يمكن أن تؤدي الدهون المفرطة في الجسم إلى ضمور الدماغ وزيادة مخاطر الخرف والسكتة الدماغية

في دراسة شملت 336,309 مشاركاً في البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وجد الباحثون أن زيادة دهون الجسم تؤدي بشكل تدريجي إلى زيادة ضمور المادة الرمادية وبالتالي ارتفاع خطر تدهور صحة الدماغ.

قال الدكتور أنور مولوجيتا، الباحث في المركز الأسترالي للصحة الدقيقة (Australian Centre for Precision Health) في جامعة جنوب أستراليا في أديلايد، ومعهد جنوب أستراليا للبحوث الصحية والطبية، وقسم علم الأدوية والصيدلة السريرية في جامعة أديس أبابا: «تضيف النتائج التي توصلنا إليها إلى المشاكل المتزايدة المرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة».

«السمنة هي حالة وراثية معقدة تتمثل بالدهون المفرطة في الجسم.»

«في حين أن عبء مرض السمنة قد ازداد على مدى العقود الخمسة الماضية، فإن الطبيعة المعقدة للمرض تشير إلى أن الأفراد الذين يعانون من السمنة ليسوا جميعاً غير صحيين من الناحية الاستقلابية، مما يجعل من تحديد الناس المعرضين لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة وغير المعرضين أمراً صعباً.»

»بكل تأكيد، ترفع زيادة الوزن بشكلٍ عام من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض السكري من النمط الثاني، والالتهاب منخفض الدرجة، لكن فهم درجة الخطورة مهم لتقديم الدعم المباشر للمرضى بشكل أفضل.»

قام الدكتور مولوجيتا وزملاؤه، وباستخدام تقنية تدعى “عشوائية مندليان” (Mendelian Randomization)، بتحليل المعلومات الجينية ل 336,309 مشاركاً في مشروع البنك الحيوي في المملكة المتحدة.

قام الباحثون بدراسة العلاقات السببية عند أفراد موزعين ضمن ثلاثة مجموعات تتضمن أنواعاً للسمنة مختلفة استقلابياً – غير المواتية، المحايدة والمواتية – لتحديد ما إن كانت مجموعة معينة معرضة للخطر أكثر من غيرها.

ترافقت السمنة غير المواتية استقلابياً والمحايدة استقلابياً مع حجمٍ أقل للمادة الرمادية.

وترافقت السمنة المواتية استقلابياً مع حجمٍ أكبر للمادة الرمادية بشكل مبدئي.

قال الدكتور مولوجيتا: «بشكل عام، تتمتع الأنواع الثلاثة الفرعية للسمنة بمؤشر كتلة جسم مرتفع (BMI)، مع ذلك، تختلف الأنواع فيما بينها من حيث توزيع دهون الجسم والدهون الحشوية، وبخطورة متباينة للأمراض القلبية الاستقلابية.»

«وجدنا بأن الناس الذين لديهم مستويات أعلى من السمنة وخصوصاً المصابين بالسمنة غير المواتية استقلابياً والمحايدة استقلابياً لديهم نسبٌ أقل من المادة الرمادية في الدماغ، مما يشير إلى إمكانية تعرض وظائف الدماغ لدى هؤلاء الناس للخطر مما يجعلهم بحاجة للمزيد من الاستقصاءات».

«ومع ذلك، لم نجد دليلاً قاطعاً يربط نوعاً معيناً من السمنة بالخرف أو بالسكتة الدماغية.»

«بدلاً من ذلك، تشير دراستنا إلى الدور المحتمل للالتهاب والشذوذات الاستقلابية وكيفية مساهمتهم في السمنة وتقليل حجم المادة الرمادية في الدماغ».

قالت الأستاذة إيلينا هيبونن، مديرة المركز الأسترالي للصحة الدقيقة(Australian Centre for Precision Health) في جامعة جنوب أستراليا والباحثة في معهد جنوب أستراليا للصحة والبحوث الطبية ومعهد شارع أورموند العظيم لصحة الطفل: «إن المحافظة على وزن صحي أمرٌ مهم للصحة العامة».

«يتزايد إدراك أن السمنة حالة معقدة، وأن للدهون المتزايدة وخصوصاً تلك الموجودة حول الأعضاء الداخلية آثاراً ضارة على الصحة».

«هنا، قمنا باستخدام معلومات الناس الاستقلابية والجينية للتأكيد على الأنواع المختلفة للسمنة».

«في الممارسة العملية، تدعم النتائج التي توصلنا إليها الحاجة للنظر في نوع السمنة عند تحديد نوع التأثير الصحي المحتمل».

«حتى عند الناس ذوي الوزن الطبيعي نسبياً، قد يكون الوزن الزائد حول منطقة البطن من دواعي القلق والاهتمام».

نُشرت هذه الدراسة في مجلة (Neurobiology of Aging)

  • ترجمة: فارس نمنوم
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1