حاسوب كمي صيني أسرع بمليون مليار مرة من أقوى الحواسيب العملاقة!

في قفزة تقنية غير مسبوقة، ابتكر العلماء الصينيون نموذجًا أوليًا لحاسوب كمي يُعتقد أنه أسرع بمليون مليار مرة من أقوى الحواسيب العملاقة الموجودة اليوم! نعم، الرقم ليس مبالغة—نحن نتحدث عن مستوى جديد تمامًا من السرعة في عالم الحوسبة.

كيف يعمل هذا الحاسوب الخارق؟

لفهم هذا الإنجاز، علينا التعرّف على الفرق بين الحواسيب التقليدية والحواسيب الكمية. الحواسيب العادية تعتمد على “البتات” (Bits) التي تأخذ إما 0 أو 1 لمعالجة البيانات، بينما الحواسيب الكمية تستخدم الكيوبتات (Qubits)، وهي وحدات يمكنها أن تكون 0 و1 في نفس الوقت!

هذا يعني أن الحواسيب الكمية لا تحل العمليات الحسابية خطوة بخطوة كما تفعل الحواسيب التقليدية، بل تعالج ملايين الاحتمالات دفعة واحدة!

Jiuzhang: حاسوب بسرعة الضوء!

النموذج الصيني الجديد، المسمّى Jiuzhang، لا يستخدم الكهرباء كما تفعل الحواسيب العادية، بل يعتمد على الفوتونات (جزيئات الضوء) لمعالجة المعلومات بسرعة مذهلة.

في اختبار حديث، تمكن Jiuzhang من حل معادلة حسابية معقّدة في 200 ثانية فقط، وهي مهمة كان من الممكن أن تستغرق 2.5 مليار سنة إذا حاول أقوى حاسوب تقليدي حلها!

ماذا يعني هذا لمستقبل التكنولوجيا؟

هذا الإنجاز لا يعني فقط أننا نقترب من “التفوق الكمي” (Quantum Supremacy)، بل يشير أيضًا إلى أن هذه التقنية قد تُحدث ثورة في العديد من المجالات مثل:

– التشفير وحماية البيانات: حيث ستصبح الأنظمة الأمنية أقوى من أي وقت مضى.

– تطوير الذكاء الاصطناعي: مما سيجعل الآلات أذكى وأسرع وأكثر قدرة على اتخاذ القرارات. – اكتشاف الأدوية – من خلال محاكاة التفاعلات الكيميائية بدقة غير مسبوقة.

لكن لا تتوقع امتلاك حاسوب كمي في منزلك قريبًا!

رغم هذه الإنجازات، لا تزال الحواسيب الكمية تواجه تحديات ضخمة. فهي تحتاج إلى بيئات متخصصة للعمل، كما أن تشغيلها وصيانتها يتطلبان تقنيات متطورة جدًا. لكن مع استمرار البحث، قد تصبح هذه الأجهزة أكثر عملية في المستقبل!

نظرة إلى المستقبل.

ما حدث اليوم قد يكون مجرد البداية! في العقود القادمة، يمكن أن نشهد عالمًا يتحوّل فيه الحاسوب الكمي من مختبرات البحث إلى أداة يومية تحدث تغييرًا جذريًا في طريقة تعاملنا مع التكنولوجيا.

هل نحن مستعدون لهذا العصر الجديد؟