فيسبوك تنشئ حسابات وهمية باستخدام الذكاء الاصطناعي

وفي الوقت نفسه تغير قواعدها للسماح بمضايقة النساء الحقيقيات ذوات البشرة السمراء على المنصة.

هذا يعني أن الحسابات الوهمية تحظى بأهمية أكبر من الحسابات الحقيقية وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول الأخلاقيات واستخدام التكنولوجيا.

مع السياسات الجديدة التي وضعتها شركة ميتا التي تشجع على نشر الكراهية ضد النساء ذوات البشرة السمراء خصوصًا واللاتي يتعرضن للتحرش والعنف عبر مواقع الإنترنت، تأتي هذه الخطوة بالتزامن مع خطط الشركة لتطوير «شخصيات وهمية» تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقلد هؤلاء النساء.

نشرت الكاتبة كارين عطية في صحيفة واشنطن بوست مقالًا افتتاحيًا تناولت فيه جزءًا من محادثة أجرتها مع «ليز»، إحدى الشخصيات التي طورتها شركة ميتا وتعمل بالذكاء الاصطناعي، ووصفت أنها «أم سوداء ولديها طفلان ومثلية الجنس وتفتخر بهويتها».

خلال المحادثة، هاجم هذا الروبوت الشركة التي أنشأته، زاعمًا عدم وجود أي شخص أسود في الفريق الذي طوره، كما ادعى أنه قدم معلومات كاذبة لصحفي آخر حول خلفيته العرقية. إذ اعتبرت الكاتبة أن استخدام هذا الروبوت للهجة الأفريقية الأمريكية العامية بشكل قسري، بالإضافة إلى هذه الادعاءات، قد يمثل بداية جديدة لظاهرة «انتحال الهوية السوداء»، وهي ظاهرة يزيف فيها الأفراد والشركات هويتهم العرقية للترويج لأنفسهم أو لتحقيق مكاسب أخرى.

أثار تصريح كونور هايز، نائب رئيس ما يخص الذكاء الاصطناعي في ميتا، لصحيفة فايننشال تايمز في نهاية 2024 أن الشخصيات -المستخدمين الوهميين- ستبدأ قريبًا بالظهور على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركة. وأضاف هايز أن هذه الشخصيات ستتمكن من إنشاء ومشاركة محتوى مدعوم بالذكاء الاصطناعي على المنصة. ولكن بعد انتقادات واسعة على الإنترنت بعد أن دفعت منشورات الكاتبة كارين عطية على منصة بلوسكاي التي أظهرت محادثتها مع (ليز)، قررت ميتا إلغاء هذا الروبوت والكثير من الشخصيات التي كانت تمتلكها.

أثارت قرارات ميتا الأخيرة جدلًا واسعًا في وسائل الإعلام. فبعد الانتقادات التي وجهت للشركة بسبب تجربة (ليز)، حاولت ميتا تشتيت الانتباه عن هذه القضية من خلال الإعلان عن تعيين شخصية مثيرة للجدل في مجلس إدارتها. ومع ذلك، فإن هذا التغيير لم يقنع الكثيرين، إذ يرون فيه محاولة يائسة للتغطية على المشاكل الحقيقية.

بعد فترة وجيزة من الحدث السابق، أعلنت شركة ميتا عن تغييرات كبيرة في سياسة المحتوى. وبحسب هذه التغييرات، فمن المتوقع أن نشهد زيادة في خطابات العنصرية والكراهية على منصاتها مثل إنستغرام وفيسبوك كما حدث تمامًا في تويتر بعد تخفيف القيود على المحتوى.

يزداد الأمر سوءًا مع إزالة ميتا للقواعد التي تحظر وصف النساء على أنهن «ملكية»، إذ إن هذا التحديث الخطير التي أجرته ميتا قد فتح أبوابًا عديدة أمام العنصريين المتحرشين على «امتلاك» الرجال البيض للنساء ذوات البشرة السمراء. هذا بالضبط ما كان يحدث في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أقل من 160 عامًا.

ما لم تتراجع ميتا تمامًا عن خططها الكاملة حول إنشاء المزيد من المستخدمين المستندين على الذكاء الاصطناعي، فقد تنشئ حسابات أخرى تشبه (ليز) حتى تزيد المشاركة بينما تتعرض النساء ذوات البشرة السمراء على المنصات إلى العنصرية والتحرش الجنسي في الواقع دون أي سبيل للنجاة.

  • ترجمة: سهاد العمري.
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1