيد عن مسار الكُويكب وحجمه مما يساعدها على تحسين دقة التقديرات والمحاكاة. حيث أنّ هذا العمل متعلق بضيق الوقت.

يتجه 2024 YR4 حاليًا بعيدًا عن الأرض. وبحلول إبريل/نسيان القادم سيكون قد قطع مسافاتٍ بعيدة جدًّا عنّا بحيث لا يمكن رؤيته، هذا يعني أنه سيظل أي شيء عن هذا الكُويكب مجهولًا حين عودته عام 2028 وعندئذٍ يكون الوقت متأخرًا.

يُظهر هذا البحث أنّ ثمة شيء ما قد نقلق بصدده، حتى ولو فرصة تصادم بسيطة ستمهد إلى الأرجح إلى استجابة عالمية، لكنّ العالم ما زال يعمل على مجموعة من الخيارات الجديدة لإنقاذنا من التأثيرات المحتملة، والمتمثلة في، على سبيل المثال، إطلاق بعثة «دارت» الناجحة التابعة لوكالة ناسا الفضائية، والتي أوضحت أنه من الممكن تغيير مسار الكُويكب، ومن المُرجّح أن تتكثّف هذه الجهود إذا اتضح أنّه يمثل تهديدًا خطيرًا.

  • ترجمة: زينب محمد الأصفر
  • تدقيق علمي ولغوي: سارة ابو جلبان
  • المصادر: 1