متى سينقرض الإنسان العاقل؟

لا بد لنا جميعًا من مغادرة هذا العالم يومًا ما. فالموت هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحياة، وهذا ينطبق علينا كأفراد وكنوع بشري على حد سواء.

التنبؤ بالوقت الذي ستختفي فيه البشرية من الكون هو أمر مستحيل بالطبع. وعلى الأرجح، سنبقى هنا لفترة من الزمن. ولكن هناك بعض الأحداث القادمة التي قد تجعل بقاءنا محل تساؤل.

لنبدأ بالحد الأقصى المطلق للبقاء، يجب أن نلتفت إلى الموت الحراري للكون. وهي نقطة نظرية يصل فيها الكون إلى التوازن الديناميكي الحراري ويبلغ فيها الانتروبيا حدها الأقصى. بحكم التعريف، لن يحدث شيء، ولن ينجو أي كائن. وإذا حدث ذلك، فسيكون بعد تريليونات من السنوات. لذا نحن آمنون في الوقت الحالي.

أما بالنسبة للمخاوف الأكثر إلحاحًا، فشمسنا ستتضخم لتصبح عملاقًا أحمر وتلتهم الأرض في حوالي 5 مليارات سنة. إذا لم يغادر البشر الأرض نهائيًا بحلول ذلك الوقت، فإننا سنكون في خطر حقيقي. ولكن إذا كانت التطورات الحديثة في السفر عبر الفضاء تشير إلى شيء، فقد يكون لدينا فرصة جيدة للبقاء.

تلك هي بعض الحدود الفلكية لانقراض البشرية. ولكن لا يوجد ضمان أننا سنصل حتى إلى ذلك الوقت. فالأنواع تنقرض طوال الوقت. الإنسان العاقل، الذي يبلغ عمره حوالي 300,000 سنة، يُعتبر وافدًا جديدًا نسبيًا. التغيرات البيئية، الكوارث العالمية، الأوبئة وغيرها قد تقضي علينا. أو قد نتطور بعيدًا عن شكلنا الحالي لدرجة أننا نصبح نوعًا جديدًا. عندها، لن يكون هناك وجود للإنسان العاقل، لكن سلالتنا ستستمر.

ولكن إذا كان هناك شيء يميز البشر عن بقية الحياة على الأرض، فهو قدرتنا على الصمود. لقد تعلمنا العيش في جميع القارات السبع، في بيئات متنوعة بقدر تنوع كوكبنا. حتى لو تغير العالم بشكل جذري (كما يجعل التغير المناخي ذلك مرجحًا بشكل متزايد)، فإن البشرية ستستمر في المسير قدمًا.

توضيحات المصطلحات العلمية:

الموت الحراري للكون (Heat Death of the Universe): هي حالة نظرية يصل فيها الكون إلى التوازن الديناميكي الحراري وتبلغ الانتروبيا حدها الأقصى، مما يعني انعدام القدرة على القيام بأي عمل أو تفاعل.

التوازن الديناميكي الحراري (Thermodynamic Equilibrium): حالة توازن تستقر فيها درجات الحرارة داخل النظام بشكل متساوٍ، وتصبح فيها الطاقة الداخلية موزعة بشكل متساوٍ.

الانتروبيا (Entropy): مقياس لدرجة الفوضى أو العشوائية في النظام.

  • ترجمة: حسام عبدالله
  • المصادر: 1