ارتفاع استهلاك القهوة مرتبط ببطء التدهور المعرفي

تدعم دراسة حديثة طويلة الأمد بقيادة علماء جامعة إديث كوان (Edith Cowan University) الفرضية القائلة بأن تناول القهوة قد يكون عاملًا وقائيًا ضد مرض الزهايمر، مع زيادة استهلاك القهوة من المحتمل أن يقل التدهور المعرفي.

صرّحت الدكتورة سامانثا جاردينر (Samantha Gardener) المؤلفة الرئيسية من جامعة إديث كوان ومؤسسة أبحاث الزهايمر الأسترالية وزملاؤها من أستراليا والولايات المتحدة «يشرب نسبة كبيرة من البالغين القهوة يوميًا على مستوى العالم مما يجعلها واحدةً من أكثر المشروبات شعبيةً عالميًا».

«تحتوي القهوة على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجيًا ومنها الكافيين وحمض الكلوروجينيك ومتعددات الفينول وكميات صغيرة من الفيتامينات والمعادن».

«تُشير الدراسات الوبائية إلى أن للقهوة تأثيرات مفيدة في حالات عديدة منها السكتة وفشل القلب والسرطان ومرض السكري ومرض باركنسون».

وأضافوا «يُعد مرض الزهايمر مرض تنكس عصبي يتميز بضعف تدريجي في التّعلم والذاكرة ونواقص معرفية أخرى، مصحوبًا بترسب بروتين نشوي بيتا – (Aβ) خارج الخلايا في الدماغ مما يؤدي إلى التهاب الأعصاب وفقد التشابك العصبي وموت الأعصاب».

«تُشير عدة دراسات إلى وجود دور وقائي للقهوة بتقليل خطر الإصابة بضعف المعرفة المعتدل ومرض الزهايمر، ومع ذلك فإنه توجد بيانات طولية محدودة من أفواج كبار السن الطبيعيين معرفيًا تصف ارتباط استهلاك القهوة بنطاقات محددة من الإدراك وتستكشف في الوقت نفسه الآليات العصبية المحتملة التي تُؤيد هذه الارتباطات».

فحص المؤلفون في هذه البحث الحديث ما إذا كان تناول القهوة المعتاد المبلغ عنه ذاتيًا قد أثّر في معدل التدهور المعرفي لدى 227 شخصًا من كبار السن خلال 126 شهرًا.

أُجريت الدراسة باستخدام بيانات من دراسة أسترالية بارزة هي دراسة التصوير والمؤشرات الحيوية ونمط الحياة للشيخوخة (AIBL).

قالت الدكتورة جاردينر «أظهرت النتائج وجود ارتباط بين القهوة وعدة مؤشرات مهمة متعلقة بمرض الزهايمر»،

«وجدنا أن المشتركين الذين لا يعانون من ضعف الذاكرة ويستهلكون القهوة أكثر في بداية الدراسة كان لديهم خطورة أقل للانتقال إلى ضعف المعرفة المعتدل – الذي يسبق عادةً مرض الزهايمر- أو الإصابة بمرض الزهايمر خلال فترة الدراسة».

«أعطى شرب المزيد من القهوة نتائج إيجابية بما يخص نطاقات معينة من الوظيفة المعرفية خاصة الوظيفة التنفيذية التي تشمل التخطيط والتحكم الذاتي والانتباه».

«كما ظهر أن زيادة تناول القهوة مرتبط بإبطاء تراكم البروتين النشوي في الدماغ، ويُعد هذا البروتين عاملًا أساسيًا في نشوء مرض الزهايمر».

لم يتمكن الباحثون من التفريق بين القهوة التي تحتوي على كافيين وتلك المنزوع منها ولا الفوائد أو النتائج المترتبة على طريقة التحضير (طريقة التخمير أو وجود الحليب ووجود السكر أو عدم وجوده وغير ذلك).

قالت الدكتورة جاردينر «إنه أمر بسيط يمكن للناس أن يغيروه».

«قد يكون مفيدًا خاصة للذين لديهم خطر التدهور المعرفي لكن لم تظهر عليهم أي أعراض».

«قد نكون قادرين على وضع بعض المبادئ التوجيهية الواضحة التي يمكن اتباعُها في فترة منتصف العُمر آملين أن يكون لها أثر دائم».

«إذا كنت تسمح لنفسك بتناول كوب واحد من القهوة يوميًا فإن الدراسة تُشير إلى أنه من الأفضل لك تناول كوب إضافي، مع أنه لم يمكن من الدراسة استنتاج العدد الأقصى اليومي من الأكواب التي تُعطي التأثير المفيد».

«إذا كان متوسط كوب القهوة المُحضر في البيت 240 جرامًا فإن الزيادة إلى كوبين يوميًا يمكن أن تُخفض التدهور المعرفي بنسبة 8% بعد 18 شهرًا».

«كما قد يظهر انخفاض بنسبة 5% في تراكم البروتين النشوي في الدماغ خلال الفترة الزمنية نفسها».

نُشرت الدراسة في مجلة (Frontiers of Ageing Neuroscience).

  • ترجمة: محمد اللحام
  • تدقيق علمي ولغوي: نور عباس
  • المصادر: 1