الأفكار السلبية التي تدور في ذهنك وكيفية تخطيها

النقاط الرئيسية

– يعتبر التفكير المستمر سلوك شائع، لكنه في حال استمراره، يمكن أن يكون عامل خطر للإصابة بالاضطرابات النفسية.

– أبحاث جديدة تحدد ستة أنماط للتفكير المستمر موضحة كيف يمكن لكل نمط أن يرتبط بالاضطرابات الشخصية.

– تفحص أنماط تفكيرك المستمر يمكنه مساعدتك في التحرر والانتقال إلى أفكار أكثر إنتاجية.

هل هناك أوقات تشعر فيها أنك لا تستطيع دفع فكرة سيئة خارج رأسك مهما حاولت؟ ربما اعتقدت أنك قلت شيئًا وديًا لشخص لا تعرفه جيدًا. لكن للأسف يخبرك هذا الشخص أن تتركه وشأنه. هل تفتقر حقًا إلى مهارات التواصل؟و تتساءل ما الذي لم أدركه عن نفسي حتى الآن؟ بعد أيام، لا تزال غير قادر على نسيان تلك الواقعة.

هذا الانشغال بالتعليق غير السار، المعروف بالتفكير المستمر، ليس أمرًا نادرًا. وقد وجدت الدراسات النفسية أن التفكير المستمر في حال استمراره، يمكن أن يكون عامل خطر لتطور الاكتئاب.

على الرغم من أن معظم الناس سينتقلون في النهاية إلى أفكار أكثر إرضاءً، إلا أن من لا يستطيعون ذلك قد يطورون مزاجًا حزينًا بشكلٍ مزمن.

حتى وقت قريب، كان التفكير المستمر مرتبطًا تقريبًا بالاكتئاب. تشير دراسة جديدة تركز على اضطراب الشخصية الحدية إلى أن هذه العملية يمكن أن تؤثر بشكلٍ أوسع على الصحة النفسية.

التفكير المستمر في اضطرابات الشخصية

وفقًا لبحث من جامعة ولاية ميسيسيبي، فإن عدم التنظيم العاطفي والمزاج الحزين لدى الأفراد الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية يتفاقم بسبب التفكير المستمر. بالفعل، يمكن أن يكون التفكير المستمر “آلية معرفية رئيسية تساهم في استمرار صعوبات تنظيم العواطف والسلوك”. كلما تكررت الأفكار السلبية في ذهن الأفراد المصابين باضطراب الشخصية الحدية، زادت صعوبة تنظيم مشاعرهم وتصرفاتهم.

يعتبر اضطراب الشخصية الحدية واحدًا من أربعة اضطرابات شخصية من فئة “Cluster B”، والتي تتميز بأعراض مثل الاندفاع، والصعوبات في العلاقات، والغضب، والغرور، وعدم التعاطف، والسلوك العدواني. تشمل الاضطرابات الأخرى في هذه الفئة اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، واضطراب الشخصية الهستيرية، واضطراب الشخصية النرجسية. ومن الجدير بالذكر أن هذه الاضطرابات الشخصية قد تكون صعبة الفصل عن بعضها في عملية التشخيص. يقترح الباحثون أنه يمكن تمييزها من خلال مقارنة ميولها للتفكير المستمر.

استكشاف الأنواع الستة للتفكير المستمر

استخدم الباحثون عينة عبر الإنترنت تضم 725 بالغًا تتراوح أعمارهم من 19 إلى 77 عامًا (متوسط العمر = 42) لتطبيق سلسلة من القياسات السريرية المعترف بها لتقييم وجود اضطرابات الشخصية من فئة Cluster B. تشمل العناصر النموذجية من مقاييس التفكير المستمر:

– التفكير المستمر في الغضب: لدي خيالات طويلة الأمد عن الانتقام بعد انتهاء النزاع.

– التفكير المستمر الاكتئابي: لا أستطيع التوقف عن التفكير في عدم قدرتي على القيام بأي شيء.

– التفكير المستمر في الحزن: أجد صعوبة في إقناع نفسي بالتوقف عن التفكير في حزني.

– التفكير النقدي الذاتي: غالبًا ما تتركز انتباهي على جوانب من نفسي أشعر بالخجل منها.

– التفكير المستمر في الإساءة: لا أستطيع التوقف عن التفكير في كيفية تعرضي للظلم من قِبل هذا الشخص.

– القلق: بمجرد أن أبدأ في القلق، لا أستطيع التوقف.

وجد الباحثون ارتباطات مهمة بين أنواع التفكير المستمر ودرجات اضطرابات الشخصية. كان هناك ارتباط قوي بين اضطراب الشخصية الحدية والتفكير المستمر في الغضب، لكن اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب الشخصية الهستيرية أيضًا مرتبطان بذلك. تشير هذه النتائج إلى أن نهج تصنيف اضطرابات الشخصية قد يكون مضللاً.

التخلي عن التفكير المستمر

الآن بعد استكشاف الأنواع المختلفة للتفكير المستمر، قد يكون من الأسهل عليك رؤية كيفية تغيير أنماط تفكيرك السلبية. قد تكون لم تفكر مسبقًا في الفرق بين التكرار على تعليق نقدي وعدم القدرة على التوقف عن القلق بشأن مشاعر الآخرين تجاهك. إن التعرف على نوع التفكير المستمر الذي يناسب نمطك الأكثر شيوعًا هو المفتاح للتخلص منه، وعندما تتبنى أساليب علاجية عالمية، يمكنك مساعدتك على الخروج من حلقة الأفكار المؤلمة.

باختصار، يمكن أن تتسلل الأفكار السلبية بسهولة إلى ذهنك من خلال معرفة الأنماط التي تأخذها، يمكنك البدء في تحويل أفكارك إلى أنماط أكثر إرضاءً وإنتاجية.

  • ترجمة: ماسه فؤاد كريم
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1