الديدان الطفيلية تصيب ستة أشخاص بعد تناول لحم الدب في اجتماع للعائلة
أصابت الديدان الطفيليّة أسرةً تناولت وجبةً تضمّنت لحمَ دبٍّ غيرَ مطبوخٍ بشكلٍ جيد.
في حالات الأخماج (الإنتانات) الشديدة، تضع ديدان الشعرينات (المشعرات) كيساتها ضمن النسيج العضلي للشخص.
أُصيب ستةٌ من أفراد الأسرة بخمجٍ نادرٍ بالديدان الطفيلية بعد تناول وجبةٍ احتوَت على لحم الدبِّ الأسود، والتي قُدِّمت أصلًا بشكلٍ استثنائي بعد تخزينها مجمّدةً لأكثر من شهر.
أعلن شخصان من المجموعة عن تناول الخضار فقط في الوجبة، لذا من المرجّح أن يكون اللحم المُصاب قد أفسد هذه الخضراوات بطريقةٍ ما.
يُدعى خمج هذه الدودة بداء المشعرات أو الشعرينات. إنّه من النادر تسجيل هذا الداء في الولايات المتحدة، وذلك حسب تقريرٍ جديدٍ تم نشره من قبل مراكز السيطرة والوقاية من الأمراض. تم تسجيل 35 حالة مشتبه بها ومؤكدة من هذا الداء بين عامي 2016 و2022. وأكّد التقرير أنّ “لحم الدُّب كان السبب المشتبه به أو المؤكّد للعدوى في أكثر حالات تفشّي هذا الداء”.
يحدث داء الشعرينات (المشعرات) عندما يتناول الناس طعامًا يحوي يرقات الدودة الممسودة (الأسطوانية) من جنس المشعرات. تتطفل الدودة عمومًا على الدِّببة والخنازير البريّة والقطط البريّة والثعالب والذئاب والفقمة والفظ. يلتقط الناس العدوى في الغالب بعد تناول اللحوم النيئة أو غير المطهيّة بشكلٍ جيد من الحيوانات المُصابة.
عبر التاريخ، التقط الناس العدوى في الولايات المتحدة في بعض الأحيان من منتجات لحم الخنزير الاستهلاكية النيئة أو غير المطهيّة بشكلٍ جيد، لكنّ الأنظمة الحديثة وإرشادات الطهي قللت هذا الخطر.
وقعت الحالة المُبلّغ عنها حديثًا عام 2022، عندما تم نقل شابٍّ يبلغ من العمر 29 عامًا في مينيسوتا إلى المستشفى مُصابًا بالحمّى وبآلامٍ شديدةٍ في العضلات، وورمٍ حول العينين. كما وُجد لديه ارتفاعًا كبيرًا في عدد الحامضات (نوعٌ من الخلايا المناعية)، ويعتبر ذلك علامةً تشخيصيةً للخمج (الإنتان).
احتاج الشاب إلى رعايةٍ طبيةٍ لأعراض مرضه حوالي أربع مرات، ونُقل مرتان إلى المستشفى خلال نصفِ شهرٍ تقريبًا. وقد أخبر عن تناوله لحم الدب عندما نُقل إلى المستشفى مرةً ثانية، فقدّم له الفريقُ الطّبي دواءً للدّيدان الطّفيلية من باب الحذر. وأكّد الفريق الطبي فيما بعد أنّه كان يحمل أجسامًا مضادة (أضداد مناعية) ضد ديدان الشعرينات، وبدأوا باستطلاعٍ للكشف عن وجود المزيد من الحالات.
التقى شاب مينيسوتا بتسعةِ أشخاصٍ من الأسرة في ساوث داكوتا، قبل أسبوعٍ من مرضه. تشاركوا أثناءها وجبةً احتوت على الكابوبس المصنوع من لحم الدب الأسود (أورسوس أمريكانوس)، تم اصطياده أساسًا في كندا على يد أحد أفراد العائلة الموجودين. وقد خزّن اللحم مجمّدًا حوالي 45 يومًا قبل إذابته وطبخه وتقديمه مع الخضار.
يوضح تقرير مركز السيطرة على الأمراض أنّ “صائد الفريسة أوصى بتجميد اللحوم لقتل الطفيليات”. ولكن يمكن أن تبقى بعض أصناف ديدان الشعرينات على قيد الحياة حتى أثناء فترة تجميدها، (وهذا يتضمن الشعرينات الأصلية، التي ظهر أنّها من الأصناف المسبّبة لهذه الحالة غالبًا).
أكّد التقرير أنّ “اللحم قُدِّم أصلًا بشكل استثنائي عن طريق الخطأ، فقد قالوا أن السبب يعود للونه القاتم، وصعوبة تأكد أفراد العائلة من مستوى نضجه من خلال النظر فقط”. كما لاحظ بعضهم أن اللحم لم يكن ناضجًا جيدًا أثناء تناوله، فتمّ طهيه أكثر قليلًا قبل تقديمه مرةً أُخرى.
يعود أصل أفراد العائلة المصابون إلى أريزونا ومينيسوتا وساوث داكوتا، اتصل والتقى مسؤولو الصحة العامة المحلية بثمانية أشخاصٍ ممن تواجدوا على العشاء. قالوا أنّ الشخص التاسع سليم.
ظهرت أعراض تتوافق مع داء الشعرينات (المشعرات) على ستة أشخاص من أصل ثمانية. تم إثبات وجود أجسام مضادة ضد الطفيلي عند شخصين، واعتُبرت الحالات الأربعة الأُخرى “واردة”. يمكن أن يكون اختبار الأجسام المضادة مضلّلًا لهذا المرض، لأنّه غير شديد الحساسية في الفترات المبكّرة من مرض الشخص. تعافى الأشخاص الستّة المرضى، وتلّقى العلاج ثلاثةً منهم ضمن المستشفيات.
أُرسِلت عيناتٍ إضافية من لحم الدب المجمّد في ثلاجة أحد أفراد الأسرة إلى مركز السيطرة على الأمراض لتحليلها، فوجد العلماء يرقات الشعرينات تتحرك في اللحم – بالأخص، ديدان الشعرينات الأصلية. تم تجميد اللحوم التي خضعت للتحليل حتى 110 أيام في ثلاجةٍ منزلية.
وورد في التقرير أنّ “فرد الأسرة الذي اصطاد الدب وقدّم عيناتٍ من اللحم للاختبار نصح بالتخلُّص من أيِّ لحمٍ متبقي”.
يمكن أن يسبب داء المشعرات مجموعةً من الأعراض، تشمل الغثيان والإسهال والتعب وآلام البطن والصُّداع والقشعريرة. مع تطوّر العدوى، يمكن للديدان أن تُهاجر من الأمعاء إلى عضلات الهيكل العظمي (الإرادية المخططة) وعضلة القلب والجهاز العصبي، بما في ذلك الدماغ. يمكن أن تتسبب الأخماج الشديدة في إصابة الأشخاص بمشاكل قلبية، وصعوبة تنسيق الحركات والتنفس، قد تصل في بعض الأوقات إلى الموت.
بالحديث عن الأشخاص الذين يطبخون لحوم الفرائس البريّة، فإنّ تسخين اللحم إلى درجةِ حرارةٍ داخلية لا تقلُّ عن 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية)، سيقتل أيّة طفيلياتٍ من صنف الشعرينات (المشعرات). تنصح الجهات المعنية بالتحقّق من درجة الحرارة هذه باستخدام ميزان حرارة اللحوم، لأنّ “لون اللحم لا يعدُّ دليلًا كافيًا على جودة الطهي”.
- ترجمة: آية عبيد
- تدقيق علمي ولغوي: هنا نصري
- المصادر: 1