قد تُعرّض جراثيم مهبلية شائعة مُحبّة للسكر الحمل للخطر

اقترب العلماء كثيرًا من فهم الميكروبيوم المهبلي وعلاقته بفقدان الحمل والولادة المبكرة والمضاعفات الصحية الأخرى. إذ بحثت دراسة جديدة عن التهاب المهبل الجرثومي، الحالة الشائعة الناجمة عن فرط نمو بعض الأنواع الجرثومية، كيف يؤثر ميكروب معين على صحة المهبل عن طريق “تآكل” الطبقة الواقية للمهبل. وتشير نتائج التجارب على الخلايا إلى أن الجراثيم المُقيمة في المهبل تفرز إنزيمات تفكك جزيئات السكر، التي تسمى الجليكانات، الموجودة على سطح الخلايا المُبطِّنة للمهبل. ويُعتقد أنّ تفكيك هذه الطبقة الواقية ربما يُعرّض النساء لخطر الإصابة بالإنتانات التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

ربطت الدراسات الوبائية بين التهاب المهبل الجرثومي وقائمة طويلة من المضاعفات التي قد ترغب المرأة في تجنبها مثل فقدان الحمل والولادة المبكرة ومرض التهاب الحوض والأمراض المنقولة جنسيًا والعقم وغيرها.

تعتبر الغاردنريلا المهبلية Gardnerella vaginalis، وهي نوع من الجراثيم اللاهوائية التي تهيمن على الميكروبيوم المهبلي لدى النساء المصابات بالتهاب المهبل الجرثومي، متورطة أيضًا في التسبب بهذه الحالة منذ وصفها لأول مرة في خمسينيات القرن الماضي. ولا نزال غير قادرين على توضيح كيف يسبب التهاب المهبل الجرثومي مضاعفات أخرى.

يؤثر التهاب المهبل الجرثومي تقريبًا على 30% من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 14 و49 عامًا في الولايات المتحدة، وهو مرض قابل للعلاج، وغالبًا لا يسبب أعراض، وقد يصيب المرأة مرات عديدة.

تشرح أماندا لويس، الباحثة في الميكروبيوم المهبلي في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو: “علمنا أنّ الأنواع الجرثومية المتورطة في التهاب المهبل الجرثومي يمكن أن تتغذى على الجليكانات في المخاط المفرز، أما الدراسة الحالية فقد أتاحت لنا أن ننظر مباشرة إلى ما تفعله تلك الجراثيم في السطح الظهاري المهبلي على المستوى الكيميائي الحيوي والمجهري”.

يحتوي المهبل البشري على جراثيم G. Vaginalis في الحالة الطبيعية، وتسبب زيادة أعدادها في حالة التهاب المهبل الجرثومي تكوين أغشية حيوية سميكة تلتصق بها الجراثيم الأخرى، مما يسبب خلل التوازن الطبيعي للجراثيم في المهبل.

وضحّت لويس وزملائها في دراسة سابقة كيف تفكك الإنزيمات التي تفرزها جراثيم G. Vaginalis الجزيئات الموجودة في السوائل والمخاط المهبلي. كما شرحت في ندوة لها عبر الإنترنت عام 2020 أنّ هذه الجزيئات تعد مكونًا مهمًا من مكونات السدادة المخاطية التي تمنع انفتاح الرحم أثناء الحمل. وبالتالي، إذا استطاعت الجراثيم تفكيك هذا الحاجز، فستنخفض لزوجته مما يسمح بانتقال العدوى الجرثومية إلى الرحم.

وضحّت لويس وفريقها في دراستهم الأخيرة أن الإنزيمات التي تفرزها جراثيم جاردنريلا تزيل أيضًا أجزاء من جزيئات الجليكان الواقية التي تغطي الخلايا الظهارية المُبطنّة لسطح المهبل (والتي زُرعت في المختبر لهذه التجارب).

كانت الخلايا المأخوذة من النساء اللاتي لا يعانين من التهاب المهبل الجرثومي مغلفة بطبقة سميكة من الجليكانات السكرية وجزيئات أخرى، بينما كانت طبقة الغليكانات السكرية في الخلايا الظهارية المهبلية المأخوذة من نساء مصابات بالتهاب المهبل الجرثومي مفككة جزئيًا. وعندما عالج الباحثون عينات الخلايا السليمة التي لا تحتوي على التهاب المهبل الجرثومي بالإنزيمات التي تفرزها جراثيم الغاردنريلا، أصبحت الخلايا السليمة مشابهة للخلايا المشوهة لدى النساء المصابات بالتهاب المهبل الجرثومي.

وتقول لويس: “هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث، ولكن حقيقة أننا استطعنا محاكاة بعض تأثيرات التهاب المهبل الجرثومي تشير إلى أننا قد نكون على الطريق الصحيح لتحديد السبب الخلوي المشترك للمضاعفات المختلفة المرتبطة بهذه الحالة”.