نتائج دراسة عرضية: يفشل الجميع في إنجاز الأشياء في الوقت المحدد

عندما تقول: «سأنجز الأمر هذا الأسبوع»، فأنت تكذب على نفسك.

تظهر ورقة علمية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) أن القليل من المهام تُنجَز بالفعل ضمن الإطار الزمني المتوقع، إذ فشل الأشخاص من جميع الأعمار ومستويات الخبرة إلى حد ما في تقدير المدة التي نحتاجها لإكمال المهام، بينما استغرقت مهام الكتابة والبرمجة وقتًا أطول.

إن الجميع على دراية بصعوبة القيام بكل الأشياء التي يتعين عليك القيام بها، ناهيك عن القيام بكل ما تريد القيام به. حدث خطأ ما، إذ يستغرق تنفيذ قسم واحد وقتًا أطول مما كان مخططًا له في الأصل، وتحتاج أن ينجز شخص آخر عمله قبل أن تتمكن من البدء بعملك، وتعترض طريقك مشكلات أخرى لا حصر لها. في النهاية، استغرقت المهمة وقتًا أطول بكثير مما كنا نأمل.

يمكن لأي شخص حضر ندوة حول تحديد الأهداف الذكية أن يخبرك بطريقة ما أن هذه إحدى التجارب الإنسانية الأكثر شيوعًا.

في دراسة عرضية، أمضى مجموعة من طلاب الدراسات العليا وطلاب ما بعد الدكتوراه والطلاب الجامعيين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تسعة أشهر في تسجيل ما أرادوا القيام به، والوقت الذي اعتقدوا أن الأمر سيستغرقه للقيام بذلك، والمدة التي استغرقها إكمال المهام بالفعل، هذا إذا أُنجزت.

إن ورقة جونزو التي تحمل عنوان «سأنهي الأمر هذا الأسبوع وأكاذيب أخرى» هي مناقشة فكاهية لمدى صعوبة تحديد الأهداف بدقة، وإلقاء نظرة وحشية على أعراف الآخرين التي غالبًا ما تشبه إلى حد كبير أعرافنا.

في عام 2020، أنشأ الباحثون المذكورون أعلاه نظامًا للمساعدة في دعم وتشجيع بعضهم البعض في عملهم وتحقيق أهدافهم. ويتضمن النظام تسجيلًا أسبوعيًا، إذ يُدرج المشارك المهام التي يريد القيام بها، والمدة التي يتوقع أن يستغرقها، ثم يقدم تقريرًا بعد أسبوع عن المدة التي استغرقتها هذه المهام فعليًا.

وربما عن طريق الصدفة، اتخذ هذا النظام شكل دراسة طولية، وهو نوع من الأبحاث التي تدرس متغيرًا معينًا (في هذه الحالة، وقت إنجاز مهمة) على مدار فترة زمنية معينة.

وقد تضمنت البيانات 559 مهمة أُنجز معظمها خلال عام، ومتى أُنجزت، والوقت المتوقع لإنجازها، وعدد ساعات العمل التي تمثلها. وكما هو موضح في الدراسة، توزعت المهام لتناسب إحدى هذه الفئات:

1. مهام البرمجة: أي مهمة برمجية للبحث أو العمل المدرسي (على سبيل المثال، التحليل في لغة بايثون).

2. مهام الكتابة: أي مهمة تركز على الكتابة أو التحرير (على سبيل المثال، العمل على مسودة ورقية).

3. مهام القراءة: أي مهمة تركز على القراءة (على سبيل المثال، قراءة مقال في مجلة).

4. المهام الإدارية: أي مهمة تتعلق بإدارة مجموعة أو قسم بحثي (مثل تنظيم الاجتماعات).

5. مهام الإعداد للمحادثة: كتابة أو التدرب على عرض تقديمي أو عرض ملصقات.

6. مهام الخدمة: العمل التطوعي (مثل تنظيم أنشطة التوعية).

7. مهام مجموعة المشكلات: الواجب المنزلي للفصل الذي لا يركز على البرمجة أو القراءة.

8. مهام أخرى.

استغرقت المهمة المتوسطة 1.4 مرة وقتًا أطول من المتوقع لإنجازها، في حين بلغ متوسط ​​الفرق أكبر قليلًا 1.7 مرة. أُنجز ما يزيد قليلًا عن نصف المهام، أي 53%، في الوقت المحدد. واستغرقت مهام الكتابة والبرمجة وقتًا أطول، إذ استغرق بعضها عشرة أضعاف الوقت المتوقع.

كما أُنهيت المهام ذات المواعيد النهائية في الوقت المحدد. ويظهر ذلك في مجموعة المشكلات وفئات الخدمة، إذ إن الواجب المنزلي له موعد محدد ويُخطّط للفعاليات التطوعية. كان باحثو ما بعد الدكتوراه أكثر دقة من أي شخص آخر، ولكن قد يكون السبب في ذلك أقل بسبب أعمارهم وخبراتهم، وأكثر بسبب نوع العمل الذي كانوا يقومون به. وكان طلاب الدراسات العليا أسوأ من الطلاب الجامعيين، مما يشير إلى أن العمر ليس عاملًا جوهريًا.

يبدو أنه حتى الأشخاص المتعلمون تعليمًا عاليًا والذين يتعين عليهم تقدير الوقت الذي سيستغرقه عملهم المعتاد بشكل منتظم لا يجيدون ذلك. إذ يبدو أنها حقيقة عالمية: إن معظم المهام تستغرق وقتًا أطول بكثير من المتوقع. حتى أولئك الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في هذه المهام لم يكونوا أفضل كثيرًا في إجراء هذه التقديرات.

لذا، إذا كنت تخطط للقيام بشيء ما خلال فترة زمنية معينة، فقد يكون من الأفضل إطالة تقديرك الأصلي. ولكن حذار! فقد يتسبب هذا في مضاعفة الوقت الفعلي المطلوب مرة أخرى.

بدلًا من ذلك، يمكن إضافة مواعيد نهائية وعواقب مرهقة لعدم الالتزام بإنجاز المهام إلى أهدافك، وذلك لأن المهام ذات المواعيد النهائية الصعبة تميل إلى الانتهاء في الوقت المحدد بمعدلات أفضل بكثير من تلك التي لا تتضمن مواعيد نهائية. ويتفق كُتّاب آخرون على أن هذا يفعل المعجزات في إنجاز الكتابة بتكلفة معتدلة للسلامة العقلية فقط.

أشارت كالي براور، المؤلفة الرئيسية ومرشحة الدكتوراه، إلى أن العديد من المشاركين في الدراسة وجدوا أن تحديد الأهداف المستندة إلى الوقت، مثل «سأدرس مدة خمس ساعات»، ساعدهم على الاستمرار في المهمة بشكل أفضل من تحديد الأهداف المستندة إلى النتائج، مثل «سوف أتقن فن نسج السلال تحت الماء بعد هذه القطعة التي تستغرق خمس ساعات».

  • ترجمة: عبير ياسين
  • تدقيق علمي ولغوي: فريال حنا
  • المصادر: 1