قد يكون لارتداء قناع العين أثناء النوم فوائد عقليّة ستفاجئك

إذا كنت تريد الاستيقاظ باستعدادٍ عقليٍّ أكبر ليومك، عليك ارتداء قناعٍ للعين، لأنّه وفقاً لدراسةٍ شملت 122 مشاركاً في تجربتين، يمكن أن يؤدّي حجبُ الضوء المحيط أثناء النوم إلى تحسين اليقظة والذاكرة في اليوم التالي.

ويقول مؤلّفو الدراسة الذين ينحدرون من مؤسساتٍ في المملكة المتحدة وإيطاليا والولايات المتحدة: “إنّ هذا دليلٌ آخر على العلاقة بين الضوء والنوم، حيثُ أنّ التّحكم بالضوء يمكن أن يساعد على إدارة النوم”.

كما وذكرَ الباحثون في ورقتهم البحثيّة: “يمكن للضوء المحيط أن يؤثّر على بنية النوم وتوقيته أيضًا. لقد اكتشفنا كيف يؤثّر ارتداء قناع العين أثناء النوم طوال الليل على الذاكرة واليقظة، وهي تغييراتٌ يمكن أن تساعد في المهام اليومية كالدراسة أو القيادة”.

▪️في التجربة الأولى، طُلب من 89 شخصاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين (18-35) عامًا ارتداء قناعٍ للعين أثناء النوم لمدّة أسبوع، ثمّ تجربة ارتداء قناعٍ للعين ذو ثقوب أو عدم استخدامه أصلاً (لتحديدِ أيّ آثارٍ ناتجة عن عدم الراحة عند ارتداء القناع) خلال الأسبوع الذي يليه.

أظهرت الفحوصات المخبريّة التي تم إجراؤها في اليومين الأخيرين من كلّ أسبوع أنّ أداء المشاركين كان أفضل خلال مهمّة جمع أزواج الكلمات والتي تقيس القدرة على تذكّر الأحداث والتجارب، وأفضل في اختبارٍ يقيس أوقات ردود الفعل، وذلك بعد تغطية أعينهم أثناء النوم.

▪️في التجربة الثانية، تم تجهيز 33 متطوعاً بالغاً تتراوح أعمارهم بين (18-35) عامًا، بأقنعةٍ للعين وأجهزةٍ لقياس شدّة الضوء عند الاستيقاظ وارتدوا عصابةً للرأس لقياس نشاط الدماغ أثناء نومهم.

للتأقلم مع ظروف التجربة، نام المشاركون بقناع عينٍ سليم ليلةً واحدة وقناع عينٍ ذو ثقوب في الليلة الثانية، تبع ذلك نومٌ لمدّة ليلتين في نفس الظروف، ولكن هذه المرة مع اختباراتٍ إضافيّة.

وقد أظهرت مهمّة ربط أزواج الكلمات مرّةً أخرى أنّ ارتداء قناعٍ للعين يساعد في تعلّم معلوماتٍ جديدة وتكوين ذكرياتٍ راسخة.

كما تشير البيانات المقدّمة من عصابة الرأس إلى وجود ارتباطٍ بين ارتداء القناع والفترة المتكررة من النوم العميق، وتكمن أهميّة هذا الارتباط بتقوية الذاكرة.

كتب الباحثون: “تنبئنا بالفائدة العائدة على الذاكرة من خلال الوقت المقضي في النوم العميق أثناء ارتداء القناع، وهذا يشير إلى أنّ ارتداء القناع أثناء النوم هو سلوكٌ فعّال، اقتصادي وغير جراحي يمكن أن يفيد الوظيفة الإدراكيّة ويُنتِج تأثيرات قابلة للقياس على الحياة اليومية”.

ووفقاً للاستبيانات التي ملأها المتطوعون في كلتا التجربتين، تبيّن أنّ ارتداء قناع العين لم يؤثّر على توقيت النّوم أو مدته، لذا من غير المحتمل أن تكون هذه العوامل قد أثّرت على نتائج الاختبارات.

كما أظهرت الدراسات المتتالية أهميّة النوم لرفاهيتنا وصحتنا بشكلٍ عام، فهو يبقينا أصحّاء، يؤثّر على المعالجة العاطفيّة في الدماغ، وله تأثيؤٌ على أنماط التواصل الاجتماعي لدينا.

وتبيّن هذه الدراسة أن قناع العين يمكن أن يعزز فوائد النوم، لأنّه ومع تزايد مهامنا اليوميّة التي تتطلّب اليقظة وأداءً أعلى للذاكرة، من المفيد التفكير في منحها تجربةً خلال روتينك الليلي.

وقد كتب الباحثون: “نظرًا إلى الوضع الحالي لتسهيلات الحياة ومراقبة النوم والمعززات المعرفية، فإن النتائج التي توصّلنا إليها تشير إلى أنّ قناع العين هو وسيلةٌ بسيطة واقتصادية وغير جراحية لتحظى بفوائد النّوم الليلي بشكلٍ أكبر”.

  • ترجمة: مريم قاسم القاسم
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1