10 أشياء مذهلة تعلمناها عن أسلافنا البشر في عام 2022

على الرغم من تنوع البشر بشكل استثنائي، إلى أن لدينا جميعًا شيء مشترك “فنحن البشر العاقل Homo sapiens، نتشارك في سلفٍ مشترك”.

لكن قصة نشأتنا وانتشارنا في جميع أنحاء العالم وتصرفنا كل هذه المدة لا زالت تُكتَشف لنا من خلال إيجاد العلماء أدلة جديدة.

فيما يلي 10 أشياء رائعة تعلمناها عن البشر القدامى في عام 2022، وكيف غيرت من فهمنا لرحلة البشر على مر العصور:

1. التنمية الجديدة «خارج أفريقيا»

يشير اكتشاف فقرة عمرها 1.5 مليون عام من فلسطين إلى أن البشر الأوائل هاجروا من إفريقيا ليس دفعة واحدة بل في دفعات متعددة، لذا بقي نوع الإنسان الذي ينتمي إليه العظم غير معروف، وعلى الرغم من وجود نوع بشري واحد فقط اليوم، فقد كان هناك أنواع متعددة من الجنس البشري فيما مضى. ففي السابق، وجد الباحثون دليلاً على أن نوعًا بشريًا منقرضًا الآن قد غادر إفريقيا إلى أوراسيا منذ 1.8 مليون سنة على الأقل، وهناك دليلٌ على أن البشر المعاصرون غادروا إفريقيا منذ 270 ألف عام. الآن، يظهر اكتشاف هذه الفقرة (أقدم عظم بشري عُثر عليه في فلسطين) أن البشر غادروا القارة الأفريقية على الأرجح عدة مرات.

2. شجرة عائلة بحجم الكوكب

إن عمل شجرة عائلة واحدة أمر صعب بما فيه الكفاية؛ الآن، حاول الباحثون عمل شجرة عائلة للبشرية أجمع، ليروا نسبة ارتباط الجميع ببعضهم. في تحقيقاتهم، نظر العلماء في آلاف تسلسلات الجينوم من 215 مجموعة من جميع أنحاء العالم -بما في ذلك من البشر القدامى والحديثين-، بالإضافة إلى أقاربنا من البشر القدامى. بحثت خوارزمية حاسوبية في الاختلافات الجينية بين الجينومات، مما مكن الفريق من معرفة من ينحدر مِن مَن ومن يرتبط بمن. بعد تقريب المكان الذي عاش فيه هؤلاء الأسلاف، أنشأ الباحثون خريطة لشجرة العائلة العملاقة هذه، وكما قد يتوقع المرء، يعود كل شيء إلى أفريقيا.

3. القيام بخطوتين (قبل 7 مليون سنة)

وجد الباحثون أن المشي على قدمينا يعد إنجازًا رائعًا، وهو عملٌ نجح في تحقيقه أسلافنا منذ 7 ملايين عام. تم الاكتشاف عندما درس الباحثون عظم الفخذ وزوجًا من عظام الساعد من ساهيلانثروبوس تشادنيسيس “Sahelanthropus tchadensis” البالغ من العمر 7 ملايين عام، والذي قد يكون أقدم أشباه البشر المعروفين -أحد أقارب البشر الذين يعود تاريخهم إلى الفترة التي أعقبت انفصال أسلافنا عن تلك الخاصة بالقردة الحديثة-. يبدو أن تشادنسيس، الذي عُثر عليه في تشاد، يسير على قدمين ويتسلق الأشجار أيضًا.

4. أقدم قريب بشري معروف في أوروبا

وجد باحثون أن عظم فك يبلغ من العمر 1.4 مليون عام عُثر عليه في إسبانيا قد ينتمي إلى أقدم قريب بشري معروف في أوروبا. يحتوي عظم الفك العلوي على ميزات تعرض النمط التطوري لوجه الإنسان، مما يشير إلى أنه أقرب إلى الإنسان الحديث منه إلى الشبيهة بالقردة. من المحتمل أن يكون عظم الفك هذا ينتمي إلى أسلاف الإنسان، وموقعه في شجرة العائلة البشرية مثير للجدل ولكنه قد يكون ابن عم الإنسان الحديث والإنسان البدائي (Homo neanderthalensis). حتى هذا الاكتشاف، يرجع تاريخ أقدم قريب بشري معروف في أوروبا إلى 1.2 مليون سنة مضت.

5. إعادة تأريخ العظام تعيد كتابة التاريخ التطوري

وجد الباحثون أن تحليلًا جديدًا للعظام القديمة الشبيهة بعظام بالإنسان بيّن أنها قد تكون أقدم بأكثر من مليون سنة مما كان يُعتقد سابقًا. فالفترة الزمنية الجديدة المقترحة -من 3.4 مليون إلى 3.7 مليون سنة- من عظام أسترالوبيثكس من ستيركفونتين، جنوب إفريقيا، تحسن من احتمالات ظهور هذا النوع من البشر. (تشتهر ستيركفونتين ببقايا أسترالوبيثكس أفريكانوس، لكن من غير الواضح ما إذا كانت العظام المدروسة تنتمي إلى هذا النوع)، إذا كان هذا صحيحًا يمكن أن يعيد الاكتشاف فهمنا لكيفية نشأة البشر، حيث كانت المستحاثات تسبق المستحاثة «لوسي» الشهيرة البالغة 3.2 مليون عام من العمر من فصيلة أسترالوبيثكس أفارينسيس في شرق إفريقيا والذي كان جنسه منافسًا رئيسيًا لكونه سلفنا المباشر.

6. اكتشاف قريب بشري غامض عاش في جنوب شرق آسيا

لا يُعرف الكثير عن إنسان دينيسوفان، ولكن مع إنسان النياندرتال، فَهم أقرب الأقارب المنقرضون للإنسان الحديث. توجد حفريات قليلة قيّمة من هؤلاء البشر، الذين سميوا على اسم كهف دينيسوفا في جنوب سيبيريا حيث عُثر على بقاياهم الأولى المعروفة. وعلى مر السنين، عُثر على عظامهم أيضًا في الصين. أمّا الآن، يُظهر اكتشاف سن يبلغ من العمر 164000 عام من لاوس، أن الدينيسوفان عاشوا أيضًا في جنوب شرق آسيا على ارتفاعات منخفضة حيث كان الجو دافئًا ورطبًا.

7. إجراء عمليات بتر طبي منذ 31000 عام

وجد باحثون أن أقدم بترٍ طبي وُثّق يعود إلى عصور ما قبل التاريخ، ويعود تاريخه إلى مريضٍ في العصر الحجري فقد ساقه في بورنيو قبل 31 ألف عام، حيث قطع جراح ماهر ساق طفل ظهرت على جذعه علامات الشفاء. بقي هذا الطفل حيًا لما يقارب ست إلى تسع سنوات أخرى بعد الجراحة، وذلك وفقًا لتحليل مينا أسنانه.

سابقًا، يعود تاريخ أقدم بتر طبي مسجل إلى 7000 عام.

8. وجود جدار جليدي في الطريق

قد يكون حاجز جليدي ضخم يصل ارتفاعه إلى 300 طابق في العصر الجليدي قد سد طريق الأشخاص الذين غادروا أوراسيا ليصبحوا الأمريكيين الأوائل.

يشير وجود هذا العائق المتجمد إلى أن هؤلاء الأشخاص لم يعبروا جسر بيرينغ البري من آسيا إلى أمريكا سيرًا على الأقدام، بل أبحروا على متن قوارب على طول الساحل. توصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بعد تحليل 64 عينة جيولوجية من ستة مواقع عبر منطقة الجسر القديمة، ووجدوا أن الممر الخالي من الجليد لم يفتح تمامًا إلا منذ حوالي 13800 عام، وهو تاريخ محير نظرًا لأنَّ الأدلة الأخرى تشير إلى أن الأمريكيين الأوائل وصلوا قبل ذلك بوقتٍ طويل وأن ثقافة كلوفيس الموجودة في نيو مكسيكو كانت موجودةً بالفعل في ذلك الوقت.

9. أطفال العصر الجليدي يلهون في البرك الموحلة

لم يكن الأطفال من العصر الجليدي الأخير مختلفين عن غيرهم من أطفال اليوم في حبهم للجري والتراشق بالماء في البرك الموحلة. فقد وجد الباحثون حوالي 30 أثرًا لأقدام أطفال صغار فوق علامات مسار تركها حيوان كسلان عملاق، وهو أحد المخلوقات الكبيرة التي عاشت في الماضي في الأمريكتين. تشير هذه الآثار التي يبلغ عمرها 11000 عام، والتي عُثر عليها في ما يعرف الآن باسم نيو مكسيكو، إلى أن آثار حيوان الكسلان أصبحت موحلة، مما دل على أنها كانت مكانًا رئيسيًا للهو الأطفال.

10. كان الطريق السريع القديم نقطة مهمة في المملكة المتحدة.

منذ آلاف السنين، ترك البشر والحيوانات القدامى آثار أقدامهم على الخط الساحلي في إنجلترا، والذي يطلق عليه الباحثون “طريقًا سريعًا”. يبلغ عمر بعض المسارات حوالي 8500 عام، أي بعد بضعة آلاف من السنين من انتهاء العصر الجليدي الأخير.

وبالإضافة إلى البشر، وجد الباحثون آثار الثيران (أحد أنواع الثور المنقرضة)، الغزلان الحمراء، الخنازير البرية، الذئاب، الوشق، وطيور الكركي. فبناءً على تكوين بعض آثار الأقدام البشرية، يُحتمل أن هؤلاء القدامى كانوا يصطادون أنواع الحيوانات التي حُفظت بصماتها أيضًا.

  • ترجمة: عبير زبون
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1