ثلاث مهارات بشرية لن يحل محلها الذكاء الاصطناعي

الملخص

هل ستقلل أدوات الذكاء الاصطناعي المبتكرة حديثًا والتي سمعنا عنها كثيرًا من فرص العمل المتاحة قبل أن تتقدم إِليها؟

لا تقلق بشأن هذا الموضوع، فيمكنك أن تتمتع بمستقبل مهني هادف، ومشرق، وحتى مبدع؛ لكن إِذا أردت تحقيق النجاح والتميز عن غيرك من أقرانك، فيتعيَّن عليك تعلم كيفية الاستفادة من هذه الأدوات وصقل المهارات الثلاثة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محلَّها. فما هي؟

1. الفضول:

لا تدع الذكاء الاصطناعي يجعل منك إِنسانًا مملًا ومتحيّزًا وسطحيًا، بل كُن فضوليًّا، واستثمر وقتك في تعلم السبل التي يمكنك من خلالها نقل المهام الروتينيَّة إِلى الذكاء الاصطناعي، حتى لا تقع في فخ الروتين القائم على دور الذكاء الاصطناعي.

إِذن، استخدم أدوات الذكاء الاصطناعي، لتلهمك وكن فضوليًّا أكثر عمّا يدور في هذا العالم.

2. التواضع:

لا تدع الذكاء الاصطناعي يستصغر وعيك بذاتك، ولكن ابدأ باستكشاف ذاتك الحقيقيَّة بطرح الأسئلة التالية: ما هي السلوكيَّات التي تتناسب معك؟

ما الذي يلهمك؟ ما الذي يعترض طريقك؟

ثم اطلب من الآخرين أن يعلقوا على الأمر، إِن الذكاء الاصطناعي جيد بشكلٍ لا يصدق في التأقلم مع الآراء وتقبّلها، لذا عليك أن تكون كذلك، واطلب من الآخرين مساعدتك في استكشاف ذاتك.

3. الذكاء العاطفي:

لا تنس أنك إِنسان لك القدرة على بناء العلاقات، وإِظهار التعاطف، والقدرة على التواصل بفاعليَّة (لأنه أصبح مهمًّا من أي وقتِ مضى) قبل تبادل الآراء أو اتخاذ القرارات، أن تتوقّف وتفكر في زملائك، فهل أنت تحقق أهداف الفريق، أو تحقق أهدافك؟

من أجل تجنب النزاعات، ينبغي عليك أن تكون حذرًا جدًا عند التواصل الرقمي، إذ غالبًا ما يؤدي إلى تصاعد العدوانية أثناء تبادل الآراء، مما يسهم في حدوث النزاعات.

بعد ابتكار الذكاء الاصطناعي ونجاحه في غزو التكنولوجيا، يبدو أنه حان الوقت لاستخدام هذه التقنية لاقتحام مجال الأعمال بسرعة، ولكن من الجيد أن تتأنى وتتفكر في الأمر. فعند استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، قد يكون لها تأثير على فرص العمل المتاحة، لذا يجب أن تتأكد من دراسة آثارها قبل الشروع في تطبيقها.

لا تقلق، فعصر الذكاء الاصطناعي سيفتح الكثير من فرص العمل للبشر ويساعدك على تحقيق مستقبل مهني مشرف ومبدع. لكن من أجل التفوق والتميز عن غيرك، ينبغي أن تتعلم كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وتطوير مهاراتك التي لا يمكن للآلات استبدالها.

وبحكم عملنا بوصفنا اختصاصيين في علم النفس، فإننا نقضي وقتًا كبيرًا في دراسة الصفات التي تساعد الموظفين على الذهاب إلى العمل، ويشير بحثنا إِلى أن هناك ثلاثة مواهب أساسية من المستبعد أن يصبح الذكاء الاصطناعي عوضًا عنها.

لذا، فإِنّ تسخير هذه المواهب أمرًا أساسيًّا للازدهار في عصر الذكاء الاصطناعي في المستقبل.

1- الفضول:

لا تدع الذكاء الاصطناعي يجعل منك إِنسانًا مثيرًا للملل ومتحيزًا وسطحيًّا.

فقد أصبح مؤثرًا على الكثير في جوانب حياتنا؛ وفي كل منصة رقميَّة تقريبًا، بدايةً من مواقع التواصل الاجتماعي، وخدمات البث، إِلى تطبيقات الهاتف المحمول، والمواقع التي نتصفَّحها عبر الانترنت؛ إذ لخوارزميَّات الذكاء الاصطناعي القدرة على أتمتة (راجع الهامش) قراراتنا والتأثير في اهتماماتنا، مما يجعلنا أقل إِبداعًا، وفي غاية البساطة، وأقلّ قابليةً للتنبؤ، ومثيرين للملل بصورة متزايدة.

ربما تعتقد أنك محصَّن من كل هذا، ما دمت لا تسعى إِلى شغل وظيفةٍ في مجال تكنولوجيا المعلومات، ولكن أيًّا كان المجال الذي تتخصص فيه، فإِن الذكاء الاصطناعي قادم لصناعتك ومن أجلها، ففي الآونة الأخيرة تأثرت المهن المعتمدة على البشر منذ قدم الزمان بوجود الوسائل التكنولوجية الذكيَّة، مثل “شات جي بي تي” على سبيل المثال، الذي يمكنه كتابة المقالات التسويقيَّة، والقصائد الشعريَّة مثل البشر، بالإِضافة إِلى إِسداء النصائح الهادفة في مجال الأعمال، ولمحرك البحث “جوجل” أداة تصدر الموسيقى، و”ميد جورني” يعد شتى أنواع الفنون التي حازت على الجوائز، إذ يستعين مبتكروه بالذكاء الاصطناعي لإِحياء المسلسلات الكوميديَّة الكلاسيكيَّة.

فبدلًا من أن يخيفك هذا التقدم، دعه يلهمك الفضول، وعلى كل حال، فإن الفضول هي السمة البشرية الوحيدة التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها بنجاح.

إذن، استخدم طبيعتك الفضولية في العصف الذهني لتوليد أفكار يمكنك من خلالها الإفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي، فإن قمت بذلك على نحو مدروس، فسيكون الذكاء الاصطناعي مجالًا لتحسين إنتاجيتك وأداءك في شتى المجالات؛ مما يساعدك على التميُّز عن أقرانك، لاسيما من قد لا يولي اهتمامه بهذه التكنولوجيا ويتجاهلها.

فإليك بعض الخطوات التالية:

1- اكتشف الأدوات الجديدة، واطرح الأسئلة وكن مبدعًا،

فكر في مجموعة المهام التي يمكن للذكاء الاصطناعي مساعدتك فيها، مثل المهام الروتينية، وغير الإبداعية، والمتكررة، ثم أدرجها في قائمة المهام الواجب أداءها، إذ هذه هي المهام التي صمم للقيام بها الذكاء الاصطناعي. ف«أوبن أكونت» يسمح بفتح حساب حر لجميع الأشخاص، كإحدى طرق تجريبه، وفي هذه المنصة، يمكنك أن تطلب من الذكاء الاصطناعي إنهاء المهام المختلفة لك.

على سبيل المثال، يمكنك الاستعانة ب«تشات جي بي تي» لنسخ الرسائل الإخبارية لك، وتحليل البيانات، وتصميم العروض التقديمية. (ربما يتعين عليك أن تجرب هذه الأشياء لإتقان الكتابة السريعة، فهذا يشكل جزءً من عملية التعلم).

من الملاحظ أن الذكاء الاصطناعي يأخذ خطوات جديدة لحل المشكلات المألوفة، ويرغمك على التفكير في هذه الحقيقة بالرغم من عدم وجود إثبات كامل. إضافة إلى ذلك، يساعدك في التعامل مع المشكلات غير المألوفة والتي لم يسبق لك التعامل معها؛ غير أنه بالفضول واستثمار الوقت اللازم لتعلم كيفية تحويل المهام الروتينية إلى الذكاء الاصطناعي، فسوف تتدخر المزيد من الوقت والجهد العقلي لأشياء أخرى لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أداءها؛ مثل بناء العلاقات، والتفكير الاستراتيجي، وحرية الإبداع الأصيل.

2- لا تقع في فخ روتين الذكاء الاصطناعي

على الرغم من أهمية استكشاف أدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة، إلاّ أنه من الضروري أن تكون واعيًا في تجنب الإفراط في استخدامها، لأن آخر شيء تريده هو أتمتة حياتك بأكملها؛ فهو سيشبع تعطشك الفكري بصورة مؤقتة كأداة «تشات جي بي تي» التي تشبه الوجبات السريعة؛ تمنحك إشباع لحظي لبعض الوقت، فيساء استخدامها، وبالتالي وإدمانها.

ويصعب على البشر أن يشتدّ فضولهم لمعرفة الخبرات اليومية عند الانغماس في الأنشطة الروتينية المتكررة والمألوفة، فبدلًا من ذلك تعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي على أنها بذور تثير لديك الملكة الإبداعية الأصيلة، وتطلق عنان خيالك لتسرح وتتأمل عمّا يدور حول هذه الأشياء.

وحتى لا تقع في فخ حياة الانغماس في الذكاء الاصطناعي، فاتخذ قرار الابتعاد عنها، وابدأ في حضور فعاليات التواصل اليومية شخصيًا، أو اتخذ طريق مختلف أثناء نزهتك اليومية، أو مارس هواية جديدة، وانخرط في التساؤل العمدي، واستكشف الأعماق؛ فيمكن لهذه التجارب الجديدة أن تحفز عقلك الفضولي، وتلهب شوقك نحو التعلم والفهم.

2- التواضع:

لا تدع الذكاء الاصطناعي يستصغر وعيك، كلما زادت البيانات التي يتلقاها الذكاء الاصطناعي، أصبح أكثر دقة في التنبؤ برغباتنا وتفضيلاتنا، لكن الذكاء الاصطناعي قد يمنحنا إحساسًا كاذبًا بالأمان بعرض المحتوى الذي نريد أن نراه، والأفكار التي يمكن أن نتفق معها؛ طريقة كلاسيكية للتفكير الجماعي والانحياز التأكيدي.

فإذا تُرك دون منازع، يمكن أن تشعر بالركود والثقة الزائدة. لذا، من المهم جدًا أن تتحرى عن المحتوى الذي تراه، وأن تتحدى نفسك في النظر في مختلف الآراء، والتعرف على نفسك دون أن يخبرك بذلك الذكاء الاصطناعي.

في الواقع، أننا لسنا معصومين من الخطأ بطبيعتنا، فالكمال في كل شيء مستحيل. على سبيل المثال، ربما يصعب عليك توصيل أفكارك في حين أنك لا تدرك ذلك؛ إذ يمكن لكل شخص موجود في قائمة الرسائل الخاصة بك «أن يفهمك». لا بأس من أن يصبح لك نقاط ضعف أو ثغرات بحاجة إلى التحسين، لكن الإخفاق في تحديدها وإدارتها المتصلة بما تمتلكه من المهارات سيؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة، والتوتر في علاقات العمل، وإثارة الخلافات غير الضرورية.

ولهذا، فإن التمرن على التواضع، وتوسيع وعيك الذاتي؛ الأمر الذي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أداءه، كما أنهما يحظيان بأهمية بالغة، وإليكم كيف:

1- تعرّف على ذاتك

طرق النجاح في حياتك المهنية ثلاث: العمل الجاد، والحظ، ومعرفة الوسائل التي يمكنك من خلالها تطبيق مواهبك. ولتطبيق الوسيلة الأخيرة، يتعين عليك أن تنمّي وعيًا عميقًا بشخصيتك.

تشير الإحصاءات إلى أن 90‎%‎ من الموظفين يفتقرون إلى الوعي الذاتي في بيئة العمل، فصوّب هدفك تجاه أن تصبح من بين 10‎%‎ من هؤلاء الذين يستطيعون ذلك.

اسأل نفسك: ما هي التصرفات التي تتناسب مع شخصيتي؟ وما الذي يلهمني؟ وما العقبات التي تحول دون الوصول إلى هدفي؟

يمكن أن يمنحك تقييم علمي للشخصيات المعلومات التي تعكس شخصيتك، وتجيب عن الأسئلة المطروحة.

لذا، ليس عليك أن تغيّر شخصيتك، بل تعلم كيف يمكنك إدارتها؛ فهذا يشكل مقوّمًا أساسيًا للإنسان والموظف الناجح.

بمجرد الإجابة عن الأسئلة، حاول أن تحدد الثغرات التي تجدها في شخصيتك اليومية، الشخص الذي يتعامل معه الآخرون.

قد تساعدك أدوات الذكاء الاصطناعي في رحلة استكشاف ذاتك. فمثلًا، عندما تتلقى إشعارًا من هاتفك، أنك لم تنهض لبعض الوقت، أو تذكرك الساعة الذكية بأنك لم تأخذ قسطًا كافيًا من النوم، ربما يثير لديك الشعور بالذنب.

لذا تحرى هذا الشعور: هل تعكس تصرفاتك المعايير الأخلاقية أو الحياتية؟ ما هي التغييرات اللازمة لأصل إلى الصورة الأقرب إلى شخصيتي؟

2- اطلب آراء الآخرين

إن الذكاء الاصطناعي جيد بشكل لا يصدق في التكيف مع الآراء وقبولها، فيجب أن تكون كذلك، لكن الحصول على الرأي الدقيق ومعرفة سبل التطبيق على أساسه سيساعدك على استهداف مواضع التحسن في شخصيتك التي سوف تشكل التأثير الأكبر في حياتك المهنية؛ غير أن‎ 83‎%‎ من صغار المهنيين لا يتلقون دعمًا موضوعيًا من مديروهم، فقد يتعين عليك –لهذا السبب– أن تمسك بزمام الأمور في يدك، وأن تتواصل مع أقرب الزملاء إليك، طارحًا الأسئلة التالية:

1. بماذا عليّ أن أبدأ؟

2. ما الذي يجب أن أتوقف عن فعله؟

3. ما هو الأمر الذي يجب أن أواظب عليه؟

كن واضحًا في البحث عن الأمانة؛ لا يقتصر البحث فحسب عن نفسك، وإنما عن السبل التي يمكنك من خلالها تحسين المهارات ذات الصلة بمهام عملك؛ فهذا سوف يساعدك على إعداد خطة مهنية استراتيجية تؤهلك لمواجهة تحديات العمل الرئيسية، وعلى مواكبة أدوات الذكاء الاصطناعي التي ظهرت مؤخرًا.

3- الذكاء العاطفي

لا تنس ماذا يعني أن تكون إنسانًا، مثل الثورة الصناعية التي نادت بالعمل البدني الميكانيكي، فإن الذكاء الاصطناعي يحرك رأس المال الفكري، ونتيجة لذلك، ستصبح قدرتك على بناء العلاقات، وممارسة التعاطف، والتواصل بفعالية (الذكاء الاصطناعي) أهم من وقت سبق.

أمضينا الكثير من تعليمنا الرسمي في تنمية معارفنا ورأس مالنا الفكري، إلاّ أنه غالبًا ما يتجاهل التعامل مع التنمية الاجتماعية العاطفية، لكن عندما تبدأ حياتك المهنية، يتعين عليك التمرن مجددًا على هذين الأمرين لتعزيز ذكائك العاطفي بخطوتين:

أولاً، التركيز على الآخرين مثلّما تركز على نفسك

فكر في الوقت الذي تقضيه حاليًا في الاجتماعات أو التواصل مع الآخرين، وسوف يزداد بمجرد أن الذكاء الاصطناعي سيبدل التأكيد على العمل من المنزل إلى التنسيق؛ لأنه في هذا العصر ستصبح المنظمات ناجحة عندما تعمل الفرق وأعضاؤها بصورة جماعية وتفاعلية. وعندما تبدأ حياتك المهنية، ستمهد الطريق لنفسك أولاً، فهذه خطوة ضرورية في محاولة للتطور، وتذكر أنه يجب التعايش للمضي قدمًا إلى الأمام.

قبل التعبير عن رأي أو اتخاذ قرار، انتظر وفكر مليًا في زملائك؛ فهل تعمل لصالح أهداف الفريق، أو لصالح نفسك؟ أولاً، عليك أن تتذكر أن تطرح هذا السؤال، حتى يمكنك بعدها ممارسة مهارات التعاطف بصورة طبيعية، وعن تجربة، فإن ترتيب أولويات الآخرين واهتماماتهم أفضل طريقة للمساعدة في تحقيق مصلحتك الشخصية، إذ يمكن أن يصيروا حلفاء لك.

ثانيًا، تعلم كيفية التعامل مع الخلافات

حتى تصبح موظفًا في عصر الذكاء الاصطناعي، يتعين عليك أن تتحلى باللباقة، فلا يريد الآخرون التعامل مع أشخاص وقحين وعديمي القيمة وأنانيين.

إن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع أن يكون مرناً بسهولة، لذا من المهم تعلم كيفية التعامل مع الخلافات بمرونة عالية، والتحلي بالتعاون، وتفادي الجدالات بقدر الإمكان، وثمة طريقة للقيام بذلك وهي أن تصبح شديد الانتباه عند التواصل بصورة رقمية، لاسيما عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل؛ نظرًا للوساطة التكنولوجية الحاضرة في معظم تفاعلاتنا مع الآخرين التي قد تؤدي إلى الاندفاعية، والبرود، والتراشق بألفاظ معادية للمجتمع إذ ينشب النزاع. حتى أولئك الذين يعبرون بشكل طبيعي عن الدفء واللطف للآخرين يُشجعون إلى أن يكونوا عدوانيين (في بعض الأحيان بشكل سلبي) عند التواصل رقميًا.

يتسبب الدرع الإضافي لأجهزتنا في نسيان تعاطفنا مع الآخرين وإطلاق العنان لأنفسنا غير المقيد وغير الخاضع للرقابة. لذا قبل إرسال رسالة إلى زميلك في العمل، ذكر نفسك أنك تتعامل مع إنسان على الجانب الآخر.

عندما تظهر الخلافات، حاول أن تفهم وجهة نظرهم حتى تتمكن من المضي قدمًا معًا. سيستمر الذكاء الاصطناعي في جعل التواصل بين البشر أكثر انفصالًا، لكن الناس سيتوقون دائمًا إلى العمل مع الآخرين الذين يتمتعون بالهدوء والقدرة على وقف تصعيد النزاعات.

ليس هناك شك في أن الذكاء الاصطناعي سيفوز بسباق الذكاء، لكن الذكاء العاطفي سيظل جوهريًا وفريدًا من نوعه للإنسان، حتى لو تعلم الذكاء الاصطناعي التظاهر بالتعاطف والتفكير.

نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يتطابق مع الذكاء على مستوى الإنسان، فإن التحدي المتمثل في التميز عند البحث عن أول وظيفة أو ترقية كبيرة لك لن يصبح أكبر من أي وقت مضى. فيجب ألا تتجاهل هذه التطورات؛ فبعد كل شيء، لا توجد صناعة سيتركها الذكاء الاصطناعي. وسيصبح التحدي هو أن تكون استباقيًا في الاستثمار في نفسك.

فإذا بقيت فضوليًا وتدربت على التواضع وركزت على الآخرين، فستكون في وضع جيد لتزدهر في هذه الأوقات المثيرة.

هامش:

أتمتة: تُشير عمليّة الأتمتة إلى تطبيق الآلات على المهام التي تمّ إنجازها مرّة من قِبل الإنسان أو أكثر من مرّة واحدة بالإضافة إلى المهام التي تبدو مستحيلة، وعلى الرّغم من إشارة مفهوم (المكننة) إلى استبدال العمالة البشريّة بالآلات إلّا أنّ الأتمتة هي عمليّة دمج الآلات في نظام التحكّم الآلي.

  • ترجمة: زينب محمد الأصفر
  • تدقيق لغوي: غفران التميمي
  • المصادر: 1