%1.5 فقط من جيناتنا بشرية!

أظهرت دراسة جديدة أن أقل من 10% من الجينوم الخاص بنا فريد من نوعه للإنسان الحديث، مع مشاركة الباقي مع أقارب البشر القدامى مثل إنسان النياندرتال.

وجد الباحثون أيضًا أن جزء الحمض النووي الذي ينفرد به الإنسان المعاصر مُخصب للجينات المرتبطة بنمو الدماغ ووظائفه. تشير هذه النتيجة إلى أن الجينات الخاصة بتطور الدماغ ووظيفته هي ما يميزنا وراثيًا عن أسلافنا.

ومع ذلك، من غير الواضح ما تعنيه هذه النتيجة فيما يتعلق بالاختلافات البيولوجية الفعلية بين البشر والنياندرتال، كما قال كبير مؤلفي الدراسة ريتشارد جرين، الأستاذ المشارك في الهندسة الجزيئية الحيوية في جامعة كاليفورنيا.

وضح جرين: «هذا سؤال ضخم يجب على العمل المستقبلي حله». «على الأقل نحن نعرف الآن أين ننظر». بالنسبة للدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الجمعة 16 تموز/يوليو في مجلة Science Advances، كان الباحثون يهدفون إلى تحليل الجينات الفريدة للبشر المعاصرين بدلًا من الجينات الموروثة من الأسلاف القدامى، لكن هذه العملية صعبة لأن البشر لديهم متغيرات جينية يتشاركونها مع إنسان النياندرتال، ليس فقط لأن المجموعتين تزاوجتا، ولكن أيضًا لأن البشر والنياندرتال ورثوا بعض المتغيرات الجينية نفسها من سلف مشترك، لذلك طور الباحثون خوارزمية تُعرف باسم: «مقدر الرسم البياني لإعادة التركيب السريع للأسلاف»، والتي مكنتهم من معرفة الفرق بشكل أكثر كفاءة بين أجزاء الجينوم التي ورثها الإنسان الحديث بسبب التزاوج مع إنسان النياندرتال والأجزاء التي شاركها البشر مع إنسان النياندرتال قبل الانقسام التطوري بين إنسان النياندرتال والبشر، منذ ما يقرب من 500 ألف سنة.

استخدم الباحثون الخوارزمية لتحليل 279 جينومًا بشريًا حديثًا، واثنين من جينومات إنسان النياندرتال وجينوم واحد من دينيسوفان، ومجموعة أخرى من أسلافنا القدامى.

وجد الباحثون أن 1.5% إلى 7% فقط من الجينوم البشري فريد من نوعه للإنسان المعاصر، وخالي من علامات التهجين أو المتغيرات السلفية.

وصف جرين الـ 7% على أنها جزء من الجينوم البشري إذ يرتبط البشر ببعضهم البعض ارتباطًا وثيقًا أكثر من النياندرتال أو إنسان دينيسوفان، والقيمة 1.5% هي الجزء الذي يتضمن المتغيرات الجينية التي يمتلكها جميع البشر ولكن لا يمتلكها إنسان النياندرتال أو دينيسوفان.

قال جرين أنه وزملاؤه فوجئوا بالنتائج التي توصلوا إليها، وبيّن: «يبدو أن الكثير من الجينوم ليس بشريًا بشكل فريد». لقد فوجئوا أيضًا بأن معظم الجينات ضمن هذا الجزء من 1.5% إلى 7% كانت جينات نعرفها وهي ترمز إلى أن حدًا كبيرًا من البروتينات المعروفة تشارك في نمو الدماغ ووظيفته – بدلًا من المواد الجينية التي ليست كذلك ومن المعروف أن لها وظيفة محددة.

ووجد الباحثون أيضًا أن الطفرات الخاصة بالإنسان نشأت من خلال دفعتين متميزتين من التغيرات الجينية التكيفية التي حدثت منذ حوالي (600 – 200) ألف عام. كما ذكر المؤلفون أن سبب حدوث التغييرات الجينية في تلك الأوقات بالضبط أو ما الذي قد يحدث في البيئة لإحداث هذه التغييرات غير معروف.

قد يساعد التركيز على هذه الطفرات، وفهم ما تفعله بالضبط في الدماغ، الباحثين على فهم كيف يختلف البشر والنياندرتال من الناحية البيولوجية، على سبيل المثال، قد يكون الباحثون قادرين على أخذ الخلايا في عينة المختبر وتعديل الجينات الخاصة بالبشر جينيًا لعكسها إلى نسخة الإنسان البدائي، كما قال جرين. وأضاف جرين أن الأمر لن يكون مماثلًا لوجود إنسان نياندرتال فعليًا للدراسة، ولكن يمكن أن يمنحك فكرة جزيئية عما فعله هذا التغيير في تاريخ البشرية.

  • ترجمة: سهيلة المصري
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1