هل كابلات الإنترنت العالمية تحت البحر هدف الحوثيين القادم؟

أنذر أحد المحللين من أن الهدف التالي للحوثيين لربما يكون كابلات الإنترنت تحت البحر.

وقالت الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة إن هناك “تهديدا خطيرا” للبنية التحتية الرقمية العالمية.

وقد نفى الحوثيون في السابق هذه الفكرة، وربما لا يملكون التكنولوجيا اللازمة للوصول إلى الكابلات.

حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة من احتمال قيام الحوثيين بقطع كابلات الإنترنت تحت البحر قبالة ساحل البلاد على البحر الأحمر، ووصفت ذلك بأنه “تهديد خطير لواحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم”.

ونشر معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في حكومة عدن، البيان على منصة X (تويتر سابقًا) بعد تحليل نُشر في منتدى الخليج الدولي.

وأخطر هذا التحليل من التحول المحتمل في استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر.

ومثل هذه الخطوة من شأنها أن تشهد تحولًا في استراتيجية الحوثيين من استهداف الشحن البحري – الذي يعد في حد ذاته مدمرًا للغاية للاقتصاد العالمي – إلى التدفق العالمي للمعلومات.

وقد نفى الحوثيون مزاعمهم حول هذه الفكرة في السابق.

وفي التحليل الذي نُشر الأسبوع الماضي، وصفت المحللة إميلي ميليكين/Emily Milliken في شركة Askari Defense & Intelligence ومقرها واشنطن الكابلات البحرية بأنها “الضحية التالية” للحوثيين.

وفي تعليقه على استهداف الحوثيين المستمر للشحن، أضاف ميليكين أن الجماعة “قد تعدل استراتيجيتها لمعالجة هدف جديد – وربما أكثر أهمية -: شبكة كابلات الاتصالات تحت البحر التي تبطن مضيق باب المندب”.

وأشارت إلى منشور على قناة تيليجرام يقال إنها تابعة للحوثيين، والذي أظهر خريطة للكابلات البحرية، مشيرة إلى أنها لا تربط اليمن فقط بل قارات بأكملها.

وكتبت: “حتى الأضرار الجزئية التي لحقت بالكابلات البحرية يمكن أن تمنع الوصول إلى الإنترنت عبر مناطق شاسعة، مما يتسبب في اضطرابات اقتصادية كبيرة لدول بأكملها”.

وهذا أمر مهم بسبب مدى اعتماد العالم والاقتصادات العالمية على الوصول إلى الإنترنت.

وكتبت ميليكين أنه في الوقت الحاضر، لا يمتلك الحوثيون التكنولوجيا التي تخولهم للوصول إلى المياه العميقة التي توجد فيها الكابلات عادةً.

لكنها أضافت أن المياه الضحلة نسبيا في المنطقة تجعل هذا الأمر أكثر جدوى، خاصة بمساعدة تدريب الغواصين القتاليين وامتلاكها للألغام البحرية.

وأدانت المؤسسة العامة للاتصالات اليمنية التهديد في بيان لصحيفة الغارديان.

ووفقا للمصدر، حثت شركة الاتصالات اليمنية أيضا مجموعات الاتصالات على عدم العمل مع الحوثيين من أجل منع معرفة سقوط الكابلات في أيديهم.

وفي ديسمبر/كانون الأول، قالت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون إنها “تنفي” أي “تهديدات مزعومة” تُنشر في وسائل الإعلام.

وقالت إن الحظر الذي فرضته على السفن الإسرائيلية – التي تعتبرها عدوا – لا ينطبق على أولئك الذين يقومون بالأعمال على الكابلات.

وتأتي التصريحات الأخيرة وسط ضربات أمريكية على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية، يوم الأحد، أنها ضربت أربعة صواريخ كروز مضادة للسفن زعمت أنها كانت جاهزة للاستخدام ضد السفن في البحر الأحمر.

كان ذلك الأحدث في سلسلة من الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين، في محاولة لحماية خطوط الشحن المستخدمة عالميًا، كما أفاد جيك إبستين/Jake Epstein من Business Insider.

وتعد هجمات الحوثيين على السفن، المستمرة منذ نوفمبر الماضي، جزءًا من هدف الجماعة المعلن المتمثل في ضرب السفن المرتبطة بإسرائيل لدعم الفلسطينيين في غزة.

  • ترجمة: منهل زريقة
  • تدقيق علمي ولغوي: حسام عبدالله
  • المصادر: 1