هل يجب علينا التوقف عن ارتداء المجوهرات المرتبطة بالعلاقات السابقة؟
النقاط الرئيسية:
- لا يعتبر ارتداء الحلي المهدى من حبيبٍ سابق مشكلة جوهرية، طالما أنه لا يحمل ارتباطاً بالعاطفة والأحاسيس.
- يبدو ارتداء خاتَمي زفاف أمراً غريباً؛ لكنه قد يبدو منطقياً في بعض الظروف.
- احترام الماضي العاطفي للشريك لا يعني بالضرورة أن هذا الماضي سيتحكم بالحالة العاطفية الحالية للشريك الجديد.
صرّحت إحدى السيدات التي أُجري معها مقابلة من قبل (ديلي ميرور) المرآة اليومية: “أملك شريكًا آخر لكني أرغب بارتداء خاتم شريكي السابق؛ ويعتبره الناس أمراً خارجاً عن المألوف”.
لطالما اعتبر الخاتم رمزاً للارتباط والحب والمودة بين الشريكين، لكن ماذا لو كانت من شريكٍ سابق!
تذكر الماضي هو أمرٌ لا بدَّ منه، لكن العيش فيه والبقاء على تواصل مع الشريك السابق مؤذٍ، وله نتائج لا يحمد عقباها، إذ لا فائدة من البكاء على ما مضى أو محاولة التمسك به.
ومع ذلك يعتبر الحنين إلى الماضي وذكرياته موقفاً إيجابياً تجاه العلاقة العاطفية السابقة، وله آثار حميدة على الارتباط الحالي.
عند التعمق في مسألة ارتداء الهدايا المهداة من الشريك السابق، سنتناول ثلاثة حالات رئيسية:
- حالة خيالية لفتاة تدعى كلير متزوجة من رجلين أحدهما في الماضي الخيالي، والثاني في الوقت الحالي بسلسلة روائية عنوانها (أوت لاندر).
- قصة واقعية لأرمل يتزوج أرملة مرتدياً خاتم زفافه السابق إلى جانب خاتمه الحالي.
- استطلاعات لكلا الجنسين عن رأيهم بالمجوهرات التي يملكها شركاءهم الحاليين، المهداة إليهم من شركاءهم السابقين.
لنبدأ بسلسلة أوت لاندر للكاتبة ديانا غابالدون والتي صُوّرت كسلسلة للعرض التلفزيوني، وتكون كلير راندال الممرضة البريطانية متزوجة من فرانك راندال، وفي حادثةٍ فريدة تعثر على حبِّ حياتها مع جيمي فراسر، الفارس المحطم في مدينة اسكوتلندا عندما تسافر بالزمن للقرن الثامن عشر، بعد زواج كلير من جيمي ترتدي خاتمي زفاف أحدهما ذهبي بسيط من فرانك نقش عليه من (ف) إلى (ك) مع الحب الأبدي، والخاتمُ الآخر من جيمي صُنعَ من الفضة مع أزهار شوكية بسيطة، بمنتصف كل حلقة من حلقاته نقش عليه (امنحني آلاف القبلات)، وتتوالى الأحداث ويبقى كلير وجيمي من دون لقاء لمدة عشرين عام، وعندما تلتقيه أخيراً تخبره أنها ما زالت ترتدي الخاتم الذي أهداها إياه إلى جانب خاتم فرانك، ويجيبها جيمي بعد التمعن بعلاقتهما “أنا رجل غيور لكني لست حقود أخذتك منه ولست قادراً على أخذه منكِ”، إذ أراد جيمي من كلير أن تكون له وحده، ولم يحاول إخفاء معالم ماضيها الذي يحمل معاني كثيرة.
هل يمكن للأرامل ارتداء خاتمي زفاف!
باعتبار أنّ المسائل العاطفية شائعة جداً بين العامة لكن أكثرها إثارة للمشاعر تلك التي تتعلق بالأرامل.
والسؤال هل يمكنهم منح العواطف للشريك الجديد مع استمرار حبهم لفقيدهم؟ وما هو التوقيت المناسب للوقوع في الحب ثانيةً؟ وهل يعتبر ارتداء خاتمي زفاف عند الارتباط مجددًا أمرًا مقبولًا مجتمعيًا؟
لنأخذ القصة الواقعية التالية بعين الاعتبار، إذ تواعدت أرملة مع شخص فقد زوجته، ولاحظت أنه ما يزال يضع خاتم زفافه في إصبعه ولم يخلعه بعد رحيل زوجته.
واتفق الثنائي على الارتباط بفترة خطوبة في الوقت المناسب، وبدأ التخطيط للزفاف وخاتم زفافه الأول مازال ملازماً ليده، وعندما كانت العروس المقبلة تختار خاتمها الجديد في نهاية المطاف، التفت لها شريكها قائلاً: “هل تمانعين بارتدائي لخاتم زفافي؟ ليكون جوابها: بالتأكيد لا” !
لكن لا يمكننا إنكار سؤال الأرمل بسهولة، إذ لم تستطع هذه المرأة مسح ذكرياته المتعلقة بزوجته السابقة، وبسماحها له ارتداء خاتم زفافه السابق، سيذكره على الدوام ويذكر الآخرين أنه كان متزوجًا سابقاً، وبالتالي فهو متزوج من امرأتين!
حتى لو كان الأرمل يعتقد أن حب شخصين عاطفياً في نفس الوقت هو أمر ممكن الحدوث، هذا لا يعني أن كلّ الأمور ستكون على مايرام، فرغبة الأرمل بارتداء خاتمي زفاف لا تعني بالضرورة قلّة الحب أو الخيانة الزوجية أو حتى عدم الاحترام، قد يبدو هذا تصرف غير لائق تجاه الزوجة الحالية، لأنه يستطيع الاحتفاظ بالخاتم القديم دون ارتداءه أمام الجميع، تماماً مثلما يمكنه الاحتفاظ بصورة لشريكته السابقة في هاتفه المحمول دون أن تكون صورة شاشة رئيسية واضحة للعيان، وأضعف الإيمان أن يلبس خاتم الزواج الجديد بالمكان المتعارف عليه (بنصر اليد اليسرى) التي هي أقرب للقلب، مكان مشاعر الحب، والخاتم القديم باليد اليمنى.
هل ترتدي أية مجوهرات مهداة من شريك سابق؟
في سياقنا الحالي سنقرأ عدة إجابات أُخذت عشوائياً عندما طرحت (راديت) السؤال السابق على المارّة، وكانت الإجابات متنوعة كما يلي:
- “نعم أرتديها بالرغم من امتلاكي للملابس أكثر من المجوهرات، إلاّ أنني لا أتخلى عنها، فالبنطال الرياضي الذي أحضره لي من هوغوراتس ممتازًا”.
- “نعم أرتديها طالما يمكنني الاحتفاظ بالذكريات منفصلة عن الماديات”.
- “لعدة أشهر بعد الانفصال لم أستطع النظر إلى الخاتم الذي أعطاني إياه، وقد رميته لاحقاً في البحيرة وهذا شعور جيد”.
- “بالطبع أرتديها، فالمجوهرات لا تفقد قيمتها الجمالية الشكلية عند انتهاء العلاقة بالنسبة لي”.
- “نزعت قطعة الألماس من خاتم خطوبتي القديم، ووضعتها في الخاتم الحالي الذي أرتديه وبات أنيقاً بها”.
- “الألماس هو ألماس، وهو غالٍ ونفيس ولا يمكنني تسميته بألماس شريكي السابق فهذا الألماس لي”.
- “لا يمكنني ارتداء الجواهر، فهي تعتبر شخصية للغاية لكن لا مانع لدي بارتداء الملابس”.
- “لا أرتديهم، لأنني أتخلص من جميع هدايا شريكي السابق عادةً”.
بالتزامن مع وجود الحيرة ذاتها عند الرجال، عند سؤالهم عن شعورهم لارتداء شريكتهم مجوهرات مهداة من حبيب سابق وهذه بعض الردود:
- “باعتقادي أن الفتاة يمكن أن ترتدي ما تريد، لكن عندما تبدأ بالحديث عن هذه القطعة أو هذا القرط من حبيبي السابق هذه هي نقطة النهاية؛ هذا تصرف عنيف جداً لمشاعر الشريك الحالي”.
- “بالطبع ليس لدي مشكلة بهذا الأمر، فشريكتي تمتلك خاتماً أهداها إياه أحدهم، بينما كانوا يتواعدون وهو حالياً بعداد الموتى”.
- “طالما أن الأمر بعيد عن خواتم الارتباط، فهذا ليس بالأمر الجلل”.
- “لا أكترث”.
- “أنا لا أشعر بالشك أو عدم الثقة، فنحن بحاجة للفصل بين المجال العاطفي والمجال المادي، وهناك طرق عملية متنوعة للتعامل مع الأمر”.
أخيرًا، قرار ارتداء الهدايا الجمالية المهداة من حبيب سابق هو قرار شخصي، ومع ذلك علينا التمييز المناسب للوصول إلى القرار الأمثل بين القيمة الوجدانية للماديات وبين المشاعر العاطفية المتعلقة بها، إذ أن القيمة الوجدانية هي المصطلح العام الذي يشمل أحوال الشخص ومشاعره العاطفية المستمدة من الذكريات، بينما المشاعر العاطفية هي عواطف غير منتهية من الماضي مازالت في القلب، وقد تؤثر سلباً على الموقف والسلوك الحالي.
ونختم مع المقولة العظيمة والشهيرة لشيرلي بيزني تقول: (الأحجار الكريمة لا تخلف الوعود وتغيب، الرجال هم من يفعلون ذلك).
- ترجمة: رهف الأشرم
- تدقيق لغوي: غفران التميمي
- المصادر: 1