هل تكبر الآذان والأنوف مع تقدم العمر؟
مع تقدمنا في السن يزداد حجم الآذان والأنوف، ولكن هذا يرجع إلى كيفية تأثير الشيخوخة على أنسجتنا، وليس بسبب نمو أنسجة جديدة.
عندما ننظر إلى الصور القديمة لأجدادنا، غالبًا ما نلاحظ مدى تغير ملامح وجههم بشكل جذري على مر السنين. لكن الأمر لا يقتصر فقط على اكتسابهم تجاعيد جديدة وترهل خدودهم قليلًا، بل يبدو أن أنوفهم وآذانهم قد أصبحت أكبر بشكل واضح بمرور الوقت.
لكن لماذا يبدو أن الآذان والأنوف تنمو مع تقدم العمر؟
إن ميزات الوجه تزداد في الحجم فعلًا خلال عمرنا الافتراضي، لكن ليس بسبب نمو أنسجتها، كما هو الحال في الطفولة، على سبيل المثال. قال الدكتور آلان ماتاراسو، الأستاذ السريري للجراحة في كلية زوكر للطب في هيمبستيد، نيويورك، والرئيس الأسبق للجمعية الأمريكية لجراحي التجميل، ل Live Science، إن الأذنين والأنف تنمو بالكامل في العشرينيات من العمر.
ويضيف إنه بعد سن المراهقة، يمكن أن تُعزى معظم التغييرات في شكلها وحجمها إلى عملية الشيخوخة. إذ إن الهياكل الأساسية لكل من الأذنين والأنف مؤلفة من الغضروف، وهو نسيج ضام قوي ولكنه في الوقت نفسه مرن، ويعمل على حماية العظام والمفاصل. يتكون الغضروف من خلايا متخصصة تسمى الخلايا الغضروفية، وهي متعلقة في مصفوفة لزجة وتستقر بواسطة شبكة من البروتينات الهيكلية تسمى الكولاجين والإيلاستين.
قال ماتاراسو إنه مع تقدمنا في السن، تصبح أجسامنا أقل كفاءة في إنتاج ألياف الكولاجين والإيلاستين الجديدة، مما يؤدي إلى ضعف وتخفيف بنية الغضروف بأكملها.
علاوة على ذلك، يؤثر العمر على بنية الأنسجة التي تحيط بالغضروف. على سبيل المثال، تبدأ أنسجة الوجه المشدودة بالاسترخاء مع تقدم العمر، جنبًا إلى جنب مع تأثيرات الجاذبية، مما يتسبب في ترهل شحمة الأذن وتدلي طرف الأنف. قال ماتاراسو إن ذلك يمكن أن يساهم في إدراك زيادة حجم الأنف والأذن.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يصبح جلد الأنف أثقل بسبب ارتفاع نشاط الغدد الدهنية، وهذا الوزن الإضافي للجلد يمكن أن يسحب الأنف إلى الأمام، كما شرح ماتاراسو.
قد يصبح هيكل الغضروف في الأذنين والأنف أكثر مرونة إذا فقدت العظام التي تثبتها بعضًا من كثافتها. وقد يكون هذا ناتجًا عن هشاشة العظام أو Osteopenia، إذ يزداد خطر الإصابة بهذا المرض التنكسي في العظام مع تقدم العمر بشكل كبير. كما أضاف إنه مع تقدم العمر، تنخفض وتتغير قوة العضلات في الأذنين والأنف وحولهما التي تدعم تلك الهياكل الغضروفية.
ومع ذلك، فإن المقدار الذي سيتغيرفيه الأنف وحجم الأذن بالضبط على مر السنين يعتمد على عدة عوامل جينية وبيئية، كما قال ماتاراسو.
تعتبر ملامح الوجه عمومًا سمة متوارثة للغاية، ويبدو أن شكل الأنف، على وجه الخصوص، مرتبط بالتركيب الجيني للفرد.
وفقًا لمراجعة عام 2018 نُشرت في مجلة Frontiers in Genetics. بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2021 نُشرت في المجلة الوطنية لجراحة الوجه والفكين، يبدو أن التغيرات الأنفية المرتبطة بالعمر هي أكثر شيوعًا لدى الذكور منها لدى الإناث، لكن سبب ذلك غير واضح.
أما فيما يتعلق بالعوامل البيئية، فهناك أدلة تشير إلى أن التعرض للتلوث والشمس يمكن أن يسرع عمليات الشيخوخة في الغضروف، كما قال ماتاراسو ل Live Science.
- ترجمة: ريم الاحمد
- تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
- المصادر: 1