تحظر أدوبي استخدام ميزات الذكاء الاصطناعي الجديدة في فوتوشوب لأجل العري

وعد الخنصر

أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية الجديدة موجودة هنا، وأدوبي هو حقًا أحد أفضل هذه الأدوات، لذلك من فضلك لا تسِئ استخدامها، حسنًا؟

ففي ظل التصاعد والتهديد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي القادر على تحويل النص الى صورة، مثل: ‘DALL-E’ و’Midjourney’، التابعين لشركة openAI والتي تتوضع على عرش مملكة التصميم التصويري، قدمت Adobe هذا الأسبوع الإصدار التجريبي لمجموعة أدواتها الجديدة من الذكاء الاصطناعي التوليدية تحت اسم ‘Adobe Firefly’، وعلى ما يبدو فإنّ هذه الأدوات مثيرةٌ للإعجاب بشكلٍ إيجابي، إذ يعتبر إنتاج الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي قد أدّى بالفعل إلى فقدان وظائف الرسامين الصينيين في مجال صناعة ألعاب الفيديو، وظهور الصور على غلاف مجلّة ‘Vogue Italia’.

صرّح ‘ديفيد وادوني David Wadhwani’ رئيس أدوبي للوسائط الرقمية لشبكة ‘NBC’: “أعتقد أنّه سيكون له تأثيرٌ انتقالي في عدد الأشخاص الذين ينشئون المحتوى وعدد الأشخاص الذين يمكنهم تحقيق الربح”.

ومع ذلك، على الرغم من حماسة أدوبي الملحوظة إلّا أنّ هذا الإصدار التجريبي يأتي مع جرعةٍ كبيرة من إرشادات المستخدم، حيث يخصص جزءٌ كبيرٌ منها للأشياء التي لا يُسمح للمستخدمين بإنشائها، وفي أعلى قائمة تلك الأشياء، وبين العديد من العناصر الأخرى -التي يَصعُب مراقبتها- يوجد ‘المواد الإباحية’ أو ‘العريّ الصريح’، نعتذر أيها الأصدقاء!

والجدير بالذكر أنّه يتضمن الكثير من القواعد حول نوع المحتوى التي يُسمح لك بإنشائه، مثل: المحتوى (البغيض، العنيف، الإباحي أو ما يحتوي على عُري).

كتاب القواعد

إنّه طلبٌ عادل -وربّما ضروري- أن نطلب ذلك.

أصبحت الأفلام الإباحية المزيفة والتي تسببُ ضررًا مدمّرًا في عالمنا الحقيقي أمرًا شائعًا في السنوات الأخيرة، ولقد شهدنا بالفعل كيف يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية تسريع إنشاء أفلامٍ إباحية مزيفة مقنعة. وفي هذا الوقت، سيكون أمرًا سيئاً بالتأكيد إذا تحولت برامج الذكاء الاصطناعي إلى أدواتٍ لتحقيق أي خيالات مسيئة -ولذلك من الجدير بالذكر أن شركة ‘Adobe’ لديها بند محدد يحظر إنتاج صور الأطفال التي تتضمن الاعتداء الجنسي على الأطفال-.

لذلك ربما يكون من الأفضل إخبار مستخدمي ‘Firefly’ بالابتعاد عن ذلك، فهو الخيار الأكثر أمانًا لشركة ‘Adobe’ على الأقل من منظور الأعمال.

إنّ عالم الإباحية معقّد، لذا يبقى السؤال الآن: ما هي الإباحية والفن الإباحيّ؟ هذه الخطوط في الرمال ليست دائمًا واضحة بشكلٍ صريح، وحقيقةً إنّ ‘Adobe’ -التي لطالما لعبت منتجاتها دورًا مركزيًّا في اقتصاد الفن الرقمي- قد حظرت تمامًا أيّ عريٍّ بشكلٍ واضح.

ومرةً أخرى، وبعيدًا عن استخدام كلمة ‘رجاءً’ لإقناع المستخدمين، فإنّه ليس واضحًا كيف تعتزم أدوبي رقابة هذا النوع من المواد.

لذلك، إذا كان هناك أي شيء فربما يمكن اعتبار بند الإباحية في أدوبي مجرّد مثالٍ آخر على مدى غموض الأخلاق في مجال الذكاء الاصطناعي الإبداعي، وكيف ستواصل الشركات الاستفادة من هذا المجال بغض النظر عن تداعياته الأخلاقية.

  • ترجمة: رهف سلطان
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1