بكتيريا البول يمكن أن تساعد في تشخيص سرطان البروستات

درس العلماء العلاقة بين وجود البكتيريا في البول وسرطان البروستات

وتوصلوا لارتباط 5 أنواع من البكتيريا بسرطان البروستات سريع التطور حتى العدواني.

لكي نستطيع تطبيق هذه النتائج سريريًا يجب القيام بأبحاث إضافية وعلى شريحة أوسع.

إن سرطان البروستات هو ثاني أكبر السرطانات شيوعًا لدى الرجال في الولايات المتحدة الأمريكية بعد سرطان الجلد.

حوالي 1 من أصل 8 رجال يتم تشخيصهم بسرطان البروستات خلال حياتهم.

بيّنت الأبحاث ظهور مادة مفرزة من البروستات في البول.

بالتالي الواسمات الحيوية في البول هي ساحة ملائمة للاهتمام المتزايد بالتعرف على سرطان البروستات العدواني.

رغم وجود العديد من ملامح التعبيرات الجينية لواسامات حيوية لسرطان البروستات في البول، إلا أنه ليس لأي منها استخدام سريري واسع.

إن إجراء دراسة إضافية للواسمات الحيوية البولية قد يساعد الأطباء الممارسين على التنبؤ بالمجموعات عالية الخطورة لسرطان البروستات وتوقّع سير المرض.

مؤخرًا، اختبر العلماء العلاقة ما بين وجود جراثيم في البول والبروستات وسرطاناته.

«تمكّنّا من تحديد مجموعة من 5 أنواع جرثومية مرتبطة بسرطان البروستات عالي الدرجة والسرطان السريع التطور حتّى العدواني»، بحسب قول د. راشيل هرست كبير الباحثين القدماء في جامعة شرق أنجليا وأحد المشاركين في إجراء الدراسة.

تتضمن المجموعة الفينولاريا، البيبتونيفلس، المكورات اللاهوائية، بورفيروموناس والمغزليات.

نشرت هذه الدراسة في مجلة علم أورام الطرق البولية الأوروبية.

التحليل

خلال هذه الدراسة، استخدم الباحثون عينات بول جُمعت من 318 شخصًا في المملكة المتحدة، والّذين تم تقييمهم لاشتباههم بسرطان البروستات أو لوجود دم في بولهم.

ثم تابعوا صحة هؤلاء المرضى لمدة 6 سنوات بعد أخذ هذه العينات.

حلل العلماء عينات البول باحثين عن جراثيم مختلفة باستخدام طرق عديدة، تتضمن الفحص المجهري للبول، اختبار الحمض النووي DNAالتسلسلي، اختبار الحمض النووي RNA التسلسلي.

فحص العلماء أيضا خزعات البروستات من 204 شخصًا كانت قد جُمعت ما بين عامي 2004 و2014.

تابع العلماء هؤلاء المرضى لمدة 3.5 عام كمتوسط لكشف علامات سرطان البروستات العدواني، وتتضمن نقائل بروستاتية(خلايا سرطانية مهاجرة)، مستضد البروستات النوعي PSA والنكس ما بعد العلاج.

توصّل العلماء بعد تحليل النتائج إلى وجود علاقة بين وجود جراثيم معينة في رواسب البول وخطر الإصابة بسرطان البروستات.

حددوا أربعة جراثيم جديدة تواجدت بكثرة في بول المصابين بنقائل سرطان البروستات.

لاحظوا أن 5 أنواع من البكتيريا في البول وفي نسيج الورم -متضمنة ثلاثة من البكتيريا الجديدة- تترافق مع خطورة عالية لسرطان البروستات العدواني.

الآليات المتحملة

د. جينفير لينهان، وهي طبيبة بوليّة وأستاذة مساعدة في علم الطرق البولية وأورامها في مركز سانت جون في سانتا مونيكا، وغير مشاركة في إجراء الدراسة، جاوبتنا عند سؤالنا لها عن كيف لوجود جراثيم معينة أن يؤشر لسرطان البروستات:

«هناك نظريتان. إحداهما تقول بأن البكتيريا تحدث التهابًا يعرّض الخلايا للجذور الحرة مما يغير أو يحدث الطفرات في الـ DNA على المدى البعيد.

والنظرية الأخرى تقول بأن بعض البكتيريا قد تطلق سمومها الخاصة والتي قد تسبب مع التعرض المتكرر لها طفراتٍ ونموًا خلويًا غيرَ مسيطر».

د. ويليام ب. باركر، أستاذ مساعد في قسم البولية في جامعة المركز الطبي كانساس، وغير مشارك في الدراسة، أخبر فريقنا أن الآليات المتحملة واضحة.

على أية حال، اقترح احتمالين:

«إما أن البكتيريا تخلق لنفسها بيئة مصغّرة مناسبة للتكوّن السرطاني، أو أن، وبشكلٍ أكثر احتمالًا، وجود السرطان هو من يخلق بيئة مجهريّة مناسبة لهذه الكائنات».

د. هرست أضافت أن هذه الأسباب المبدئية يمكن أن تؤثّر على نمو الخلايا السرطانية في البروستات عبر تعديل إنتاج الأندروستينيديون، وهو أحد طلائع التستوستيرون.

قد نوّهت لاحقًا أن عددًا من الممرضات المشار إليها قد يؤثر أيضًا على مسارات خلوية أخرى مما قد يغيّر لاحقًا استقلاب ونمو الخلايا السرطانية في البروستات.

استنتج الباحثون أن بعض البكتيريا اللاهوائية تمتلك إنذارًا منبئًا بسير سرطان البروستات.

عندما سئل عن احتمال محدودية تعميم النتائج، أخبرنا د.س. آدم رامن، وهو طبيب في علم الطرق البولية وأورامها، ومدير لمركز أخصائيي سرطانات الطرق البولية في لوس أنجلوس:

«لا يعني وجود البكتيريا أنها تسبب سرطانًا أكثر عدوانيّة. يمكن أن يكون السببُ عاملًا آخر مخفف يسبب كلًّا من النمو البكتيري وتطوّر السرطان. إن وجود بكتيريا معينة في المجموعات سيئة الإنذار لايعني أن هذه المتعضيات تجعل السرطان أكثر عدوانية».

«على سبيل المثال، يميل المرضى مضعفو المناعة لامتلاك إنذار سيء لسرطان البروستات والنمو الجرثومي.

هذه الدراسة لا تتضمن مثل هذه العوامل ولا تثبت العلاقة السببية بين البكتيريا وتطوّر سرطان البروستات العدواني والضعيف الإنذار».

أضاف د. باركر أنه باعتبار أن العينة ذات حجم صغير ومأخوذة من موقع جغرافي محدد، فإن النتائج ربما لا تكون قابلة للتعميم.

وبحسب قوله «لو أن هذه النتائج قابلة للتكرار ولو أن وجود هذه الميكروبات الدقيقة ليس محدوداً في مكانٍ جغرافي معين (هذه البيانات مأخوذة من رجال في المملكة المتحدة ولذلك قد يختلف الحِمل الجرثومي لأسباب جغرافية)، لكان من الممكن اعتبار هذه النتائج واسمًا حيويًا تشخيصيًا جديدًا».

  • ترجمة: يارا خضور
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1