أكبر سلحفاة في العالم بعمر ال 191 عامًا ولا تزال في طور التكاثر

جوناثان أكبر سلحفاة في العالم يبلغ الآن ال 191 عامًا، شهد خلال حياته حكم 40 رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، و31 حاكمًا لسانت هيلينا.

إذ احتفل جوناثان أكبر سلحفاة بالعالم بعيد ميلاده ال 191 ليحافظ على لقب أكبر حيوان بري يعيش على سطح الأرض لعام آخر.

ويعيش ذكر السلحفاة السيشيلية العملاقة، (الاسم العلمي Aldabrachelys gigantea hololissa) المعروف ب “جوناثان”، في جزيرة سانت هيلينا النائية في جنوب المحيط الأطلسي منذ عام 1882 م بعد أن قُدّم كهدية للحاكم خلال تلك الفترة.

ويُعتَقَد أنّه ولد في عام 1832 م على أقل تقدير، نظرًا لكونه كان بالغًا تمامًا عند وصوله، وهذا يعني أنه كان على الأقل في سن الخمسين، فمن الممكن أن يكون حتى أكبر سنًا من ذلك. وقد تم التحقق من العمر المفترض لجوناثان عندما اكتشفت صورة قديمة التقطت بين عامي 1882 و1886 يظهر فيها جوناثان وهو يرعى بسلام في الحدائق التي يملكها ويليام جراي ويلسن، حاكم إقليم سانت هيلينا البريطاني في ذلك الوقت.

ووفقًا لصحيفةThe Guardian، حدد نايجل فيليبس حاكم سانت هيلينا يوم مولده بشكل رسمي في 4 كانون الأول/ديسمبر 1932 في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.

وقد حقق جوناثان رقميين قياسيين في موسوعة جينيس للأرقام القياسية GWR، وهما أكبر حيوان بري يعيش على سطح الأرض، وأكبر حيوان من جنس التشيلونويات، الحيوانات التي تملك قشرة خارجية صلبة، والتي تشمل السلاحف البرية والسلاحف البحرية وسلاحف المياه العذبة.

في عام 2021 حصل جوناثان على لقب أكبر حيوان زاحف متجاوزًا توي ماليلا وهي سلحفاة مشعة عاشت بين عامي 1777 و1956 حيث وصل عمرها إلى 188 عامًا على الأقل.

يبلغ متوسط عمر سلاحف السيشل العملاقة حوالي 150 عامًا. وقد أكد الطبيب البيطري جو هولينز في سانت هيلينا أنّه على الرغم من أنّ جوناثان أصيب بالعمى الناتج عن إعتام عدسة العين (الساد)، وفقد حاسة الشم، إلّا أنّه لا يزال بصحة جيدة ويمتلك رغبة جنسية قوية وشهية جيدة. ووفقًا لموسوعة جينيس للأرقام القياسية، لا يزال جوناثان يحاول التزاوج مع السلاحف التي يعيش معها مثل السلحفاة إيما التي تبلغ حوالي ال 55 عامًا وفريدريك (32 عامًا)، “إذ أنّ الحيوانات لا تمتلك وعيًا تجاه الجنسانية”، يقول هولينز. ويضيف في مقابلة مع: GWR “إنه على الرغم من إدراكنا لهذه المسؤولية والواقع الحتمي المتمثل في وفاته في النهاية، إلا أننا حققنا تقدمًا كبيرًا في إطالة عمره قدر الإمكان. لقد بدأنا بإعطائه طعامًا مغذيًا يحتوي على سعرات حرارية عالية مرة واحدة في الأسبوع، وكان لذلك تأثير ملحوظ عليه، الأمر الذي أشار إلى احتمال وجود نقص قليل لديه في الفيتامينات والمعادن والعناصر الأخرى”.

صنف جوناثان في البداية كسلحفاة الدابرا العملاقة (Aldabrachelys gigantean) التي تنحدر من جزيرة الدابرا المرجانية والتي تشكل جزءًا من أرخبيل سيشيل، ولكن بعد الفحص الشامل لقوقعتها الذي أجراه خبراء علم الحيوان ومؤسسة سيشيل للطبيعة، توصل العلماء إلى أنها على الأرجح سلحفاة عملاقة نادرة من السيشيل.

كان هذا النوع على وشك الانقراض بسبب صيد الصيادين الأوروبيين المتزايد، وفي الواقع كان يُعتقد أنّ هذا النوع منقرض تمامًا حتى فحص الباحثون العينات المحتجزة لديهم واكتشفوا وجود أفراد على قيد الحياة. إذ وفقًا للخبراء المختصين بالسلاحف وسلاحف المياه العذبة التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة IUCN، يوجد حاليًا حوالي 80 فردًا مسجلًا في جميع أنحاء العالم.

عاش جوناثان خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، وشهد حكم 40 رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، و31 حاكمًا لسانت هيلينا. أما حاليًا، فإنه يجول في الأرض بسلام برفقة ثلاثة من زملائه من السلاحف العملاقة التي تدعى إيما وفريد وديفيد.

  • ترجمة: لمى القوتلي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1