مع وجود أكثر من 800 تعريفٍ للقيادة، إليك 5 تعاريفٍ عليك أن تكون على علمٍ بها، ولماذا عليك ذلك

مع وجود أكثر من 800 تعريفٍ للقيادة، إليك 5 تعاريفٍ عليك أن تكون على علمٍ بها، ولماذا عليك ذلك.

إذا بحثت عن كلمة “القيادة” في القاموس، فستجد تعاريفًا ل “القائد” و”القيادي” ولكنك لن تتمكن من العثور على وصفٍ حقيقي للفكرة بحد ذاتها. إنَّ الافتقار إلى تعريف القيادة في القاموس أمرٌ غريب، بالنظر إلى أنّ “وارن بينيس/Warren Bennis” يؤكّد وجود أكثر من 850 تعريفًا للمصطلح وذلك في كتابه “القادة” الذي نُشر في عام 1997.

حسنًا هذا كثيرٌ لتستوعبه، حتى لو كنت في منصبٍ قيادي بالفعل.

يبدو أنّه من الصّعب وضع تعريفٍ واحدٍ للقيادة، لقد وجدت أنّ معناها سياقي. تتطلب القيادة ممارساتٍ وصفاتٍ مختلفة في مواقف محددة، وهذا يؤدّي إلى مجموعةٍ واسعة من المصطلحات المستخدمة لتوصيف القيادة كمفهوم.

سيكون صعبًا اختيار بعض التعاريف المحددة من مجموعة تعاريف القيادة، لكن ليس من الصعب جدًّا ملاحظة بعض الموضوعات المشتركة بينها. أثناء سعيك لقيادة فريقك، إليك خمسة تعاريفٍ للقيادة يجب أن تكون على علمٍ بها ولماذا تعدّ مهمّة.

1- القيادة خدمة

من المهاتما غاندي إلى مارتن لوثر كينغ الابن، نتعرف على القادة الخدم عندما نراهم. أود أن أقول -كما يقول الآخرون- إنّ القادة الجيّدون هم خدمٌ لقيمهم وقناعاتهم والأطراف المعنيّة متضمنة أولئك الذين يقودونهم.

يجب أن تتمتع القيادة بالإيثار، وتشجع المساهمات على نطاقٍ عريض، وترحب بوجهات النظر المتنوعة، وتنمّي القادة من عامة الشعب وذلك لأن القيادةَ ليست دورًا يؤديه عددٌ قليل فقط، ولا ينبغي أن تكون كذلك. تخلق الشركة العظيمة ثقافةً يمكن من خلالها أن يكون للجميع دورٌ قيادي بطريقةٍ ما في بعض المشاريع وباستخدام مواهبَ ومهاراتٍ معينة.

في مكان العمل اليوم، يجب أن تُترَك القيادة السلطوية وتُرمى جانبًا، لأن الموظفون لا يثقون بها ولا يحترمونها وبالتأكيد لا يستجيبون لأيّ شيءٍ استبدادي على نحوٍ جيد.

بدلاً من ذلك، اعمل جاهدًا على توفير الموارد التي يحتاجها فريقك، وإزالة العقبات التي تعترض طريقهم. قم بخدمة فريقك جيدًّا، وسوف يخدمون الشركة بنفس الطريقة.

2- القيادة تعاطف

على الأرجح وبالنسبة لمعظم التاريخ الاقتصادي، كان التعاطف في أسفل قائمة خصائص القيادة في مجال الأعمال، هذا إن كان موجودًا في القائمة حتّى. لحسن الحظ، بدأ هذا يتغير في العقود الأخيرة وبمجرد أن وجدت الشركات نفسها أمام مفترقِ طرقِ (وباءٍ عالمي، واضطراباتٍ اجتماعية، وانقسامٍ سياسي، وتقلّباتٍ اقتصادية)، أصبحت أساليب القيادة السلطوية أقل قابليةٍ للتطبيق. في البيئة الجديدة، حُكم على القادة الذين لم يتعاطفوا مع موظفيهم بالفشل.

تشكل القيادة الرئيفة روابط قويةً، وتبني الثقة وتولد إحساسًا قويًّا بالولاء لدى الموظفين. يعود ذلك لكونك تتحقق من الأشخاص الذين تقودهم، وتتأكد من أنهم بخير وتساعدهم عندما لا يكونون كذلك. لقد وجدتُ أنّ هذا النوع من القيادة -سواءً كنتُ أقود أم أقاد- هو الهدوء في العاصفة.

بالطبع، لا يمكن أن يكون التعاطف وحده هو التعريف الكامل للقيادة. أنت بحاجةٍ إلى معرفة كيفية استخدامه لتحفيز الناس على التغلب على مخاوفهم ومشتتاتهم لتقديم أفضل أداءٍ لهم. يبقى التعاطف مع ذلك أداةً ضرورية بما يخص القيادة اليوم.

3- القيادة هي بصيرة

لا تُعتَبر الإدارة والقيادة الشيء نفسه. لا ينبغي أن يكون القادة مدراءً، وليس بالضرورة أن يكون المدراء قادةً جيدين. يمتلك القادة رؤيةً وبصيرة، والذي يعني امتلاكهم لصفة القيادة بطبيعة الحال.

إذا بحثت عن كلمة “بصيرة” في القاموس، فستجد كلماتٍ مثل “خيال” و”بعد نظر” و”حكمة”. يجب أن يمتلك القادة العظماء تلك السمات جميعها وأكثر. يجب أن تلهم القيادة الحكيمة الأمل الذي يزيل العقبات التي لا يمكن للموظفين معرفة كيفيّة تجاوزها حتى يتمكنوا أيضًا من معرفة إلى أين يمكنهم الوصول بعملهم.

إذا كان كل ما تفعله هو معالجة مهمةٍ تلو الأخرى كل يوم، فأنت تمارس الإدارة فقط. أعلم أنه قد يبدو أحيانًا هذا هو كل ما لديك من الوقت لفعله. لكن تذكر أنّه بدورك يجب عليك رؤية ما هو أبعد من مكانك، وتخيل أين يمكن لفريقك أن يصل، ومساعدة أولئك الذين تقودهم على رؤيته كذلك الأمر.

4- القيادة شَجاعة

القيادة الحقيقية ليست لضعاف القلوب. يجب أن يكون القادة العظماء جريئين ومستعدين لتحمّل المخاطر اللازمة للابتكار، ويتطلب ذلك الموهبة لتجاوز الحدود على طول الطريق.

لا تخطئ بالخلط بين الشجاعة والثقة التامّة. تقتضي الشجاعة قبول احتمال الفشل، وبالتعريف هنا: ‘أنت لا تعرف النتائج ولكنك على استعداد لاغتنام الفرصة لتحقيق نتائج أفضل من خلال الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك’.

إذا لم تقم بالابتكار، فلا يمكنك أن تتوقع ممن تقودهم أن يفعلوا ذلك. أظهر لهم أن عدم الكمال والإبداع والابتكار لأجل السعي وراء التميّز، هو سلوكٌ مقبولٌ تمامًا. يمكن أن تكون نتائج ذلك مذهلة.

5- القيادة فضول

اعلم أن المرء يحب الأشخاص الذين يعرفون كلّ شيء، خاصّةً أولئك الذين يمتلكون دورًا قياديًّا. بحكم طبيعتهم، ينغلق هؤلاء الأشخاص على أنفسهم بعيدًا عن الاحتمالات اللامحدودة ومحاولة اكتشاف أشياء جديدة. من ناحيةٍ أخرى، القيادة العظيمة مليئة بالفضول.

بعض السمات المميزة للفضول المرتبط بالقيادة هي طرح الأسئلة وتغيير الآراء بعد جمع المعلومات والانفتاح على تلقّي تلك المعلومات الجديدة في المقام الأول. في الحقيقة، لا ينتهي القادة الفضوليون أبدًا لأنهم يوظفون كل ما تعلموه في مشروعٍ وهدفٍ ورؤيةٍ، مما يؤدي إلى التغيير للأفضل.

كيف تعرف أنك قائدٌ فضولي؟ إذا كنت تطرح أسئلةً على الموظفين أكثر ممّا تخبرهم بما يجب عليهم فعله، فأنت على الأرجح أحدهم. حاول أن تكون أكثر فضولًا وأقلّ راحةً وراقب ما يحدث من حولك.

والآن، عرّفها بنفسك

بدلًا من قراءة مئات التعاريف للقيادة، ضع في اعتبارك السمات التي غالبًا ما تحدد القادة العظماء. استوعب ما تعنيه، ثم اطمح إلى تعريف قيادتك بكلماتك الخاصّة ووفق منظورك الخاصّ.

  • ترجمة: مجدي عوكان
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1