إحدى دور النشر المعروفة تستبدل مئات الوظائف بالذكاء الاصطناعي

العديد من الوظائف لن تكون موجودة في المستقبل كما هي اليوم، ويبدو أن بيلد -Bild- لن تعود كما كانت.

من المتوقع أن تستبدل صحيفة بيلد -Bild- الصحيفة الشعبية الألمانية التي يملكها وتشغلها إحدى أكبر دور النشر الأوروبية -أكسل سبرينغر Axel Springer- ما يزيد عن مئة وظيفة تحريرية بشرية بالذكاء الاصطناعي، هذا ما ورد بحسب بريد إلكتروني قد تسرب وتم الحصول عليه لأول مرة من قبل الصحيفة الألمانية (FAZ).

تقول رسالة البريد الإلكتروني كما ذكرت (FAZ) وترجمتها صحيفة -The Guardian-: “إن الصحيفة ستقلص للأسف الزملاء الذين يقومون بمهام معينة، والتي يمكن أن تُنفذ بواسطة الذكاء الاصطناعي الآلي”.

وقد أوضح البريد الإلكتروني أن من هؤلاء الذين سيتم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي، يشملون المحررين وطاقم إنتاج المطبوعات والمصححين ومحررو الصور، وأن هذه الوظائف التقليدية لن تعود كما كانت في السابق.

يبدو أن القرار جزء من جهود أوسع لتقليل التكاليف في مجموعة Axel Springer، بما في ذلك شبكة Insider التي أجرت تقليصات كبيرة في عدد الموظفين في وقت سابق من هذا العام نتيجة التحول إلى استخدام الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من أن العديد من المنشورات في صناعة الإعلام قامت بتجربة دمج الذكاء الاصطناعي في سير عملها، إلاّ أن الخيار الذي يتمثل في حذف مئات الأدوار الرئيسية للصحيفة بالكامل واستخدام الذكاء الاصطناعي بديلاً يبدو وكأنه تصعيد هام.

قد تكون صحيفة بيلد صحيفة شعبية ومسيسة، ولكن Axel Springer هو أكبر ناشر في أوروبا وقد يلحق به الآخرون قريبًا.

تأتي هذه الأخبار بعد إعلان الرئيس التنفيذي لشركة أكسل سبرينغر “ماثياس دوبفنر Mathias Döpfner” في وقت سابق من هذا العام بأن الشركة ستتحول إلى “شركة إعلامية رقمية بحتة” وأن الذكاء الاصطناعي سيجعل “الصحافة المستقلة أفضل مما كانت عليه من قبل، أو قد يحل محلها.”.

ومع ذلك لا يزال هناك فرصة بأن تأتي هذه الخطوة بنتائج عكسية على الناشر.

من جهة أخرى وكما اتضح في وقت سابق من هذا العام، ومن خلال محاولة -BuzzFeed- الهادئة في إنشاء أدلة سفر باستخدام الذكاء الاصطناعي، يعاني النص الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بأنه يفتقر إلى العمق والجودة.

والأهم من ذلك فإن أدوات الذكاء الاصطناعي معروفة بعدم الموثوقية وتختلق بشكل مستمر الاقتباسات والحقائق.

باختصار، فإن من غير الواضح كيف يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يحلّ محلّ أيّ شخص في عملية الصحافة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتحرير والمراجعة.

ومما لا شك فيه أن هذه الخطوة قد واجهت الكثير من الانتقادات بالفعل.

في بيان (ل FAZ) أدانت فيه جمعية الصحفيين الألمان (DJV) عمليات الإقصاء ووصفتها بأنها “ليست مجرد معاداة تجاه الموظفين، بل أيضًا غاية في الغباء من الناحية الإقتصادية”.