هل تعتقد أنه بإمكانك زيادة متوسط عمرك؟

هل لاتباع نمط حياة صحي تأثيرٌ على العمر؟

تمتد فكرة ضرورة الحفاظ على الصحة قديمًا عبر العصور. إذ يؤكد الكثيرون على ارتباط الصحة الجيدة مع السعادة ومع فرصة العيش باستمتاعٍ أكثر ولفترةٍ أطول. لنتعرف معًا في هذا المقال بالأرقام على أفضل النصائح الصحية.

نشرت دراسة هذا الشهر في دورية Age and Ageing من قبل المجموعة البحثية التابعة للجمعية التعاونية اليابانية (JACC) في جامعة أوساكا، تضمنت هذه الدراسة تقدير التأثيرات المتوقعة لتغيير نمط الحياة على متوسط العمر المتوقع وذلك بدءًا من الأعمار المتوسطة فأكبر.

وقد وجد الباحثون أنه يمكن لاتباع 5 عادات صحية أو أكثر أن يزيد من متوسط العمر المتوقع للفرد أكثر من 80 سنة، حتى لدى الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة.

يعتمد طول العمر عمومًا على عوامل اجتماعية كالوضع الاقتصادي الاجتماعي، وأخرى سياسية كتسهيلات الوصول إلى الخدمات الصحية، وعوامل متعلقة بنمط الحياة كالحمية والتمرينات.

استخدمت هذه الدراسة الحالية الدراسة الاستطلاعية المجراة من قبل جمعية JACC، والتي كانت عبارة عن مشروعٍ بحثي ضخم يحوي 49,021 فردًا مشاركًا خلال الفترة بين 1988 و1990، وذلك في 45 منطقة مختلفة في اليابان.

كان الهدف منها هو زيادة الوعي تجاه عوامل الخطر المتعلقة بالموت والسرطان وأمراض القلب والأوعية؛ لذلك فقد تضمنت عناصر عديدة كالحمية، والتمارين، واستهلاك الكحول، وتدخين التبغ، وفترات النوم، إضافةً لمؤشر كتلة الجسم BMI. وأُعطيت النقاط لكل سلوك صحي يتم اتباعه، ومنه تم تقدير تأثير تعديل نمط الحياة على العمر المتوقع.

استمرت هذه الدراسة حتى شهر كانون الأول/ديسمبر 2009، وعندها كان قد توفى 8,966 فردًا من المشاركين.

وقد قال المؤلف الأول لهذه الدراسة الدكتور ريوتو ساكانيوا: «لقد كانت النتائج واضحة جدًا، إذ ارتبط اتباع سلوكيات صحية بشكلٍ أكبر بزيادة العمر سواء عند الرجال أو النساء».

إن العوامل الأكثر تأثيرًا على العمر المديد هي تقليل استهلاك الكحول، وعدم التدخين، وفقدان الوزن، وزيادة فترات النوم. هذا ما زاد قرابة 6 سنوات على عمر شخص بصحةٍ جيدة ذو 40 عامًا.

إضافةً لذلك فقد ظهرت الفوائد أيضًا على المعمرين (الأكبر من 80 عام)، وأولئك الذين يعانون من واحدٍ أو أكثر من الأمراض المهمة، كالسرطان، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع الضغط، والسكري، وأمراض الكلية، وفي كل مراحل حياتهم من العمر المتوسط فأكبر.

وقد قال المؤلف البروفيسور هيروياسو إيسو: «تعد هذه المعلومات مهمة بشكل خاص، خاصةً بسبب ارتفاع معدل الامراض المزمنة عالميًا، واعتبارها سببًا للوفيات المبكرة عند كبار السن».

إن هذه الدراسة هي واحدة من أوائل الدراسات لمعرفة تأثير تحسين السلوكيات الصحية على الأفراد كبار السن في بلدٍ متوسط العمر فيه يقارب الـ85 عام.

تعد النتيجة المتعلقة بأن تحسين نمط الحياة ذو تأثير إيجابي على الصحة على الرغم من وجود أمراض مزمنة وأعمار متقدمة أمرًا هامًا، خاصةً مع زيادة شيوع الأمراض المزمنة والأعمار المديدة.

ستساهم أيضًا موجودات هذه الدراسة في تصميم مستقبل ضبط الخدمات الصحية، ونهج الصحة العامة، والسياسات التي تتشارك مع المرضى التشجيع على الاختيارات الصحية لنمط حياةٍ أفضل.

  • ترجمة: تمام حمزة
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1