
خمس طرائق لأخذ قسط من الراحة بعد يوم شاق
إليك بعض الطرق تساعد على تجاوز يوم مرهق واستعادة الطاقة.
للاستراحة دور مهم في القيام بقدر أكبر من العمل دون التعرض للإرهاق أو الإصابات، وتعد مهارات الاستراحة من مهارات الأداء الفائق Elite Performance Skills.
فيما يلي بعض الاستراتيجيّات التي تساعد على تحسين هذه المهارات:
1. اشحن طاقتك بنسبة1% عن الأمس.
غالبًا ما نفكّر في فوائد تحسين الأداء التي تعطيها نسبة 1% كل يوم، لكننا نغفل عن فائدة الاستراحة بنسبة 1%. في الواقع، ستؤدي الاستراحة إلى تحسين الأداء على الفور، وإلى زيادة القدرة على التكيّف مع الضغوط والتحدّيات، دون أن تراكم السلبيات التي تخلّفها الضغوط كالإصابات، مما يعني أنً الاستراحة هي مفتاح الأداء الأقوى لمواجهة التحدّيات على الدوام.
توجد طرائق متنوعة لتحسين الأداء بنسبة %1. لنعطِ مثالًا على ذلك: جرّب استخدام أداة للراحة كنت قد استخدمتها من قبل، ولكنك أهملت استخدامها حاليًّا، فأغلبنا تقبع في خزانته زجاجة فيتامينات اشتراها يومًا ولم يعد يتناولها، أو جهاز تدليك غطّاه الغبار من ندرة الاستخدام، كذلك حوض استحمام لم يُستخدم، وهكذا.
ويمكن التبديل بين أدوات الراحة الجسديّة والنفسية للأسباب التي سنوضحها في النقطة التالية.
2. أتعلم أنّ الراحة الطويلة قد لاتحتاج إلّا إلى مدة زمنيّة قصيرة.
في حال كنّا نمارس الرياضة بنظام متقطع في الجري أو ركوب الدراجة، حينها ستكون مدة الراحة قصيرة، حتى لوبلغت المدة الواحدة 15 أو 30 ثانية ولكنها مدة تكفي لاستعادة قدر كبير من الطاقة.
أمّا عند ممارسة الجري بجهدٍ عالٍ، سترتفع نبضات القلب، ثم بالعودة إلى المشي ستنخفض نبضات القلب بمقدار 30-20 ضربة أو أكثر في الدقيقة الواحدة، وهذه المدة لا تكفي للراحة المطلقة في حالة النشاط، ولكن هذا الانخفاض مهم.
ما علاقة هذا بالتوتر النفسي؟ إنه يعمل كالجهاز العصبي سواءً كان التوتر نفسيًّا أم جسديًّا. فعندما نتخلص من محفزات التوتر كالأفكار المتسارعة، وإبطاء معدل التنفس، حينها يتعافى الجسم ونخفّف من الإجهاد النفسي.
جرّب الاستراحة القصيرة خلال اليوم، فربما تعيد النشاط أكثر من الاستراحة الطويلة في آخره.
كما أنّ لتحسين نمط الراحة خلال الليل أو النهار حتى لو لم تتعدَّ مدتها الدقيقة أو الدقيقتين، إلّا أنّها مهمّة لتنشيط الجسم وتطوير المهارات.
3. توسيع مفهوم اليوم الناجح وتعريفه
اليوم الذي يمر خارجًا عن الخطة التي وضعناها له يجعلنا نشعر بالتوتر، فلا ينبغي أن نحصر مفهوم اليوم الناجح بأنه اليوم الذي استنفذنا فيه أقصى طاقتنا وسار كما يجب، بل علينا توسيع هذا المفهوم ليشمل جميع الإنجازات التي قمنا بها طوال اليوم ولانهمل الصغيرة منها.
لنأخذ تشبيهًا رياضيًّا آخر، لايمكن للعدّاء أن يحصر نجاحه بسرعة الجري وطوله، فهذا لايكفي، بل عليه رؤية نجاحاته الأخرى أيضًا، كتحسين طريقة الجري في بداية التمرين، وتطوير وضعيته، والتحكم بالأفكار جيدًا في أثناء الجري، والصمود إلى نهاية الخط رغم التعب.
علينا أيضًا البحث عن كل ما يمكننا أن نصف به يومنا بالناجح، فربما يكون بكل بساطة: تنظيف المطبخ، أو لحظة شكر وامتنان عند تقبيل أولادنا قبلة ما قبل النوم.
فاستخدام أساليب الراحة عندما نعيش يومًا متعبًا هو بحذ ذاته نجاح يستحق الذكر وشكر أنفسنا عليه.
وكما أشرنا، قد تكون مدة الاستراحة قصيرة بين المهام خلال النهار أو في نهايته.
4. أفضل وسائل الراحة هو النوم
يفرز جسمنا هرمون النمو في أثناء النوم، وينخرط كذلك بعشرات العمليّات التلقائيّة لإصلاح الخلايا وتجديد الطاقة وإعادة شحنها. فاجعل النوم فرصةً للاستفادة من العمليًات التلقائيّة بالكامل دون بذل أي مجهود.
في بعض الأحيان، عندما أحتاج تذكير نفسي بفوائد النوم، ألجأ إلى روبوت الدردشة الصناعيّة AI لأسأله: أنا على وشك النوم مدة ثمان ساعات، اشرح لي بالتفصيل عما سيقوم به جسمي من إصلاحات جسدية وذهنية خلال هذه المدة.
فإنّ الاستماع إلى تفاصيل فيزيولوجيّة النوم وعمليّات الإصلاح يساعد على تخيّل قوة الجسم الفطرية على الإصلاح واستعادة النشاط، وذلك سيمكننا من التعامل مع التوتر بشكل طبيعي، ومن المهم أن ندرك مقدرتنا على التعامل مع الضغوط التي نواجهها.
5. اعقد النيّة في قرارة نفسك أنّ يومك انتهى قبل الاستلقاء على السرير.
قرّر في اللحظة التي تذهب بها إلى النوم أنّ يومك “انتهى”، وهذا يعني أنك لن تقوم بالمزيد من المهام، حتى وإن كانت صغيرة ولا تحتاج إلا لدقيقة أو دقيقتين.
سيخلق هذا التمرين حدًا عقليًّا يفصل بين العمل والراحة، وسيساعدك على الانتقال المتعمّد من حالة “العمل” إلى حالة “السكينة” و إلى الراحة والاستعداد ليوم جديد.
فالراحة مهارة وظيفيّة تساهم في القدرة على الإصلاح وتحسين الأداء والنمو. لذا حاول اعتماد هذه الطرائق الخمسة لتحسين الراحة لديك وتنمية قدرتك على التحمل ولتشجيع نفسك على أن تنجح مستقبلًا وأن تبلي بأعمالك بلاءً حسنًا.
- ترجمة: آيات حبيب
- تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
- المصادر: 1