دراسةٌ جديدةٌ تظهر أن عمر الصحراء الكبرى لا يقلّ عن 4.6 مليون سنة

إنّ الصحراء الكبرى هي أكبر صحراء دافئة في العالم، لكن يبقى عمرها مثيرًا للجدل؛ فتقدّر التوقعات إلى أنّه يمتدّ بين العصر الميوسيني (قبل 23-5.3 مليون سنة) والعصر الهولوسيني (منذ 11650 سنة حتى الآن). ويقدم بحثٌ جديدٌ يفحص الغبار الذي لفظته الصحراء إلى جزر الكناري أول دليلٍ على أنّ عمرها يتوافق مع ما وُجِد في ترسبات أعماق البحر أي ما لا يقل عن 4.6 مليون سنة.

ركز الدكتور دانيال موهس، الجيولوجي في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، وزملاؤه على طبقاتٍ سميكة من التراب الناعم ذو اللون البني المحمّر المتواجد في طبقات من الصخور البركانية وكثبان الرمال على جزر فويرتيفنتورا وغران في الكناري.

تقع الجزر قبالة الساحل الغربي لشمال أفريقيا، إذ تصب موسميًا غبار الرياح من الصحراء الكبرى وعبر المحيط الأطلسي.

كان هدف الفريق العثور على أيّ طبقة من الغبار الأفريقي القديم في التراب القديم، وتحديده وكذلك تحديد تاريخه.

ووجد المؤلفون، في أحد المواقع الساحلية المدروسة، طبقاتٍ من الكثبان الرملية الناتجة عن أصدافٍ محليّة للحيوانات البحرية. وبموقعٍ آخر، كان هناك طبقات من الحمم البركانيّة التي كوّنت الجزر.

وقد احتوى الأرشيفيْن الجغرافييْن لكلا الموقعيْن على ترابٍ قديمٍ مكوّنٍ من حبيبات معادن دقيقةٍ غنيةٍ بالكوارتز والميكا وهي معادن لا تعكس الجيولوجيا المحلية للجزر. بينما تعكس المعادن الموجودة في البر الرئيسي الأفريقي القريب.

وسمحت تدفّقات الحمم البركانية التي تُحاصر طبقات الكوارتز والميكا الدقيقة الحبيبات والتي حملتها الرياح، تثبيت العمر التقريبي لغبار الصحراء الكبرى. هذا لأنّ الصخور البركانية تحوي معادن مع ما هو أساسًا ساعات نظائرية تدق عندما تبرد المعادن في الحمم البركانية وتتصلب.

ولأنّ طبقات الحمم البركانية والتراب القديم وغيره من التراب المحلي تتكدّس بترتيبٍ زمنيّ من الأصغر في الأعلى، تؤمّن تدفقات الحمم البركانية بعض الحدود عندما كانت الصحراء الكبرى جافّةً كفاية لتطلق عواصف غباريّة هائلة خارج المحيط الأطلسي.

أخيرًا، أعدّ الجيولوجيون تقريرًا عن ثمانية أنواع من التربة القديمة التي سجلّت تراكم الغبار الأفريقي في جزر الكناري منذ قرابة 4.8 و2.8 مليون سنة، و3 إلى 2.9 مليون سنة ومنذ 400 ألف سنة.

ويتفق أقدم أنواع التربة مع لب أعماق البحار الذي وضع أقدم غبار للصحراء الكبرى في المحيط الأطلسي منذ 4.6 مليون سنة تقريبًا (العصر البليوسيني).

وبحسب ما قال العلماء: «إن هذا لا يعني أن عمر الصحراء 4.6 مليون سنة. بل هو قديم بقدر ما استطعنا تحديده بناءً على التربة القديمة والحمم البركانية التي وجدناها.

ويمكننا العودة بالزمن إلى الوراء إذا كان باستطاعتنا إيجاد التراب القديم».

عرض الدكتور موهس والمؤلفون المساعدون نتائجهم في 23 أيلول/سبتمبر 2019 في الاجتماع السنوي للجمعية الجيولوجية الأمريكية في فينيكس في أريزونا.

  • ترجمة: فاطمة قنبر
  • تدقيق علمي ولغوي: بهاء كاظم
  • المصادر: 1