كيف تعرف ما إذا كان زيت الزيتون الذي تشتريه مفيدًا لك أم لا

يتمتع زيت الزيتون بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بالخرف، وضعف صحة القلب، والتدهور المعرفي أو الوفاة المبكرة.

إن مدى فائدة النظام الغذائي المتوسطي يعتمد في الواقع على كيفية حصاد المنتج ومعالجته وتخزينه واستخدامه، سواءً كان في المزارع أو المطاحن ومحلات البقالة أو منزلك.

وقال الدكتور ‘Tassos Kyriakides/تاسوس كيرياكيدس’، الأستاذ المساعد في الإحصاء الحيوي في كلية Yale/ ييل للصحة العامة في New Haven/نيو هيفن بولاية Connecticut/كونيتيكت: “إن الفوائد الصحية تأتي من مجموعة عوامل متنوعة أو من المكونات الموجودة في زيت الزيتون. إن الحمض الرئيسي في زيت الزيتون هو حمض الأوليك، وقد ثبت أن له فوائد صحية كثيرة”.

وقالت الدكتورة Mercedes Fernández/مرسيدس فرنانديز، رئيسة وحدة القيياس والأبحاث في المجلس الدولي للزيتون (منظمة حكومية دولية مقرها في إسبانيا): “إن الكمية الغنية من مادة البوليفينول الموجودة في زيت الزيتون تُعدّ من الأمور الهامة، وهي نوع من مضادات الأكسدة التي تساعد على الحماية من تلف الخلايا والالتهابات في الجسم”.

إليك ما تحتاج إلى معرفته لاختيار أفضل زيت زيتون ممكن لنظامك الغذائي:

الحصاد والتجهيز

قال Kyriakides/كيرياكيدس: “تاريخيًا، إن العلامات التجارية التي تحافظ على جودة زيت زيتون عالية هي تلك التي تهتم بالعملية منذ لحظة الحصاد، وإن الزيت المصنوع من الزيتون الأخضر الذي يتم حصاده بلطف والذي لم ينضج بالكامل هو الأفضل لأنه يحتوي على تركيز أعلى من المكونات الصحية”.

وإن مدى سرعة انتقال الزيتون من مرحلة الحصاد إلى مرحلة المعالجة وتحويله إلى زيت هو العامل المهم التالي.

وقال كيرياكيدس: “تمتلك بعض الشركات مطاحن وعمليات معالجة خاصة بها إذ يمكنها خلال ساعتين أخذ الفاكهة من الأشجار ووضعها في المطحنة والحصول على المنتج”.

وهذا يقلل من خطر أكسدة الثمار أو تخميرها بسبب بقائها لفترة طويلة بعد الحصاد.

وأضاف: “لا ينبغي أن يكون هناك أكثر من بضعة أيام بين مواعيد الحصاد والتجهيز”.

يقول الخبراء إن كيفية معالجة الزيت هي أحد أكبر العوامل التي تحدد مدى صحة هذا المنتج.

ويعتبر زيت الزيتون البكر الممتاز هو النسخة الأكثر صحة لأنه يتم عصره على البارد مرة واحدة فقط دون حرارة عالية أو مذيبات كيميائية، وتساعد المعالجة الخاصة الزيت البكر الممتاز على الاحتفاظ بعناصره الغذائية.

النضارة وطرق التخزين

ربما تتساءل كيف من المفترض أن تعرف متى تقوم العلامات التجارية بقطف محصولها أو مدى سرعة معالجته.

ومع تزايد شعبية استهلاك زيت الزيتون من أجل الفوائد الصحية، وضعت بعض الشركات هذه التفاصيل مباشرة على ملصقات المنتجات.

وبدلاً من ذلك، تحتوي بعض الملصقات على رمز الاستجابة السريعة الذي يمكنك مسحه ضوئيًا لقراءة تلك المعلومات على هاتفك الذكي، وفي كلتا الحالتين تأكد من البحث عن مواعيد الحصاد والمعالجة والتعبئة والتاريخ ‘الأفضل’ للحصول على الزيت الطازج، كما يوصي الخبراء.

وقال كيرياكيدس: “إن الزجاجات التي لا تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر للوصول من الحصاد إلى الرف هي خيارك الأفضل، وكلما كان تاريخ انتهاء الصلاحية بعيدًا عن وقت شراء الزيت، كلما كان المنتج طازجًا”.

وأوصى المجلس الدولي للزيتون العلامات التجارية بأن تحدد تاريخ الأفضلية بما لا يزيد عن عامين بعد التعبئة.

وتابع كيرياكيدس: “إذا كانت زجاجة إحدى العلامات التجارية تقول إن موسم الحصاد كان 23/24 على سبيل المثال، فهذا يعني أن حصادها استمر من الجزء الأخير من عام 2023 حتى أوائل عام 2024، والبعض الآخر سيكون أكثر تحديدًا إذ سيقول أكتوبر، سبتمبر 2023”.

بالنسبة لمحبي زيت الزيتون في الولايات المتحدة، فإن الحصول على زيت الزيتون الطازج لا يعني الحاجة إلى استيراده بعد الآن.

لقد أصبح ذلك ممكنًا بفضل النمو في المنتجين المقيمين في الولايات المتحدة -وخاصة في كاليفورنيا- حيث يوجد مناخ يفضي إلى زراعة أصناف محلية من أشجار الزيتون ويمكن للسكان المحليين الحصول على زيت عالي الجودة في إطار زمني أقصر بكثير.

كما تنتج جورجيا وأوريجون وتكساس وأريزونا زيت الزيتون، ولكن على نطاق أصغر.

وقالت الدكتورة Selina Wang/سيلينا وانج، الأستاذة المشاركة في الإرشاد التعاوني في الفاكهة والفاكهة صغيرة الحجم ومعالجة الخضروات في جامعة كاليفورنيا، ديفيس: “إن المركبات الموجودة في زيت الزيتون تتحلل بمرور الوقت، تمامًا مثل المركبات الموجودة في الشاي أو الشوكولاتة، خاصة إذا تم تخزينها في بيئة حارة أو تعرضت للضوء أو الهواء”.

ولهذا السبب يعد تخزين الزيت في بيئة باردة وزجاجة داكنة اللون طوال عمر زيت الزيتون أمرًا بالغ الأهمية.

إن أهمية البيئة الباردة هي أيضًا السبب في أن استهلاك الزيت الخام، على سبيل المثال كصلصة للسلطة، أفضل من استخدامه في الطهي، ولكن بغض النظر عن كيفية استهلاكه، فإن زيت الزيتون أكثر صحة من الزيوت المكررة بشكل كبير والتي يتم شراؤها من متجر البقالة، كما يقول الخبراء.

وقال كيرياكيدس: “إذا رأيت في متجر البقالة زيت زيتون بكر ممتازًا مخزنًا على الرف العلوي بالقرب من الأضواء الساطعة الكبيرة والزجاجة دافئة، فهذا أمر سيء ولن أشتري هذا الزيت، لأنني أعلم أنه كان موجودًا هناك، وقد تعرض لتلك الحرارة بالفعل”.

الحفاظ على الزيت الخاص بك في المنزل

إلى جانب المعلومات المتعلقة بتواريخ الحصاد والمعالجة، هناك طريقة أخرى لقياس مدى نضارة الزيت الخاص بك وهي عن طريق التذوق.

وقال جوزيف Joseph R. Profaci/ر. بروفاسي عبر البريد الإلكتروني، وهو المدير التنفيذي لجمعية زيت الزيتون في أمريكا الشمالية (وهي رابطة تجارية صناعية): “كلما زاد طعم زيت الزيتون زادت الفوائد الصحية، فإذا كانت الفوائد الصحية هي المحرك الأساسي، يجب على المستهلكين البحث عن الطعم القوي بدلاً من الخفيف”.

إذ تساهم المركبات المسؤولة عن مدى صحة زيت الزيتون في طعمه أيضًا.

ولهذا السبب، حث بروفاسي الناس على الاعتياد على فتح زجاجة زيت الزيتون بمجرد عودتهم إلى المنزل وتذوقه، وذلك تبعًا لقوله: “سيساعدهم ذلك على تطوير طعم أكثر تميزًا لزيت الزيتون إذا أخذوا هذا المذاق وشعروا بخيبة أمل، وخاصة إذا كان له طعم فاسد مثل أقلام الشمع أو المكسرات القديمة، فيجب إعادته إلى المتجر وطلب استرداد الأموال أو استبداله”.

وقال وانغ: “إنه بمجرد تذوقه، إذا كان الزيت طازجًا بدرجة كافية، فلا تضعه على الموقد الخلفي للمناسبات الخاصة بل يجب أن تستهلك زيت الزيتون الخاص بك في أقرب وقت ممكن، لأن الأسباب التي تدفعك إلى شرائه -وهي الصحة ثم النكهة- كلاهما يتراجعان مع تقدم عمر الزيت”.

وقال كيرياكيدس: “إن الاحتفاظ بالزيت باستمرار في الثلاجة يمكن أن يطيل حماية الفينولات لمدة عام أو عامين آخرين فقط تأكد من وضعه على المنضدة قبل قليل من وضعه على سلطتك حتى يتمكن من العودة إلى قوامه الطبيعي”.

  • ترجمة: منهل زريقة
  • تدقيق علمي ولغوي: روان نيوف
  • المصادر: 1