![](https://mscience.co/wp-content/uploads/2025/02/HeartGraphic.jpg)
تمتلك القلوب التالفة قوى خفية تساعدها على الشفاء ذاتيًا
توصلت دراسة جديدة إلى أن العلاج السليم يمكن أن يعزز إلى حد كبير قدرات الشفاء الذاتي للقلب البشري بعد فشله، الأمر الذي يعطي هذا العضو الحيوي قوى لتجديده تفوق تلك التي يتمتع بها القلب السليم.
ويعني ذلك، وفقًا لفريق الباحثين الدولي الذي أجرى الدراسة، أننا ربما قادرون على ابتكار علاجات يمكنها تحسين معدلات الشفاء في القلوب التالفة على الرغم أنه لم يتضح حتى الآن بالضبط لماذا يحدث معدل التعزيز هذا للإصلاح.
يُرجّح أولاف بيرجمان، عالم البيولوجيا الجزيئية بمعهد كارولينسكا بالسويد، السبب قائلًا: «إن النتيجة تكشف عن مفتاح خفي لبدء آلية إصلاح القلب لنفسه».
لقد رُصدت معدلات التعافي في اثنين وخمسين مريضًا ممن يعانون من فشل خفقان عضلة القلب، وقد عولج 28 منهم باستخدام جهاز مساعدة البطين الأيسر (LVAD)، وهو جهاز يُزرع جراحيًا لكي يساعد في ضخ الدم لجميع أجزاء الجسم.
ويُزرع هذا الجهاز بصورة طبيعية لمرضى فشل خفقان القلب المتقدم لمدى الحياة، أو لحين التمكن من زراعة قلب آخر لهم. وفي هذا الوقت، قد تتحسن قلوب بعض المرضى إلى حد كبير لدرجة أن إزالة جهاز (LVAD) يصبح خيارًا.
على الرغم من عدم وضوح آليات الشفاء المدعمة بجهاز مساعدة البطين الأيسر، كان من غير المعروف ما إذا كانت خلايا عضلة القلب تتولد أثناء هذه العملية أم لا.
ولتتبع تجديدها، نظر الفريق البحثي في مستويات الكربون المشع (14 C) بداخل الخلايا القلبية. فبسبب حظر إجراء الاختبارات النووية في 1963، تهبط مستويات الكربون 14 C هبوطًا مطردًا في الغلاف الجوي بمرور الوقت، إلا أن وجودها في الخلايا يعطي فكرة جيدة عن عمرها.
كما طُبِّقت النماذج الرياضية لحساب مستويات توليد هذه الخلايا. ففي القلوب التالفة، وُجد أن معدل توليدها يسجل انخفاضًا عن القلب الصحي العادي بمعدل يتراوح من 18 إلى 50 مرة.
لكن وجد الباحثون أنه عند زرع جهاز مساعدة البطين الأيسر، زادت قدرة الخلايا على التوليد بسرعة مذهلة بمعدل بلغ ست مرات أسرع منه في القلب الصحي العادي. وهذه ليست الفائدة الوحيدة، إنما أدى ذلك إلى تحسين وظائف القلب وبنيته أيضًا.
يبدو أن القلوب المدعمة بجهاز مساعدة البطين الأيسر أظهرت قدرات إصلاح فائقة مشجعة، لكن يجب إجراء المزيد من الأبحاث لفهم ما يحدث قبل إعطاء أي عقاقير أو علاجات من الممكن اكتشافها.
أشار بيرجمان إلى أنه «في البيانات الحالية، لا يمكننا التوصل إلى تفسير لهذا التأثير، لكن ما زلنا الآن ندرس هذه العملية على المستويين الخلوي والجزيئي».
سوف يصبح دعم عملية الشفاء الذاتي للقلب علاجًا طبيعيًا ومباشرًا أكثر من أية خيارات أخرى يجري البحث عنها حاليًا، على سبيل المثال، عملية زرع خلايا من مكان ما في الجسم.
يعد حل كيفية إرجاع قلب تالف لسرعته المعتادة تحديًا صعبًا بالنسبة للعلماء، لكنهم ما زالوا يحرزون تقدمًا. فهُم، على سبيل المثال، يطوّرون باستمرار أساليب زراعة أنسجة القلب في المختبر.
لقد أوضحت الدراسات مؤخرًا عن كثب العمليات الحيوية المتضمنة عند محاولة القلب إصلاح نفسه، وكذلك الأساليب التي يمكن للخلايا القلبية أن تعمل بها لتصبح مثل الخلايا الجذعية في حال حدوث تلف يستدعي إصلاحًا. والآن، ثمة طريق واعد لدينا لاستكشافه.
واختتم بيرجمان قائلًا أن «ذلك يقدم الأمل في الشفاء الذي يمكن تعزيزه بعد أي حادثة تطرأ على القلب».
- ترجمة: زينب محمد الأصفر
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1