
قد يكشف تحليل لعابي بسيط سرطان البروستات متفوقًا على تحليل الدم التقليدي
تعرّف على اختبار اللعاب الذي أظهر نتائج واعدة في الكشف عن مخاطر سرطان البروستات، متفوقًا على تحليل الدم الشائع.
يعدّ سرطان البروستات من أبرز المخاوف الصحيّة لدى الرجال المتقدمين في العمر. لكن لحسن الحظ، قد تتوفر فحوصات محسّنة في المستقبل القريب. ويعتبر تحليل اللعاب البسيط الذي يمكن إجراؤه في المنزل من أكثر الأساليب الواعدة في الكشف عن سرطان البروستات، الذي يُشخّص به رجل من بين كل ثمانية خلال حياته.
أوضح الباحثون في دراسةٍ نُشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية في نيسان/أبريل 2025 نجاحهم في تقدير خطر الإصابة بسرطان البروستات من خلال تحليل اللعاب. وأظهرت الدراسة أن تحليل اللعاب يمكن أن يُشخّص سرطان البروستات بدقة أعلى من اختبار المستضد النوعي للبروستات PSA والذي يخضع للرقابة لأنه يعطي نتائج غير دقيقة.
نجاح اختبار اللعاب في الكشف عن سرطان البروستات
شملت الدراسة 6,142 رجلًا أوروبيًا تتراوح أعمارهم بين 55 و69 عامًا، إذ استخرج الباحثون الحمض النووي الموروث من اللعاب، وتمكنوا من خلاله من تحديد درجة الخطر الجيني PRS، وهو مقياس يبين مدى قابلية الفرد للإصابة بمرض ما (وفي هذه الحالة سرطان البروستات)، وذلك بناءً على المتغيرات الجينية التي يحملها.
ثم دُعي الأفراد الذين كانت درجة الخطر الجيني لديهم 90% أو أعلى لإجراء فحوصات إضافية، إذ تدل الدرجة المرتفعة على وجود متغيرات جينية موروثة قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات. ثم خضع 468 رجلًا ممن لديهم درجة خطر جيني مرتفعة بشكل ملحوظ لفحوصات بالرنين المغناطيسي وخزعات من البروستات، وقد شُخّص 187 منهم، أي بنسبة 40%، بالإصابة بسرطان البروستات.
عيوب تحليل الدم PSA
على عكس اختبار PRS الذي يستخدم اللعاب، تعاني اختبارات الدم PSA من بعض القصور. إذ تقيس هذه التحاليل مستضد البروستات النوعي، وهو بروتين تنتجه الخلايا السليمة والسرطانية في غدة البروستات. لذا، يُوصى بإجراء تحليل PSA أولي للرجال الذين تبلغ أعمارهم نحو 50 عامًا ولديهم متوسط خَطَر تطور سرطان البروستات، أو للرجال الذين تقارب أعمارهم ال 40 عامًا ويواجهون خطرًا مرتفعًا بسبب التاريخ العائلي. وقد صرّحت الجمعية الأمريكية للسرطان أن الرجال الذين تكون نتيجة تحليل PSA لديهم أقل من 2.5 نانوغرام/مل قد يحتاجون فقط إلى إعادة الاختبار كل سنتين، في حين يجب إجراء تحليل سنوي عندما تكون مستويات PSA أعلى (ويجدر بالذكر أن مستوى 4.0 نانوغرام/مل يُعدّ غير طبيعي).
على الرغم من شيوع اختبار PSA في الكشف عن سرطان البروستات، إلا أنه لا يعطي دائمًا النتائج المرجوة للمرضى. فوفقًا لتقرير صحفي حول الدراسة الجديدة، يشير تحليل PSA بشكل خاطئ إلى إصابة ثلاثة من كل أربعة رجال بسرطان البروستات. وقد تؤدي النتائج الإيجابية الكاذبة لهذه الاختبارات بالمرضى إلى إجراء علاجات غير ضرورية. وأعلنت دراسة منفصلة أُجريت عام 2022 أنّ العمر، وتعاطي الكحول، ووجود التهابات في المسالك البولية ارتبطت بشكل كبير مع هذه النتائج.
عيبٌ آخر لاختبارات PSA أنها غالبًا ما تكشف عن أنواع أخرى من السرطانات التي تنمو ببطء وبشكل طبيعي ولا تُظهر أعراضًا تدعو للقلق. ومن ناحية أخرى، أظهرت الدراسة الجديدة أن تحاليل اللعاب PRS قادرة على كشف نسبة أعلى من السرطانات الخطيرة التي من المحتمل أن تنتشر.
زيادة الوعي بسرطان البروستات
يعمل الباحثون الآن على تطوير نسخة من الاختبار يمكنها تحديد المزيد من المتغيرات الوراثية المتعلقة بخطر سرطان البروستات في مجموعات سكانية أخرى، مثل ذوي الأصول الآسيوية أو الأفريقية. كما يستمرون في إجراء تجارب إضافية لمقارنة معدلات نجاح تحاليل اللعاب مع نتائج فحوصات الرنين المغناطيسي وتحليل PSA.
وقد صرّح كريستيان هيلن، الرئيس التنفيذي لمعهد أبحاث السرطان في لندن قائلًا: «إن الكشف المبكر عن السرطان يزيد من فرص الشفاء بشكل كبير. ومع توقع تضاعف حالات سرطان البروستات بحلول عام 2040، من الضروري وضع طريقة فعالة لكشف الحالات السريرية لسرطان البروستات في مرحلة مبكرة. إذ غالبًا ما تؤدي تحاليل الدم الحالية PSA إلى إجراء علاجات غير ضرورية. وأكثر ما يثير القلق هو فشلها في الكشف عن بعض أنواع السرطان. لذا توجد حاجة ملحة لاختبارات أكثر كفاءة. ويمثّل هذا البحث تقدمًا واعدًا نحو تحقيق هذا الهدف، ويؤكد على إمكانية إنقاذ الحياة التي توفرها هذه الفحوصات الجينية».
- ترجمة: صفاء سليمان
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1