نتائج دراسة: إن فلاتر الهواء باهظة الثمن قد لا تمنع إصابتك بالمرض

“أظهرت الأدلة المجمعة أن هذه التقنيات لا توقف المرض أو تقلله.”.

وفقًا لتحليل جديد أجراه باحثون في المملكة المتحدة، قد تكون أنظمة تنقية الهواء غير فعالة في العالم الواقعي، بالإضافة إلى مجموعة من الاستراتيجيات الأخرى التي يفترض أنها تقلل من المخاطر التي انتشرت منذ جائحة COVID-19.

وفي مراجعة لأكثر من 30 دراسة أجريت بين عامي 1970 و2022، وجد الفريق الذي يعمل على الورقة البحثية الجديدة القليل من الأدلة التي تفيد عن فعالية تقنيات تنقية الهواء مثل فلترات تنقية الهواء والأضواء المبيدة للجراثيم والمؤينات للحد من انتشار الفيروس في أماكن مثل المدارس أو دور الرعاية.

هذه النتيجة مهمة. ولكن، حتى الآن، فإن القرارات التي اتخذها العديد من الأشخاص والمنظمات لتوظيف مثل هذه التقنيات أثناء الوباء استندت إلى حد كبير إلى النتائج المخبرية. وكما قال شون فيتزجيرالد، مدير مركز إصلاح المناخ في جامعة كامبريدج، والذي لم يشارك في البحث: “في النهاية، هناك العديد من العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها إذا كنا مهتمين بالتأثير المحتمل للإصابة بالمرض”. وأوضح: “يمكن أن تكون هناك طرق انتقال تتجاوز الهباء الجوي مثل الأسطح أو القطرات المنبعثة من العدوى التي تسقط مباشرة على شخص آخر. إن تصميم الدراسة في العالم الحقيقي محفوف بالصعوبات خاصة أثناء الأوبئة الطارئة.”.

ففي بعض الحالات، حتى نتائج المختبر لم تكن موجودة، إذ وجد الفريق أربع تجارب فقط جمعت بيانات حول العدوى بين البشر الذين يتنفسون الهواء المنقى في الأماكن المغلقة. وتشير الورقة البحثية إلى وجود نقص واضح في الدراسات التي تتناول كيف يمكن لهذه التكنولوجيا (أو عدم استطاعتها) إبطاء انتشار أمراض الجهاز الهضمي مثل نوروفيروس.

ولكن الأدلة التي أمكنهم جمعها كانت واضحة إذ لا يوجد حاليًا الكثير من الدعم لفكرة أن أنظمة تنقية الهواء تساعد على منع الإصابة بالمرض.

وفي بيان، قالت جولي برينارد، كبيرة الباحثين في كلية الطب بجامعة إيست أنجليا نورويتش (UEA)، والباحثة الرئيسية في المشروع: “إن هناك الكثير من الأدلة الموجودة التي تثبت أنه يمكن تقليل التلوث البيئي والسطحي وذلك من خلال العديد من استراتيجيات معالجة الهواء خاصة أضواء المبيدات للجراثيم وترشيح الهواء عالي الكفاءة (HEPA)”. كما أوضحت: “لكن تلك الأدلة المشتركة أشارت إلى أن هذه التقنيات لا توقف أو تقلل من المرض”.

والأكثر من ذلك، يشير التحليل إلى أن الكثير من الأبحاث السابقة في هذا المجال تعاني على الأرجح من مشكلة شائعة جدًا في الأوساط الأكاديمية وهي التحيز في النشر. وهي الظاهرة التي من المرجح أن ينشر فيها النتائج المثيرة للاهتمام أو الإيجابية أكثر من النتائج المملة أو السلبية. ولكن هذا لا يعد بالضرورة خبيثًا أو حتى متعمدًا، إنما يمكن أن يكون كافيًا لإعطاء انطباع منحرف أو حتى متخلف تمامًا عن الواقع إلى حد كبير.

لذلك أوضحت برينارد أنه في حين “كان هناك بعض الأدلة الضعيفة على أن طرق معالجة الهواء قللت من احتمال الإصابة، إلا أن هذه الأدلة تبدو متحيزة وغير متوازنة. ونشك بشدة في وجود بعض الدراسات ذات الصلة التي لها تأثير طفيف جدًا، أو حتى بدون تأثير، لكنها لم تنشر قط”. واعترفت بأن النتائج قد تكون “مخيبة للآمال”، لكنها معلومات مهمة في عالم ما بعد COVID.

وقال المؤلف المشارك بول هانتر أستاذ الطب في كلية الطب في نورويتش بجامعة إيست أنجليا: “عندما انتشرت جائحة COVID، بحثت الكثير من الشركات والحكومات الكبيرة، بما في ذلك خدمة الصحة الوطنية NHS والجيش البريطاني ومدينة نيويورك والحكومات الألمانية الإقليمية، في تثبيت هذا النوع من التكنولوجيا كمحاولة لتقليل جزيئات الفيروس المحمولة جوًا في المباني والمساحات الصغيرة”.

وأضاف: “لكن تقنيات معالجة الهواء يمكن أن تكون باهظة الثمن. لذلك كان من المفيد الموازنة بين الفوائد والتكاليف، وفهم القدرات الحالية لمثل هذه التقنيات.”.

على الرغم من بعض النتائج الإيجابية المحتملة الأخيرة، لا ينبغي استبعاد أنظمة تنقية الهواء بالكامل حتى الآن. إذ كان الباحثون واضحين حول عدم تضمين أي دراسات حول تطبيق مثل هذه التقنيات لاحتواء COVID-19 على وجه التحديد.

وقالت برينارد: “نأمل أن تُنْشَر تلك الدراسات التي أجريت خلال COVID قريبًا، إذ يمكننا عندئذ إصدار حكم أكثر استنارة حول قيمة معالجة الهواء التي قد تُسْتَخْدَم أثناء الوباء”.

  • ترجمة: رنا السوقي
  • تدقيق علمي ولغوي: عبير ياسين
  • المصادر: 1