4 مهارات أساسية في كل مرحلة من حياتك المهنية

سواء كنت في وظيفتك الأولى أو تجلس في مكتبك القديم فإن هذه المهارات ضرورية. إذ إن جزء من كونك محترفًا شابًا هو استجابة للتحديات الجديدة. للقيام بذلك، يجب عليك الاعتماد على قدرات مختلفة في حل المشكلات. ولكن هناك بعض المهارات الشخصية التي يمكن أن تساعدك على النجاح في كل خطوة من حياتك المهنية.

كان هناك تركيز أكبر على هذه المهارات الشخصية، والتي تشمل الفضول والعمل الجماعي، وهي قدرات لا يمكن بالضرورة تعريفها بوضوح على أنها مؤشر أداء رئيسي منذ بداية الوباء.

تقول جولي لي، عالمة النفس السريري وعميدة جامعة براون، إن هذه الأنواع من المهارات الشخصية أصبحت ذات أهمية متزايدة بسبب تغير مكان العمل. وتقول إن بعض الخبراء افترضوا أن الوباء أدى إلى تسريع الأتمتة وزيادة القدرات التقنية، مما دفع الشركات إلى إعادة تقييم المهارات اللازمة للعمل في المستقبل.

علاوة على ذلك، تقول لي: «إن المهارات الشخصية والنفسية والاجتماعية مطلوبة بشكلٍ أكبر لأنها ضرورية لتشغيل الأعمال التجارية عن بعد. ويجب أن تتعاون الفرق الموزعة رقميًا، مما زاد من أهمية مهارات مثل التواصل والذكاء العاطفي».

تتابع لي: «ربما تدرك الشركات أن تلك المهارات الشخصية، التي كانت تعتبر في السابق اختيارية، أصبحت ضرورية للحفاظ على تعاون القوى العاملة وإبداعها عندما لا يعمل العمال جسديًا جنبًا إلى جنب بدوام كامل».

تشير الأبحاث الحديثة التي أجراها معهد المحللين الماليين المعتمدين (CFA)، وهي منظمة غير ربحية تقدم التعليم لقطاع الاستثمار، إلى كيف يمكن للمهارات التقنية أن تخدم أصحاب العمل بشكل جيد، في وقت مبكر من حياتهم المهنية ولكن للتقدم والنمو إلى ما بعد وظيفة المبتدئين، يجب على العمال الاستفادة من المهارات الشخصية، المهارات القيادية، ومزيج من المعرفة العميقة والعامة.

فيما يلي أربع مهارات وسمات يمكن أن تخدمك في كل خطوة من حياتك المهنية:

1. الرغبة في التعلم

تقول لي: «إن الحفاظ على حس الفضول في وقت مبكر من رحلتك المهنية هو أمر أساسي. يمكن للمهنيين الشباب الذين يرغبون في تعلم تخصصات جديدة توسيع عقليتهم وإثارة المشاعر والإبداع. فكل فرصة يمكن أن تكون فرصة للمستقبل والتعلم. حتى أن البحث الذي لا يؤدي إلى عرض عمل يمكن اعتباره كفرصة للتعرف على شركة جديدة وتعلم دور منصب معين ومعرفة الفرد قدرته واهتمامه بالعمل».

كتب المساهمان توماس تشامورو بريموزيتش وبيكي فرانكيويتز في مقال حديث لمجلة Fast Company، أنه عندما يواجه الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من الذكاء العاطفي أشخاصًا ذوي وجهات نظر مختلفة، فإنهم يبحثون عن فرصة للتعلم بدلاً من اتخاذ موقف دفاعي.

يبذل الأشخاص الذين لديهم فضول للتعرف على موضوعات جديدة -وكذلك التعرف على أشخاص جدد- جهدًا للاستماع والبقاء حاضرين في عملية التبادل. يتابع كل من فويت تشامورو بريموزيتش وفرانكيفيتش «إن الرغبة في استماع الآخرين إلينا هي قيمة نرغب فيها جميعًا، ولكنها تتطلب العمل على السلوك المتبادل المتمثل في الاستماع والبقاء منخرطين».

إن البحث عن فرصة لفهم شخص آخر -حتى لو كانت وجهات نظرك غير متوافقة مع الآخرين- يؤدي دائمًا إلى نهاية أفضل. يدعو هذا النهج إلى التعاون والانسجام في مكان العمل، وهي السمات التي تسمح للأشخاص الأذكياء عاطفياً والفضوليين بالازدهار، بغض النظر عن دورهم.

2. القدرة على الاستفادة من الاتصالات

ستكون ملاحظة الاتصالات في شبكتك والاستفادة منها مهارة خاصة في مكان عملك المستقبلي. الأشخاص الذين يتمتعون بهذه القدرة جيدون في ملاحظة نقاط القوة لدى الآخرين. وقد يلاحظون أن شخصًا معينًا في شبكتهم يناسب منصبًا معينًا بشكل مثالي ويمتلك المهارات اللازمة لبناء فريق متميز من الأشخاص المتعاونين.

قد يُظهر الأشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارة القدرة على الاستفادة منها من خلال تحفيز الآخرين والتأثير عليهم. بالنسبة للعاملين الذين يطمحون إلى تولي أدوار قيادية، فإن القدرة على التعرف على نقاط القوة لدى الآخرين، وإيجاد دور لهم في فريقك، ومن ثم بناء وحدة ديناميكية وتعاونية ستكون بمثابة قوة كبيرة. وهذه أيضًا مهارة مهمة بشكل خاص في اقتصاد اليوم، نظرًا لمدى صعوبة التوظيف والاحتفاظ بالعديد من المدراء مؤخرًا.

3. مهارات اتصال قوية

بغض النظر عن كيفية تطور مكان العمل، فإن القدرة على التواصل بفعالية ستكون دائمًا أمرًا بالغ الأهمية. أصبح التواصل القوي أكثر أهمية لأن العمل عن بعد يتطلب اتصالات كتابية إضافية.

يعد التواصل الفعال بتنسيقات مختلفة أمرًا أساسيًا باعتبارك محترفًا في بداية حياتك المهنية. على سبيل المثال، يعد التواصل الجيد جزءًا أساسيًا من النجاح في مقابلة العمل. وكذلك المتابعة مع مسؤول التوظيف عن طريق إرسال رسالة شكر. بعد ذلك، عندما تحصل على الوظيفة، ستحتاج إلى التفاعل بفعالية مع رئيسك الجديد وزملائك في العمل.

4. الوعي الذاتي

إن الوعي الذاتي أو القدرة على التعرف على أفكارك ومشاعرك وأفعالك، هو مهارة تتجاوز المرحلة الأولى من حياتك المهنية. يمكن أيضًا اعتبار الوعي الذاتي شكلاً من أشكال الذكاء العاطفي.

يمتد الذكاء العاطفي إلى معرفة نفسك والبقاء منفتحًا على وجهات النظر الجديدة. إنها أيضًا مهارة يمكن تطويرها من خلال الاهتمام بفرص النمو واستكشاف طرق جديدة للتفكير.

إن إدراك نفسك كقائد يتلخص في كيفية تفاعلك مع مرؤوسيك المباشرين وزملائك. هذا يعني أنك تلتقط أيضًا الإشارات العاطفية للآخرين وتتعاطف معهم.

قد يسمح لك الوعي الذاتي في وقت مبكر من حياتك المهنية بالتفوق في مهام مثل الإجابة على الأسئلة في مقابلة العمل. على سبيل المثال، إذا كنت تعلم أنه ليس لديك الكثير من الخبرة في العمل، فقد تختار الإجابة على سؤال حول مؤهلاتك من خلال مناقشة التدريب الذي قمت به.

يساعدك الوعي الذاتي على الانتباه إلى كيفية تقديم المعلومات لفريقك في وقت لاحق من حياتك المهنية. علاوة على ذلك، فإن القادة الواعين لذواتهم غالباً ما يكونون أكثر وعياً بمستوى المخاطر المرتبطة بخيارات معينة. غالبًا ما يكون القادة الجيدون مجازفين أذكياء؛ ولا يسمحون لمستوياتهم الشخصية من احترام الذات بالتدخل في حكمهم.

من المبادئ الأخرى للوعي الذاتي امتلاك القدرة على التنظيم الذاتي، وهو أمر مفيد بشكل خاص إذا كنت قائدًا أو تريد أن تكون قائدًا. تصف لي التنظيم الذاتي بأنه عملية قيادة نفسك أو معرفة دوافعك الخاصة ولحظات القوة والضعف لديك.

وتقول لي: «تشير مهارات التنظيم الذاتي إلى مجموعة مهارات الإدارة الذاتية التي تساعدنا على إدارة عملياتنا الداخلية وعواطفنا بطرق تساعدنا على البقاء منخرطين ومنتجين ومتحكمين بذواتنا».

  • ترجمة: رؤى بستون
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1