خبرٌ سارّ لمرضى السكري: النظام الجديد لتوصيل الدواء سيقلل من الجرعات اليومية حتّى ثلاث جرعاتٍ فقط في العام
طوّر مهندسو المواد في جامعة ستانفورد نظامًا جديدًا لتوصيل الأدوية، يمكنه تحويل حُقَن الأدوية اليومية أو الأسبوعية المستخدمة لمرض السكري والتحكم بالوزن، مثل: (أوزيمبيك، ومونجارو، وترواليسيتي، وفيكتوزا، وأدوية أخرى) لتصبح حقنة واحدة فقط كل أربعة أشهر.
ووفقًا لدراسة نشرت في مجلة Cell Reports Medicine، فإن هذا النظام الجديد سيساعد على تحسين إدارة مرض السكري والوزن، وسيزيد من امتثال المريض للدواء؛ مما يساعد على تحسين النتائج الصحية على المدى البعيد لأولئك الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2.
تعمل هذه الأدوية عن طريق محاكاة هرمون الببتيد المشابه للجلوكاجون 1 (GLP-1)، ولكن الحقن اليومية أو الأسبوعية التقليدية تشكل عبئًا على العديد من المرضى.
وقال إريك أبيل، أستاذ مشارك في علوم وهندسة المواد في جامعة ستانفورد: “الالتزام هو أحد أكبر التحديات في إدارة مرض السكري من النوع 2”.
ويُعتقد أن الحاجة إلى ثلاث حقن سنوية فقط ستجعل الأمر أسهل بكثير للأشخاص الذين يعانون من هذا المرض أو السمنة للالتزام بجدول دوائهم.
500 مليون شخص حول العالم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني، بما في ذلك 130 مليون في أمريكا وحدها.
تكلفة العلاج في الولايات المتحدة تفوق 400 مليار دولار سنويًا، والأدوية التي تحتوي على GLP-1 وُصِفت ب ‘الأدوية المعجزة’ وتحمل آثارًا جانبية قليلة، إذ تساعد في تنظيم كمية الطاقة المستهلكة وتقليل الشهية.
مركبات هيدروجيل نانوية جديدة
يعتمد سر مركبات الهيدروجيل على الخصائص الفيزيائية الفريدة للجسيمات النانوية.
إنّ الهيدروجيلات ليست جديدة، على سبيل المثال: (العديد من الناس اليوم يرتدون العدسات اللاصقة المصنوعة من مادة الهيدروجيل)، لكن هذا الهيدروجيل مجهّزٌ ليحافظ على شكله ويتحمل التمزق.
الهيدروجيل الذي صنعه أبيل يتكون من شبكة من سلاسل البوليمر بالإضافة للجسيمات النانوية مرتبطة بروابط ضعيفة تسمح بتماسك البوليمير كهلام يتلاشى ببطء مع الوقت.
وشكّلوا الهيدروجيل من شبكة من سلاسل بوليميرية وجزيئات نانوية، والتي تحتجز جزيئات الدواء ريثما تتحلل الشبكة وتطلق الدواء.
ووضّح أبيل قائلًا: “الهيدروجيل الخاص بنا يذوب خلال عدة أشهر، مثل مكعبات السكر في الماء، جزيئة بعد جزيئة، وغالبًا ما أشير إلى الشبكة المتماسكة بنوع من اللصق الحيوي الذي يلتصق بشكل جيد، وفي ذات الوقت من الممكن تفكيكه بسهولة”.
الهيدروجيل الجديد -والمعروف باسم هيدروجيل بوليمر- هو عبارة عن جسيمات نانوية (PNP)، سلس التدفق يمكن حقنه بسهولة باستخدام إبر قابلة للاستخدام ويحتفظ بثباته في الجسم لمدة تصل إلى أربعة أشهر.
يُجرى تصنيع جزيئات أدوية GLP-1 في الهيدروجيل وتُطلق بنفس الطريقة بمرور الوقت عندما يذوب الهيدروجيل ببطء.
يقوم الطبيب بحقن كمية صغيرة من الجل المحمل بالدواء المعروف باسم ‘المخزن’ تحت الجلد في موقع مناسب، مثل: (تحت الذراع).
المهمة الرئيسية للمهندس هي تصميم الجل المحمل بالدواء بطريقة تجعل هذا المخزن صغيرًا بما يكفي ليكون مريحًا وغير مزعج للمريض، وفي نفس الوقت يكون حجمه مناسبًا ومتينًا بما يكفي ليستمر لمدة أربعة أشهر كاملة، ويعتقد أبيل أن فريقه قد حقق هذا المستوى من السيطرة.
قال أبيل: “اخترنا فترة أربعة أشهر لتتناسب مع التوقيت الذي يلتقي به الأشخاص مع أطبائهم أو أخصائيي الغدد الصماء، ولهذا السبب كنا محددين جدًا لفترة تحرير الدواء”.
الإمكانيات الواعدة
حتى الآن، اختبر الفريق نظام توصيل الدواء الجديد بنجاح كبير في الجرذان المخبرية، وأظهرت النتائج أن حقنة واحدة من هذه العلاجات المعتمدة على الهيدروجيل تحسن إدارة الجلوكوز في الدم والوزن بشكل أفضل من حقن الدواء التجاري المنتشر التقليدي.
صمموا هيدروجيل مخصص لفحص GLP-1 لمدةٍ تصل إلى أربعة أشهر، ونجحوا في ضبط فترات تحرير الدواء لتكون من أيام لستة أشهر.
وأضاف أنه من الممكن استخدام هذا النظام مع بروتينات أخرى ولقاحات وخلايا علاجية، وهناك دليل يشير إلى أن دواء GLP-1 يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتشير كل هذه العلامات إلى إمكانية تطبيق هذا النظام على العديد من الأدوية والحالات الأخرى.
وقال أبيل: “هناك نتائج واعدة جدًا مع الأطفال المصابين بالسكري من النوع الأول”.
التجارب التالية ستكون على الخنازير التي تملك بشرة وغدد صماء مشابهة لتلك الموجودة لدى الإنسان، وإذا تمت الموافقة على هذه التجارب يمكن للباحثين البدء بالتجارب السريرية على البشر خلال عامٍ ونصف إلى عامين.
ووفقًا لأبيل: “وُضِعَ مسار لإطلاق مستمر لأدوية GLP-1 المعتمدة على المضادات السكرية والمضادة للسمنة، والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على إدارة السكري من النوع 2 وربما على حالات أخرى أيضًا”.
- ترجمة: وداد عنتر
- تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
- المصادر: 1