ما هي أعراض جدري القرود؟ وما هو العلاج واللقاحات؟

جدري القرود هو مرض فيروسي يسببه فيروس جدري القرود، وهو عاملٌ ممرض وثيق الصلة بفيروس الجدري الفيريولي (Variola Virus) الذي يسبب الجدري. أعراض الإصابة بالجدري مماثلة لأعراض جدري القرد لكن الأخيرة تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالًا مقارنة بالجدري.

ما هو فيروس جدري القرود؟

ينتمي فيروس جدري القرود إلى فصيلة فيروسات الجدري العظمية (Orthopoxvirus) ضمن عائلة فيروسات الجدري (Poxviridae). تتضمن هذه الفصيلة الفيروسات التي تسبب الجدري وجدري البقر وجدري الإبل وفقًا لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها (CDC).

توجد مجموعتان مختلفتان -أي مجموعات مرتبطة وراثيًا- من فيروسات جدري القرود حسب منظمة الصحة العالمية (WHO): مجموعة غرب إفريقيا ومجموعة حوض الكونغو (يُطلق عليها أيضًا مجموعة وسط إفريقيا). تشير الدلائل إلى أن مجموعة حوض الكونغو أكثر احتمالًا للتسبب بتطور المرض إلى حالة خطيرة وقاتلة، وقد تكون أيضًا أكثر قابلية للانتقال من مجموعة غرب إفريقيا.

اكتُشف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 عندما أصيبت قرود المختبر في معهد Statens Serum Institute في كوبنهاغن، الدنمارك بمرضٍ يشبه الجدري، وذلك وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وُثِّقت أول حالةٍ بشرية معروفة في عام 1970 لطفلٍ يبلغ من العمر 9 أشهر يعيش في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

على الرغم من اسم الفيروس لكن من المرجح ألا تكون القرود وغيرها من الرئيسيات غير البشرية المضيف الرئيسي للعامل الممرض، ولا يزال هذا الأمر بحاجةٍ إلى تأكيد. يُعتقد أن القوارض في الواقع هي المستودع الطبيعي لفيروس جدري القرود في البرية. على الرغم من أن الرئيسيات -بما فيها البشر- معرضة للإصابة بالفيروس إلا أنها مضيفات عرضية مما يعني أنها قد تصاب بالعدوى ولكنها ليست مستودعًا ثابتًا للفيروس.

وُثقت عدوى جدري القرود في السناجب الحبلية وسناجب الأشجار والفئران الغامبية والزغبات من بين القوارض الأفريقية. اكتشف العلماء أن الكلاب البرية معرضة أيضًا للإصابة بجدري القرود وذلك بعد أن أصيبت كلاب برية في الولايات المتحدة بالفيروس في عام 2003. تم إيواءُ هذه الكلاب البرية بالقرب من ثدييات صغيرة مستوردة من غانا تشمل العديد من أنواع القوارض، والتي تبين لاحقًا أنها مصابة بجدري القرود. بيعت الكلاب البرية بعدها كحيوانات أليفة وانتهى بها الأمر بنشر فيروس جدري القرود لعشرات الأشخاص في ست ولايات.

أين ينتشر جدري القرود؟

ينتشر جدري القرود بانتظام في العديد من بلدان وسط وغرب إفريقيا مما يعني أن المرض مستوطن في تلك المناطق. تتضمن هذه المناطق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وجمهورية الكونغو، ونيجيريا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، والكاميرون، وساحل العاج، والغابون، وليبيريا، وسيراليون، والسودان.

كان تفشي مرض جدري القرود في الولايات المتحدة في عام 2003 هي المرة الأولى التي أُبلغ عن إصابات بشرية بالمرض خارج إفريقيا، وهو ما تذكره بيانات مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها (CDC). أُبلغ عن حالات إصابة بجدري القرود في البلدان غير الموبوءة بين عامي 2003 و2022 -بما في ذلك المملكة المتحدة وفلسطين وسنغافورة– على نحوٍ متفرق، ولكن معظم هذه الحالات كانت مرتبطة بالسفر إلى بلد موبوء أوالتعرض لحيوانات مستوردة من بلد موبوء.

ثم بدأ جدري القرود ينتشر في البلدان غير الموبوءة بمستويات غير مسبوقة في عام 2022. اكتُشفت الحالات الأولى في لندن في أيار، وبحلول منتصف تموز، أُبلغ عن أكثر من 16000 إصابة في 75 دولة وإقليم؛ دفع معدل الانتشار منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ متعلقة بالصحة العامة تُعبر عن قلق دولي.

ما هي أعراض جدري القرود؟

تبلغ فترة حضانة جدري القرود -أو الوقت الذي يستغرقه ظهور الأعراض بعد التعرض- ما يقرب من أسبوع إلى أسبوعين. تبدأ الإصابة بجدري القرود عادةً بأعراضٍ تشبه أعراض الأنفلونزا، كما يلي:

  • حُمى
  • صداع
  • آلام في العضلات
  • تعب
  • تورم العقد اللمفاوية؛ والذي قد يظهر في أماكن متعددة مثل الرقبة والإبط.

يبدأ بعد ذلك الطفح الجدري المميز بالظهور، عادةً حول الوجه وفي التجويف الفموي، ولاحقًا على الأطراف بما في ذلك راحتي اليدين وباطن القدمين. يمكن تشبيه هذا النوع من الطفح الجلدي بذلك الذي يسببه فيروس الحلأ النطاقي والذي يسبب جدري الماء، ويمكن أن يبدو أيضًا مثل الطفح الذي يظهر بسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل الزهري والهربس.

يتطور طفح جدري القرود عبر عدة مراحل، يبدأ كبقع متغيرة اللون من الجلد ثم تتطور هذه البقع لتشكل تحاديب وبثور وحويصلات ضخمة مليئة بالقيح تتقشر في النهاية وتسقط. يمكن أن يتجمع الطفح الجلدي في الحالات الشديدة مشكلًا آفة واحدة ضخمة تتسبب في تلاشي كمياتٍ كبيرة من الجلد دفعة واحدة.

على أية حال اختلفت أعراض بعض المرضى عن النمط الطبيعي خلال تفشي المرض في عام 2022. أصيب بعض المرضى على سبيل المثال بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بعد ظهور الطفح الجلدي أو لم يعانوا من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا على الإطلاق حسبما أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في حزيران. تطور طفح جلدي عند بعض المرضى في البداية حول الأعضاء التناسلية والشرج، وتسببت هذه الآفات الجلدية في حدوث أعراض التهاب مؤلمة ونزف في المستقيم. ظهر لدى المرضى في بعض الأحيان طفح جلدي في مراحل مختلفة من التطور في نفس الموقع من الجسم، وذلك أمرٌ غير معتاد.

تظل أعراض جدري القرود في معظم الحالات خفيفة إلى حد ما وتختفي في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. مع ذلك تواجه بعض المجموعات -بما في ذلك الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 سنوات، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة أو لديهم إصابة سابقة بالإكزيما، والحوامل أو المرضعات- خطرًا أكبر لتطور أعراضٍ قاسية عند الإصابة بجدري القرود من عامة الناس.

يمكن أن تؤدي الإصابة بجدري القرود أحيانًا إلى مضاعفات خطيرة تشمل العدوى الثانوية؛ التهاب الحويصلات الهوائية في الرئتين (الالتهاب الرئوي القصبي)؛ استجابة مناعية شديدة لكامل الجسم (إنتان الدم)؛ التهاب الدماغ؛ وإصابة القرنية المترافقة بفقدان البصر، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية.

هل جدري القرود مرض مميت؟

ترتبط مجموعة حوض الكونغو بخطرٍ أعلى للإصابة بالنمط الخطير من جدري القرود والموت من مجموعة غرب إفريقيا. يتراوح معدل الوفيات حسب التقديرات في مجموعة حوض الكونغو بين 6٪ و 10٪، بينما يتراوح في مجموعة غرب إفريقيا بين 1٪ و 3.5٪، وفقًا لمدرسة الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA).

تفشى مرض جدري القرود من منطقة غرب إفريقيا في عام 2022. أُبلغ عن خمس حالات وفاة من بين أكثر من 16000 حالة إصابة في جميع أنحاء العالم منذ تاريخ 23 تموز عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي المرض في عام 2022 يعد حالة طوارئ متعلقة بالصحة العامة.

كيف ينتشر جدري القرود؟

يمكن أن ينتقل جدري القرود من الحيوانات إلى البشر عندما يتلمس البشر الدم أو سوائل الجسم أو الطفح الجلدي أو تقرحات الحيوانات المصابة. يمكن أن يصاب البشر أيضًا بالفيروس إذا تم خدشهم أو عضهم من قبل حيوان مصاب أو إذا تناولوا لحومًا غير مطهية جيداً أو استخدموا منتجات مصنوعة من حيواناتٍ مصابة.

يمكن أن ينتقل جدري القرود من شخص لآخر عندما يحدث تلامس مباشر مع الطفح الجلدي أو الجلبات أو سوائل جسم شخص مصاب بما في ذلك القيح والمخاط واللعاب، أو مع مواد ملوثة بسوائل الجسم مثل الملابس أو المفروشات. يشمل الاتصال المباشر التواصل وجهًا لوجه أو التلامس الجلدي أو التلامس الفموي أو تلامس الفم والجلد. لم يُعرف بعد ما إذا كان الفيروس يمكن أن ينتشر من خلال السائل المنوي أو السوائل المهبلية أو السوائل الأمنيوسية أو حليب الثدي أو الدم. عمومًا، يدخل الفيروس الجسم عادةً من خلال الجلد المجروح أو عبر الطريق التنفسي أو الأغشية المخاطية، والتي تشمل أنسجة العين والأنف والفم ، وفقًا لمدرسة الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا. يمكن للفيروس أن ينتقل عبر المشيمة إلى الجنين عند الحوامل، كما يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الوثيق مع الأطفال حديثي الولادة أثناء الولادة وبعدها.

يمكن للفيروس أيضًا أن ينتشر من خلال قطيرات الجهاز التنفسي -قطرات صغيرة من اللعاب والمخاط- التي يتم خروجها من الفم وتلامسها للأغشية المخاطية لشخص آخر، ولكن طريقة الانتقال هذه تتطلب عادةً التواصل المستمر وجهاً لوجه لفترة طويلة.

لقد أثر تفشي مرض جدري القرود في عام 2022 بشكلٍ كبير على الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين، مما أثار تساؤلات ومعلومات مضللة حول ما إذا كان المرض ينتشر من خلال الاتصال الجنسي على وجه التحديد.

«بينما يعد الاتصال الجسدي الوثيق عامل خطر معروف للعدوى فمن غير الواضح في الوقت الحالي فيما إذا كان جدري القرود ينتقل على وجه التحديد من خلال طرق الانتقال الجنسية. هناك حاجة لدراساتٍ أكثر لفهم عامل الخطر هذا بشكل أفضل». هذا ما بينته منظمة الصحة العالمية مرة أخرى بأننا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة فيما إذا كان الفيروس ينتشر من خلال السائل المنوي أو السائل المهبلي.

يعد جدري القرود أقل عدوى بكثير من الجدري. يقدر R-naught (R0) أو عدد التكاثر للجدري بين 5 و 7؛ ذلك يعني أن شخصًا واحدًا مصابًا قد يعدي خمسة إلى سبعة أشخاص في المتوسط وفق ما كتبه جوزيف أيزنبرغ، الأستاذ ورئيس قسم علم الأوبئة في جامعة ميشيغان، لصحيفة The Conversation. تشير الأبحاث الأولية إلى أن فيروسات جدري القرود التي أدت إلى تفشي المرض عام 2022 لديها R0 يبلغ نحو 0.8 على الأقل بين عامة الناس، حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية في حزيران؛ على أية حال، قد يكون R0 أكبر من 1 في الشبكات الاجتماعية حيث يكون الفيروس أكثر انتشارًا في الوقت الراهن.

كيفية الوقاية من الإصابة بجدري القرود

تقدم مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها النصائح التالية لمنع انتشار جدري القرود:

  • تجنب ملامسة الجلد للجلد والاتصال الجلدي الوثيق مع الأشخاص المصابين بطفح جلدي يشبه الطفح الخاص بجدري القرود.
  • لا تلمس الطفح الجلدي أو الجلبات لشخصٍ مصاب بجدري القرود.
  • لا تقبل أو تعانق أو تحتضن أو تمارس الجنس مع شخص مصاب بجدري القرود.
  • لا تشارك أواني الطعام أو الأكواب مع شخص مصاب بجدري القرود.
  • لا تلمس الفراش أو المناشف أو الملابس الخاصة بشخصٍ مصاب بجدري القرود.
  • اغسل يديك دائمًا بالماء والصابون أو استخدم معقم اليدين الكحولي.
  • تجنب الاتصال مع الحيوانات التي يمكن أن تنشر فيروس جدري القرود، مثل القوارض والرئيسيات في مناطق وسط وغرب إفريقيا. تجنب أيضًا الحيوانات المريضة أو النافقة، وكذلك الفراش أو المواد الأخرى التي لمستها.

ماذا ينبغي عليك فعله إذا تعرضت للفيروس؟ أو تطورت لديك أعراض الإصابة بالمرض

تنصح مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها الأشخاص الذين تعرضوا لحالة مصابة بجدري القرود بمراقبة أعراضهم لمدة 21 يومًا بعد التعرض. يجب عليهم مراقبة الحمى، والقشعريرة، وتضخم العقد اللمفاوية، والطفح الجلدي الذي يظهر حديثًا على وجه التحديد. إذا تطورت أيٌّ من هذه الأعراض، يجب على هؤلاء الأفراد عزل أنفسهم والاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بهم وقسم الصحة المحلي أو التابع للولاية للحصول على مزيدٍ من الإرشادات. قد يتم توجيه الأفراد للخضوع للاختبارات التشخيصية في هذه المرحلة، وينبغي على الأطباء تقييم خطر تطويرهم للنمط الشديد من المرض أو حاجتهم إلى العلاج في المستشفى.

يمكن أيضًا تزويد الأشخاص الذين تعرضوا مؤخرًا لجدري القرود بأحد اللقاحين – JYNNEOS أو ACAM2000- لتقليل شدة الأعراض أو لمنع تطور المرض لديهم وفقًا لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها. وحسب موقع الوكالة الإلكتروني «توصي مراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها بإعطاء اللقاح في غضون 4 أيام من تاريخ التعرض من أجل منع ظهور المرض. إذا أعطي اللقاح في خلال الفترة الممتدة بين 4 إلى 14 يومًا بعد تاريخ التعرض، فقد يقلل التطعيم من أعراض المرض لكنه قد لا يمنع المرض».

وفقًا لمراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها؛ قد يكون الأشخاص الذين لديهم اتصال مع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بجدري القرود مؤهلين للتلقيح قبل ظهور الأعراض. هذا جزءٌ من استراتيجية التطعيم الحلقي إذ يُطعيم من هم على تماسٍ لصيق مع المصابين لمنع استمرار انتقال المرض.

يتوجب على الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بجدري القرود ولا يحتاجون إلى دخول المستشفى عزل أنفسهم في المنزل، وعند الإمكان البقاء في غرفة أو منطقة منفصلة بعيدًا عن الأشخاص أو الحيوانات الأليفة التي يعيشون معها حتى تختفي الأعراض إذ من الممكن أن ينشر البشر الفيروس لحيوانات معينة. إذا كان ولابد من تواجد الأشخاص المصابين بالقرب من الآخرين يجب أن يرتدوا قناعًا لمنع انتشار الفيروس عبر القطيرات التنفسية، وفقًا لصحة ميشيغان Michigan .Health.

تقترح منظمة الصحة العالمية أيضًا:

  • استخدام حمام منفصل أو تنظيف الحمام بعد كل استخدام.
  • تنظيف الأسطح التي يتم لمسها بشكل متكرر بالماء والصابون ومطهر منزلي وتجنب الكنس أي التنظيف بالمكنسة الكهربائية (قد ينشر ذلك جزيئات الفيروس ويسبب إصابة الآخرين).
  • استخدام أواني ومناشف وفرش وإلكترونيات منفصلة.
  • غسل الملابس الخاصة بك (ارفع الفراش والملابس والمناشف بعناية دون رجها ثم ضع المواد في كيس بلاستيكي قبل حملها إلى الغسالة واغسلها بالماء الساخن).
  • فتح النوافذ للتهوية الجيدة.
  • تشجيع كل من في المنزل على غسل أيديهم بانتظام بالماء والصابون أو معقم اليدين الكحولي.

هل يوجد لقاح لجدري القرود؟

قد يكون بعض الأفراد مؤهلين للتطعيم ضد جدري القرود. يعد اللقاح المسمى ACAM2000، والمُصمم أصلاً للوقاية من الجدري، فعّال بنسبة 85٪ على الأقل في الوقاية من جدري القرود عند تناوله قبل التعرض. يُعتقد بالإضافة إلى ذلك أن لقاح JYNNEOS وهو لقاح معتمد لكل من الجدري وجدري القرود، له نفس القدر من الحماية ضد الفيروس، وذلك بناءً على الأبحاث السريرية والدراسات التي أجريت على الحيوانات، وفقًا لكلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة.

يُعد الأشخاص مُلقحين بالكامل بعد حوالي أسبوعين من الجرعة الثانية للقاح JYNNEOS وأربعة أسابيع بعد تلقي ACAM2000. يمكن إعطاء اللقاحات قبل التعرض للعدوى أو للوقاية من العدوى أو بعد التعرض لتقليل شدة الأعراض لدى الأشخاص أو لمنع انتشار العدوى.

JYNNEOSهو لقاح أحدث ومفضل عمومًا على ACAM2000والذي قد يسبب آثارًا جانبية شديدة لدى الحوامل والأشخاص ضعاف المناعة والذين يعانون من أمراض جلدية معينة بما فيها التهاب الجلد التأتبي والأكزيما.

علاجات جدري القرود

لا توجد أدوية معتمدة خصيصًا لعلاج جدري القرود، ويتعافى الكثير من الناس دون الحاجة إلى علاج محدد. على أية حال وفي الحالات الشديدة قد يتلقى المرضى أدوية مضادة للفيروسات مخصصة لعلاج أمراض أخرى؛ على سبيل المثال، قد يتلقون تيكوفيرمات Tecovirimat (الاسم التجاري TPOXX) المصمم لعلاج الجدري ويعمل أيضًا ضد فيروسات الجدري العظمية الأخرى.

يمكن أيضًا علاج الإصابة الشديدة بجدري القرود باستخدام الغلوبيولين المناعي الوريدي (Vaccina (VIGIV، والذي يحتوي على أضداد مأخوذة من دم الأشخاص الذين تم تحصينهم بلقاح الجدري.

ويمكن كما ذكر أعلاه أيضًا إعطاء الأشخاص الذين تعرضوا مؤخرًا لجدري القرود لقاح JYNNEOS أو ACAM2000 لتقليل شدة أعراض المرض أو لمنعه تمامًا.

تفشي جدري القرود 2022

أبلغ مسؤولوا الصحة في المملكة المتحدة عن العديد من حالات جدري القرود في لندن والمناطق المجاورة، واحدة منها فقط كانت مرتبطة بالسفر الدولي في أوائل أيار 2022،. ثم بدأ عدد الحالات في المملكة المتحدة بالارتفاع مع قيام المسؤولين في دول أوروبية أخرى بالإبلاغ عن الحالات الخاصة بدولهم، وتم تحديد الحالات الأولى المصابة في كندا والولايات المتحدة في منتصف أيار.

أبلغ المزيد والمزيد من البلدان عن حالاتها الخاصة، وفي 23 تموز أعلنت منظمة الصحة العالمية أن الفاشية العالمية هي حالة طوارئ تتعلق بالصحة العامة ومثيرة للقلق دوليًا. أُبلغ بحلول ذلك الوقت عن أكثر من 16000 حالة في 75 دولة وإقليم.

ظهرت أغلب الحالات بين الرجال المثليين والرجال مزدوجي الميول الجنسي وغيرهم من الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين في بداية تفشي المرض. هذا المنحى الوبائي لا يعني أن الرجال الذين يمارسون الجنس مع أبناء جنسهم هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى جدري القرود؛ يمكن لأي شخص بغض النظر عن التوجه أو السلوك الجنسي التقاط الفيروس ونشره. لا يعني هذا المنحى أيضًا أن الفيروس ينتشر حصريًا من خلال النشاط الجنسي. يزيد الجنس من خطر انتقال جدري القرود بسبب ملامسة الجلد للجلد والتلامس المطول وجهاً لوجه لكن الفيروس ينتشر أيضًا من خلال الاتصال الوثيق الغير جنسي.

تميل الأمراض المعدية إلى الانتشار عبر الشبكات الاجتماعية لأنها، في كثير من الحالات، تعتمد على التفاعل البشري للانتشار. كان الرجال حتى الآن الذين يمارسون الجنس مع رجال آخرين هم الأكثر تضررًا من تفشي المرض لكن الخبراء في منظمة الصحة العالمية يتوقعون أن يتغير هذا المنحى مع مرور الوقت وفقًا لـCNN.

  • ترجمة: مجدي عوكان
  • تدقيق علمي ولغوي: رؤى بستون
  • المصادر: 1