مكَّنت رقاقة دماغية رجلًا محبوسًا في جسده من التواصل باستخدام أفكاره فقط!
يقول الباحثون أنَّها أول مرة يستطيع فيها شخصٌ لا يملك أية حركة عضلية إرادية متبقية التواصل.
استطاع شخصٌ مشلول كليًا غير قادر على التحدث أو تحريك عينيه التواصل باستخدام ابتكار للوصل بين الدماغ والحاسوب (BCI).
وُضع الجهاز لمريض ذكر عمره 34 سنة بعد أن أصبح محبوسًا في جسده بسبب التصلب الجانبي الضموري (ALS) – وهو مرض تنكسٍ عصبي تصاعدي يسبب فقدان المرضى القدرة على الحركة والكلام.
تعتمد أجهزة التواصل للذين يعانون من الALS حاليًا على حركات العين أو العضلات الوجهية كالجهاز المعروف الذي نراه عند ستيفن هوكينغ، لكن هذه التقنية الجديدة أظهرت إمكانية التواصل اللفظي لدى المرضى الذين فقدوا كامل السيطرة على العضلات الإرادية.
زرع الباحثون في مركز ويس للهندسية الحيوية والعصبية في جنيف، سويسرا، وصلات المسريين الدقيقين الداخل قشريين جراحيًا في القشرة الحركية للمريض لقراءة إشارات الدماغ المستخدمة عادةً للتواصل.
تعلَّم المريض على مدى سنتين كيفية توليد نشاط دماغي يستطيع نموذج تعلم الآلة-machine learning model فهمه في الزمن الفعلي-real time، الأمر الذي مكَّنه من الإجابة ب «نعم» أو «لا» بواسطة التفكير فقط.
هذا واستطاع المريض إنشاء جمل كاملة عند استخدام برامج تهجئة تقرأ الحروف الأبجدية بصوتٍ عالٍ.
«تم إظهار عملية تواصل ناجحة مسبقًا باستخدام ال BCIs لدى الأشخاص المصابين بالشلل، لكن بحسب معرفتنا، فإنَّ دراستنا هي الأولى من نوعها التي تنجح بالتواصل لدى شخص لا يملك أيَّة حركة عضلية إرادية متبقية ولذلك فإنَّ الBCI هو طريقته الوحيدة للتواصل»، قال الدكتور جوناس زيمرمان-Jonas Zimmermann، وهو عالم أعصاب هام في مركز ويس.
«تجيب الدراسة عن سؤال راودنا لمدة طويلة حول إذا ما كان الأشخاص المصابين بمتلازمة المنحبس الكلية – الذين فقدوا كل السيطرة على العضلات الإرادية، بما فيها حركة العينين أو الفم – يفقدون أيضًا قدرة الدماغ على توليد أوامر للتواصل».
هذا وأمكن إجراء أغلب التجارب بهذه التقنية في منزل المريض، حيث يعيش مع عائلته.
«إنَّها خطوةٌ مهمةٌ بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون مع الALS ويُعتنى بهم خارج بيئة المستشفى»، قال جورج كوفاس، وهو مسؤول التقنية الرئيس في مركز ويس.
«تشكِّل هذه التقنية، بإفادتها لمريضٍ ولعائلته في بيئتهم، مثالًا عظيمًا حول كيفية ترجمة التطورات التقنية في حقل الBCI لإحداثِ تأثيرٍ مباشرٍ».
يلزم إجراء أبحاث إضافية حول طول عمر، أمان، وفعالية الBCI قبل أن نستطيع استخدامه على نحوٍ أوسع، ولكن بالرغم من ذلك فإنَّ الباحثين يأملون أن نستطيع تطويره لمساعدة الآخرين ذوي القدرة المحدودة على التواصل والحركة.
نشرت الدراسة (اليوم) في صحيفة Nature Communications .
- ترجمة: شادي الصعوب
- تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
- المصادر: 1