التصدي لمسبب الموت العالمي: ارتفاع ضغط الدم

يعد ارتفاع ضغط الدم اكثر مسببٍ للموت عالميًا، لكن يوجد الآن خطة جديدة للتصدي لهذه المشكلة.

يؤثر ارتفاع ضغط الدم اليوم، الذي يعتبره البعض على أنه مرض الاغنياء، على ثلث البالغين. لذلك فإن منظمة الصحة العالمية تدعو الدول الى أن تنظم نفسها بهدف مواجهة هذا المرض الخطير.

تبدأ منظمة الصحة العالمة WHO بمواجهة أخطر مرض قاتل عالميًا، واضعةً اولى خططها لمواجهة ارتفاع ضغط الدم، وهو درجة من ارتفاع ضغط الدم التي تصيب بالغ من بين كل ثلاثة بالغين عالميًا. لقد تضاعف هذا العدد منذ 199‪0، حيث وصل اليوم الى 1.3 مليار شخص.

يبدو مرض ارتفاع ضغط الدم وكأنه مرتبط بالدول المتقدمة، ولكن في تقرير تم إصداره اليوم خلال الجمعية العامة لأمم المتحدة، قالت منظمة الصحة العالمية بأن ثلاثة أرباع الاشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم يقيمون في دول منخفضة او متوسطة الدخل. نصف هذا العدد تقريبا لا يعلم بأنه مصاب بهذا المرض، مما قد يسبب الإصابة بالنوبات القلبية، وامراض الكلى والسكتات الدماغية. وأربعة أخماس هذا العدد، بما يتضمن الاشخاص المشخّصين بالمرض والأشخاص الذين لا يعلمون بأنهم مصابون بهذا المرض، لا يتلقون العلاج المناسب للتحكم به.

تقول الوكالة بأننا اذا استطعنا تحسين هذا الأمر، فسنستطيع إنقاذ حياة 76 مليون شخص بدءًا من الآن وحتى عام 205‪0. يقول تيديروس أبهانوم غيبرايسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، والذي كان منفتحًا لمشاركة طرق تحكمه بضغط دمه المرتفع بوساطة الأدوية، خلال مؤتمر صحفي في نيويورك: “هناك بعض المشاكل الصحية التي تنقصنا: المعرفة او الأدوات الفعالة لدراستها، ولكن ارتفاع ضغط الدم ليس إحدى هذه الحالات. نحن نملك الأدوات، وكل بلد يستطيع ان يفعل الكثير لاستخدام هذه الأدوات”.

عمليًا، يعد مرض ضغط الدم المرتفع هو تفاقم لارتفاع ضغط الدم. يظهر جهاز ضغط الدم عددين اثنين: ضغط الدم داخل الشرايين عندما ينبض القلب، متبوعاً بالضغط بين النبضات. يعتبر قياس 120‪/80 ميليميتر من الزئبق قياسًا مثاليًا، اعتمادًا على حركة عمود من الزئبق في المقياس. عندما يرتفع أول عدد الى أعلى 140‪ او عندما يرتفع ثاني عدد الى فوق 80، هذا ما يسمى بمرض ارتفاع ضغط الدم: النقطة الذي يصبح عندها قوى الدم قادرة على تدمير الشرايين وتخفيض كمية الاوكسيجين التي تصل إلى القلب.

يمكن لضغط الدم أن يرتفع تحت تأثير عدد كبير من الأسباب، حيث تختلف هذه الأسباب حول العالم: تناول كميات مفرطة من الملح، شرب الكحول، التدخين، استنشاق الهواء الملوث، الابتعاد عن النشاط الرياضي. إن الأساليب العلاجية بسيطة، على الرغم من أنها ليست دائمًا سهلة القياس: تحسين النظام الغذائي، وتوفير أدوية بأسعار معقولة، وايجاد أنظمة رعاية صحية ومعلومات بما يسمح للأشخاص بأن يتم تشخيصهم والإشراف عليهم بدون جهود كبيرة من ناحيتهم.

يقول توم فريدن، مدير سابق لمراكز الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الأمراض، والوقاية منها، والرئيس والمدير التنفيذي للمنظمة الصحية غير الربحية “العزم على إنقاذ الأرواح” (والتي تتعاون مع منظمة الصحة العالمية)، في مؤتمر صحفي سابق: “خلاصة القول هنا هو أن الحالة الأكثر خطورةً في العالم هي في نفس الوقت الحالة الأكثر تجاهلًا. لأكثر من نصف قرن، كان علاج ارتفاع ضغط الدم هو معيار الرعاية في الدول ذات الدخل العالي. لقد فات الأوان على اعتبارها معيار الرعاية لدى كل شخص في العالم”.