ما الذي يكشفه وجهك عن حالتك الصحية؟

أنت على دراية تامة بهذا الوجه الذي ينظر إليك في المرآة، ولكن بنظرة أدق قد تلاحظ تفاصيل تدل على حالتك الصحية، إذا كنت مدركًا لهذه الإشارات، وتعرف ما تبحث عنه.

اصفرار الجلد والعينين:

يدلنا الاصفرار على مرض اليرقان، الناتج عن تراكم مخلفات عمليةِ تحطُّمِ الكريّات الحمر، يعد حالة شائعة وغير خطيرة، عند الأطفال المولودين قبل 38 أسبوع، إذ لا يقوم الكبد بوظائفه على أكمل وجه، لأنّه غير ناضج بما فيه الكفاية، أما عند البالغين، فتكون الحالة أكثر خطورة، إذ ينتج عن عدوى فيروسية.

(التهاب الكبد_ كثرة الوحيدات mononucleosis) أو خلل في الكبد، أو المرارة، أو البنكرياس، أو الإفراط في تناول الكحول.

الشامات:

بقع أو نتوءات، غالبًا ذات لون داكن، في معظم الحالات لا تدعو للقلق، ولكن وجودها قد يساعد على كشف سرطان الجلد بمرحلة مبكرة قبل الانتشار، ولتقييم خطورة وجودها نتذكر قاعدة ABCDEs والتي تعبر عن:

• Asymmetrical غير متناظرة

هل شكل الجانبين مختلف؟

• Border الحواف

هل هي خشنة؟

• Color اللون

هل لونها متفاوت؟

• Diameter القطر

هل هو أكبر من حبة البازلاء؟

• Evolving التطور

هل تغيرت في الأسابيع الأخيرةالماضية؟

القاعدة تقول: راجع الطبيب في حال أجبت بنعم عن أحد هذه الأسئلة.

التقرحات:

كالّتي تظهر حول الشفاه والفم، وتكون على الأرجح قروح البرد (أو ما يسمى بثور الحمى) الناتجة عن النوع الأول لفيروس الهربس، الذي حالما تلتقط العدوى به (أغلب حالات العدوى بالهربس الفموي، عند الأطفال واليافعين، سببها اللعاب وليس الاتصال الجنسي)، سيبقى داخل الجسم، ويسبب قروحًا عند المرض، أو القلق، أو الإرهاق، أو حتى عند التعرض للشمس فترة طويلة، وعادةً ما تشفى تلقائيًا دون معالجة، ولكن إذا كان التفشي كبيرًا أو متكرّرًا، قد نحتاج الطبيب لوصف دواء مناسب.

تشقق الشفاه:

يعاني الجميع من جفاف الشفاه وتشقّقها من وقت لآخر، ولاسيّما في فصل الشتاء، ويكون استخدام أيّ بلسم مرطب مفيدًا، ويساعد في حمايتها وترطيبها، ولكن في بعض الحالات، قد تكون الشفاه الجافة مؤشرًا على مشكلة صحية، مثل الجفاف أي نقص كمية الماء في الجسم، أو قد تكون نتيجة رد فعل تحسسي، أو نتيجة تأثير دواء ما كالستيروئيدات.

طفح الفراشة:

معظم حالات الطفح الجلدي ليست خطيرة، وتتحسّن من تلقاء نفسها دون تدخّل علاجي، ولكن هذا النوع ليس كأي طفح عادي، فهو يغطّي الخدين على شكل فراشة، ويُعَدّ علامةً شائعة تدل على مرض الذئبة المناعي، الذي يحفز الجسم على مهاجمة نفسه، وقد يترافق مع حمى، ومفاصل متصلبة ومؤلمة، كما قد يؤدي إلى ازرقاق الأصابع في البرد، من الضروري مراجعة الطبيب في حال ظهور طفح دون أسباب واضحة، ولاسيما عند ترافقه مع أحد الأعراض المذكورة آنفًا.

ظهور الشعر في أماكن غير مرغوبة:

قد تكون الحالة طبيعية، وهي مجرد شعر ينمو بمكان لا يُحبَّذ ظهور الشعر فيه، تحدث عند التقدم بالعمر، حول الأذنين والحاجبين بالنسبة للرجال، وحول الذقن للنساء المسنّات، أمّا عند النساء الأصغر سنًا، قد يكون شعر الوجه دليلًا على الإصابة بمتلازمة المبيض متعدّد الكيسات، التي قد تسبب مشاكل في الخصوبة وصعوبة في الحمل.

تدلّي الجفن:

يطلق عليه الأطباء اسم ptosis أو blepharoptosis

هي حالة قد ترافقك منذ الولادة، أو تصاب بها بأي مرحلة من حياتك، في إحدى العينين أو كلاهما، غالبًا غير ضارة، ولكن في الحالات الشديدة، يمكن للجفن أن يحجب الرؤية، وقد تكون مؤشرًا على مشاكل في الدماغ، أو الأعصاب، أو محجر العين، لذا عليك مراجعة الطبيب إذا حدثت فجأة لعدة أيام أو ساعات، وقد تكون علامة على بداية سكتة دماغية في حال ترافقت مع ازدواج بالرؤية، أو ضعف عضلات، أو صعوبة في البلع، أو صداع شديد.

عدم القدرة على تحريك أحد جانبي الوجه:

من الضروري استشارة الطبيب على الفور في حال العجز عن تحريك أي جزء من الجسم، ولكن إذا كان هذا العجز بأحد جانبي الوجه دون وجود أعراض مرافقة أخرى، قد تكون حالة غير خطيرة، تتحسن خلال 3 إلى 6 أشهر، تعرف باسم شلل بيل، الذي يظهر خلال ساعات أو أيام، سببه جسم غريب (قد يكون فيروس) يضغط على العصب المتحكم في عضلات الوجه، أو يسبب تورّمه، وقد يترافق مع ألم في الحنك، وخلف الأذن.

شلل في الوجه مع أعراض أخرى:

في حال لاحظتَ أيًّا من العلامات التالية: إصابة الجزء السفلي من وجهك بالشلل فجأةً، أو شعرت بخدر أو ضعف في ذراعيك أو ساقيك، أو عانيت من التلعثم في الكلام، أو رؤية مزدوجة، أو دوّار، أو صعوبة في البلع، عليك طلب المساعدة الطبية على الفور، لأنها قد تكون مؤشرًا لحدوث سكتة دماغية، وسببها انقطاع التدفق الدموي إلى جزء من الدماغ، بسبب انفجار أحد الأوعية الدموية أو انسداده.

بقع صفراء على الجفن:

نتوءات صفراء فوق وحول الجفنين، تسمى (اللويحات الصفراء _ Xanthelasmata)، مع أنها مظهرها غير مرغوب، إلا أنها غير خطيرة أو مؤلمة، وعادةً يمكن إزالتها، تتكون من الكوليسترول، ولذلك قد يكون وجودها دليلًا على احتمال الإصابة بأمراض القلب أو نوبة قلبية، ومن الحكمة مراجعة الطبيب لإجراء الفحوص اللازمة.

انتفاخ العينين:

يمكن للطقس الحار، وكذلك الرطب، أن يدفع الجسم للاحتفاظ بالمزيد من الماء، وكذلك قلة النوم، والطعام المالح جدًا، وللتغيرات الهرمونية دورٌ في ذلك أيضًا، ونتيجةً لذلك يتجمع سائل أسفل العين، لتبدو منتفخة أو متورّمة، ويحدث ذلك في أغلب الأحيان مع التقدم بالعمر، بسبب ضعف العضلات الحاملة للجفن، أما إذا ترافق التورم مع احمرار في العين وحكّة، قد يكون ردَّ فعلٍ تحسّسي لطعام معين، أو غبار الطلع، أو مستحضرات التجميل، أو العطور والمنظفات، أو الإصابة بعدوى ما كالتهاب الملتحمة.

الكلَف:

بقع رمادية اللون أو بنية على الوجه، سببه غير معروف بالتحديد، ولكن قد يحدث بسبب الحمل أو تناول نوع معين من حبوب منع الحمل، وفي هذه الحالات يتلاشى من تلقاء نفسه بعد ولادة الطفل، أو التوقف عن تناول الحبوب، أما في الحالات الأخرى غير معروفة السبب فقد يستمر لعدة سنوات، فيكون للأدوية والعلاجات الأخرى كالتقشير الكيميائي دورٌ في الشفاء أو تخفيف الحالة.

تساقط الشعر:

إذا تساقط الشعر في بقعة محدّدة من الرأس، بالترافق مع تساقط شعر الحاجبين أو الرّموش، قد يكون ذلك دليلًا على (داء الثعلبة _ Alopecia areata)، وهو مرض مناعي يحفز الجسم على مهاجمة بصيلات الشعر، لا يوجد طريقة للشفاء ومنع ظهور بقع أخرى، ولكن من المهم مراجعة الطبيب لوصف أدوية تساعد في إعادة نمو الشعر.

  • ترجمة: ريتا ابراهيم
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1